رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

مع شهر مارس تتجمع أجمل الأعياد وأكثرها إنعاماً بالبهجة والفرح والاعتزاز الوطنىففى الثامن من مارس تبنت هيئة الأمم المتحدة اقتراحاً من اتحاد النساء الديمقراطى العالمى بتخصيص هذا اليوم ليصبح عيداً عالمياً للمرأة. وفيما بعد أوصت الهيئة الدولية أعضاءها من كل الدول بتحديد يوم يمثل رمزية فى التاريخ الوطنى، ليصبح يوماً للاحتفال بالمرأة، فاختارت مصر يوم 16 مارس حيث سقطت أول شهيدة مصرية فى مظاهرة تدعم الزعيم سعد زغلول وقادة ثورة 1919للمطالبة بالاستقلال والتحرر من الاستعمار البريطانى.

وفى التاسع من مارس عام 1932 قدم رئيس جامعة فؤاد الأول– القاهرة الآن– أحمد لطفى السيد استقالته من رئاسة الجامعة احتجاجاً على نقل الدكتور طه حسين عميد كلية الآداب بها إلى وظيفة إدارية فى وزارة المعارف دون علمه، تم وصفها بأنها عقاب لتصفية حسابات سياسية وحزبية مع العميد، لرفضه تدخل السلطة التنفيذية فى الشئون الداخلية للجامعة. وفيما تلى ذلك من أعوام اعتمدت الجماعة الأكاديمية فى الجماعات المصرية التاسع من مارس يوما للاحتفال بتعزير استقلال الجامعة فى أداء مهامها الوظيقية والعلمية والبحثية والأكاديمية، كما حملت اسم اليوم نفسه: جماعة 9 مارس.

كان الرئيس جمال عبد الناصر قد أطلق على الفترة الزمنية من يونيه 1967 وحتى 8أغسطس 1970«حرب الاستنزاف» ووضع لها هدفين يتمثلان فى إعادة هيكلة الجيش، وتدريبه فى ساحة المعركة، بما يرفع الكفاءة القتالية للجنود، ويكشف الإمكانيات التى لدى إسرائيل، بجانب استباق التحرك ضد أى هجوم إسرائيلى محتمل، فضلا عن الاستعداد للهجوم النهائى بالعبور إلى الضفة الغربية للقناة، وتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى. اختار عبد الناصر الرجلين المناسبين من بين أكثر قيادات الجيش كفاءة، ليشكلا القيادة العسكرية الجديدة، فتقلد الفريق «محمد فوزى» موقع القائد العام للقوات المسلحة، وتولى الفريق أول «عبد المنعم رياض» رئيس هيئة الأركان.

تمكن الفريق رياض من إعادة الانضباط للجيش بعد الهزيمة، وأشرف على تدريب وحداته على الفنون العسكرية الحديثة. ونجحت قوات الصاعقة تحت قيادته فى التصدى للمدرعات الإسرائيلية، ومنعتها من احتلال مدينة بور فؤاد فى معركة «رأس العش» فى الأول من يوليو عام 1967. وفى منتصف نوفمبر من العام نفسه، نسفت الضفادع البشرية المصرية الرصيف الحربى لميناء إيلات، ودمرت سفينتين حربيتين إسرائيليتين للإمداد والشحن فى معركة إغراق المدمرة إيلات. كبدت حرب الاستنزاف إسرائيل خسائر فادحة فى المعدات والأوراح باعتراف قادتها وصحفها والإدارة الأمريكيةوفى أثنائها أعد الفريق أول رياض الخطة «جرانيت» التى كانت أساساً لمعركة النصر فى حرب أكتوبر.

فى يوم التاسع من مارس 1969 كان «عبد المنعم رياض» يتفقد مسرح العمليات على جبهة القناة، وواصل السير حتى الخطوط الأمامية، فأدى انفجار هائل من مدافع العدو الإسرائيلى إلى استشهاده وسط جنوده، ولم يكن قد أكمل الخمسين من عمره. وكان استشهاده واحداً من الجروح الغائرة فى قلب عبد الناصر وقلب ووجدان الشعب المصرى. ومنذئذ غدا التاسع من مارس يوماً للشهيد فى بلادنا لتمجيد بطولات ضباط وجنود القوات المسلحة.

ولأن فصل الربيع يبدأ فلكياً فى 21 مارس، فقد حدا ذلك بالكاتب الصحفى مصطفى أمين،بالدعوة عام 1956 لفكرة الاحتفال السنوى بعيد الأم فى مثل هذا اليوم. بذلك أصبح عيد الأم مقرونا بالاحتفاء بجمال الطبيعة، وبمقدم الربيع وتفتح الزهور والورود وتنسم الهواء العليل. ولعل كل من قرأ كتب مصطفى أمين يعرف الدور الآسر الذى لعبته أمه فى حياته، ومدى الارتباط الوثيق والحميم الذى جمعه هو وتوأمه على أمين بها. ألم يقل جبران خليل جبران: العالم فى ظلام حتى تصحو الأم. حقاً فالأم هى وحدها من يضئ ظلام الكون وينير عتمة الحياة.

توفيت أمى ولم أكن قد بلغت التاسعة، وتوفى أبى وقد صرت شابة فى الخامسة والعشرين، فبات هو لى ولأخوتى أماً وأباً وصديقاً ومعلماً، وفى كل عيد أم أتوجه لأبى بالتهنئة. وفى كل وقت أدعو لأبى وأمى: وقل ربى ارحمهما كما ربيانى صغيراً.