رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسار القهوة

من منا لم يشعر بالحنين لذكريات رمضان زمان؟ فقد تتعاقب الأجيال وتختلف التفاصيل؛ لكن يبقى الحنين؛ حنين للأيام، وحنين للأشخاص، وحنين لتجمعات عائلية رحل عنها من رحل، وحنين لأوقات عبادات صادقة رسخت فى القلوب، إذ ارتبط شهر رمضان بالذهاب إلى صلاة التراويح فى الساحات والمساجد مع الأهل والأصدقاء، وختم قراءة القرآن الكريم، وحفظ ما تيسر منه، والدعاء بقلوب صادقة بكل ما نرجوه من الله عز وجل، والدعاء لكل من فقدناهم وكانو يقضون معنا هذا الشهر الكريم. ويرتبط رمضان أيضاً بالحنين إلى شخصيات من أعمال درامية وفوازير وبرامج جمعتنا أمام شاشة واحدة لقضاء أوقات ممتعة فى مشاهدتها، تخللها أحاديث لا ينساها عقل أو يغفل عنها وجدان، واختلفت هذه الشخصيات من جيل إلى آخر، فمن فوازير فطوطة مثلا فى الثمانينيات، إلى حلقات بوجى وطمطم فى التسعينيات، ثم بكار فى الألفينيات، وغيرها من شخصيات لأعمال رمضانية لا تنسى.
ومن هنا كثيرًا ما نستمع وبخاصة من الآباء والأجداد عن رمضان زمان، وكيف كانت التجمعات والعلاقات والأجواء أجمل من الأجواء فى الوقت الحالى، فيسترجعون الذكريات التى مهما مر عليها من الزمن لم تزل محفورة فى وجدانهم بدايةً من ليلة استطلاع الهلال وأول تجمع للسحور، إلى لحظات توديع الشهر الكريم؛ أجمل شهور السنة.
لقد ارتبط رمضان زمان بذكريات راسخة فى وجدان كل شخص منا، وتختلف هذه الذكريات من جيل إلى آخر، وذلك لاختلاف أسلوب الحياة ومظاهر التطور، إلا أن هناك تفاصيل واحدة تتوارثها الأجيال لا تمحى مهما تغيرت الحياة، إذ يرتبط رمضان فى الأذهان بأن يكون لدى كل طفل فانوس خاص به، ويتجمع الأطفال ويقوموا بغناء (وحوى يا وحوي) و(حالو يا حالو رمضان كريم يا حالو) فضلا عن تحضير الزينة وتعليق الفوانيس فى حالة من البهجة تشهدها الشوارع والأحياء فى مصر.
وكذلك شراء ياميش رمضان؛ من المكسرات بأنواعها المختلفة وجوز الهند والزبيب، والفاكهة المجففة لتحضير أطباق الخشاف الرمضانية التى ارتبط مذاقها برائحة ليالى شهر رمضان الكريم، كذلك خيم صناعة الكنافة والقطائف التى تمثل بهجة خاصة فى نفوس الكبار والصغار، فكانت تعم البهجة فى الشوارع والأحياء عندما يجد الناس الشوادر أمام المحلات مكانا لوضع الصينية الكبيرة الخاصة بالكنافة. بالتأكيد هذه الظاهرة موجودة الآن، لكن فى الزمان الماضى لم يكن يوجد الجهاز الآلى، وكان كل شيء يُصنع يدويًا.
وكان الراديو والتليفزيون فى رمضان زمان مهماً جدًا، فقد كانا وسيلتى ترفيه أو تسلية فى المنزل. ومن مظاهر رمضان زمان حكايات ألف ليلة وليلة، حيث كان يأتى مسلسل ألف ليلة وليلة يوميًا، ليتابع الناس شهرزاد وهى تحكى لشهريار كل يوم قصة وكأنهم يعيشون المشهد أوالقصة التى ترويها له. وكانت لا تُذاع حلقات ألف ليلة وليلة إلا فى رمضان، وكذلك متابعة الفوازير الرمضانية بعد موعد الإفطار مباشرة، ولا ننسى صوت المسحراتى وطبلته (اصحى يا نايم وحد الدايم… رمضان كريم).
وفى النهاية مهما مرت السنون سوف يظل صوت الفنان الراحل محمد عبدالمطلب، وهو يشدو (رمضان جانا) يضوى ويعيد ذكريات رمضان زمان فى مصر، وسوف يبقى (رمضان فى مصر حاجة تانية.. والسر فى التفاصيل) كما أبدع الفنان حسين الجسمى فى أغنيته الشهيرة فى رمضان عام ٢٠٢١.
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب- جامعة المنصورة