رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

عبر صفحات تاريخ أهل الكتابة والصحافة نطالع من آن إلى آخر حواديت تتعلق بمسيرتهم ومواقفهم وما تعرضوا له من أحداث يتناولونها بالعرض والسرد للتاريخ تعد شهادات ووثائق يمكن الاستدلال منها على أحوال البلاد والعباد فى زمانهم..

وبالاقتراب من سيرة الكاتب الصحفى «سليم شاهين سركيس» الجورنالجى الحريف اللبنانى البيروتى الذى نال شهرته فى مصر، كتب الكثيرون عن خصوصية موهبته فى الإنشاء وإجادة النكتة على صفحات جريدة (لسان الحال) البيروتية، وبعد أن رحل إلى باريس ولندرة، فاراً من عسف بعض الحكام، وعاد إلى الشرق أنشأ فى مصر جريدة (المشير) ومجلة (مرآة الحسناء)، وكانت له فى «المؤيد» و«الأهرام» جولات وإبداعات مهنية، واستمرت إلى آخر حياته، وله من الكتب «الندى الرطيب فى الغزل والنسيب» و«غرائب المكتوبجى» و«تحت رايتين». .

غير أن أكثر كتبه إثاره للجدل كان كتابه «غرائب المكتوبجى» الذى انتقد فيه وبشده سياسة المراقب العثمانى على الصحف والكتب.. 

ويرى «سركيس» أن أهم النكبات التى عاناها، أن مولده فى بيروت، فصار من رعايا الحكومة العثمانية، وهذه أنكى المصائب وأولاها فى تصوره، أما النكبة الثانية فكانت فى إرساله إلى المدارس حيث تلقى تعليمه، فأصبح فى علمه مستحق أن يشفق عليه الجاهل، والنكبة الثالثة تعلمه اللغة الإنجليزية بنوع خاص، فأصبح كما يقول لا يقوى على احتمال الخمول، وهو يقرأ جرائد أوروبا ويدهش بمبادئ التقدم والحرية، والنكبة الرابعة عندما عهد إليه بتحرير جريدة «لسان الحال»، فلبث فى ذلك العمل مدة ٨ سنوات وأمسك زمام «الرأى العام» كل تلك المدة، إلا أنه لم يتمكن من حريته فى إدارته، وأدرك من مطالعة الصحف الأوروبية منزلة الحرية ومقام الإخبارى، والنكبة الخامسة كانت كما يقول فى رحيله إلى أوروبا فزار إيطاليا وفرنسا، وأقام فى إنجلترا نحو عامين فقرأ جرائدها واجتمع مع رجال الصحافة وأرباب السياسة فيها وحضر جلسات البرلمان ومجتمعات الأدباء واستمع خطب الخطباء، والنكبة السادسة والأخيرة فى هجرته بلاد الحرية والعودة إلى بيروت، وإلى تحرير «لسان الحال» تحت ضغط المكتوبجى وظلم الحكومة بعد أن تذوق حلاوة الحرية..

ولعل فى رسالته الشهيرة إلى السلطان العثمانلى عبدالحميد الثانى خير مثال على ما شهد به على ذلك العصر.. ونذكر منها بعض تلك السطور بحروفه..

«مولاى.. يسوءنى أننى من جملة رعاياك، لأنه يسوءنى أن أكون عبداً، وأنت عودتنا أنك تعتبر الرعية فى منزلة عبيد لك بدلاً من أن تتبع الحقيقة، لكن كما أن الدول المتمدنة قد ألغت الاسترقاق والنخاسة وأعطت العبيد السود حريتهم، كذلك قدر الله العلى الحكيم أن أخرج من مملكتك وأن أقيم فى حمى حكومة مصر العادلة، فمن هذا القطر الذى أصبح سعيداً من يوم تقلص ظل نفوذك عليه أعرض لمسامعك الشاهانية ما أشكوه أنا ويشكوه سائر رصفائى فى تركيا من السياسة الخرقاء التى تبعتها جلالتك..».

دامت مصر العادلة.. تحيا مصر كل عصر.. مصر الشعب والجيش والقائد والتاريخ والحاضر الطيب.. والمستقبل المشرق المبشر بإذن الله بكل خير.