عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسار القهوة

تعد الدراما التليفزيونية من أكثر أنواع الرسائل الإعلامية تأثيرًا على الجمهور، كما تعد من أكثر الأشكال الفنية وصولًا إلى المشاهد، وفى السنوات الأخيرة أصبح شهر رمضان يمثل موسمًا للإنتاج الدرامى، وساحة منافسة بين الأعمال الدرامية كلها بالتليفزيون، تتنافس فيه شركات الإنتاج والقنوات التليفزيونية لحصد أكبر نسبة من كثافة المشاهدة خلال هذا الشهر، فالمسلسلات يتم الإعداد لها على مدار العام لتبث فى رمضان، وفى ظل هذه المنافسة يتجه صناع هذه المسلسلات إلى تسويقها قبيل بداية شهر رمضان من خلال طرح أفيشات مسلسلاتهم، وإعلانات تشويقية لها عبر مواقع التواصل الاجتماعى، لجذب الأنظار، ولرصد ردود أفعال الجمهور كمقياس مبدئى لما سيحققه المسلسل بعد عرضه، فما أن تقترب بداية الشهر المبارك إلا وتنهال علينا القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت بعرض الإعلانات الترويجية لعشرات من المسلسلات المنتجة خصيصًا للعرض خلال شهر رمضان.

وفى هذا الإطار وبالرغم من أن علم التسويق يعد من العلوم القديمة، فإنه نتيجة لتطور البيئة الخارجية والتطور التكنولوجى الذى أثر بشكل كبير فى تطور الأنماط الاستهلاكية من خلال الانفتاح على حضارات الآخرين والتأثر بها، حدث تطور فى المفهوم التسويقى، وامتد هذا التطور إلى ظهور مفاهيم حديثة للتسويق ضمن هذه المرحلة مثل التسويق الأخضر والاجتماعى والغوريلى والإلكترونى والفيروسى عبر شبكات التواصل الاجتماعى، ولقد أدى هذا التطور فى المفهوم التسويقى إلى تطور كبير فى وسائل الاتصالات والمعلومات، مما شجع العاملين فى مجال التسويق على اعتمادها بهدف الوصول إلى الأسواق المستهدفة.

وقد نتج عن هذا التطور فى المفهوم التسويقى نمو وانتشار واسع شهدته مواقع التواصل الاجتماعى فى الفترة الأخيرة؛ إذ أصبحت من أهم التطبيقات الاتصالية على الإنترنت، بل وأكثرها شيوعًا، وانتشارًا، فى مصر والعالم، فمع تزايد اعتماد المستهلكين على شبكة الإنترنت للحصول على المعلومات، اتجه المسوقون إلى ابتكار أساليب جديدة للوصول إلى المستهلك، تأخذ الطبيعة التفاعلية على مواقع التواصل الاجتماعى، وذلك من خلال تحفيز المستهلك نفسه ليقوم بنشر الرسالة التسويقية وتمريرها لأصدقائه وأقربائه ومنهم لآخرين، حتّى يأخذ الأمر شكلًا مشابهًا لانتشار مرض فيروسى من جسد شخص مريض لآخر، فيما يعرف بالتسويق الفيروسى، وهو أحد المصطلحات المستخدمة فى عالم التسويق الإلكترونى، ويستخدم لوصف التسويق سريع الانتشار عبر مواقع التواصل الاجتماعى.

وفى النهاية، وفى ضوء ما سبق، تبرز الحاجة إلى توعية مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى بطبيعة هذه الوسائل، وسمات ما تتيحه لهم من مجال عام يتم استخدامه لأغراض إعلانية وتسويقية متنوعة. وعلى أية حال فإن كل مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعى يستطيع أن يعبر عن آرائه ووجهات نظره عبر هذه المواقع بحرية تامة، وهذا ما يؤكد الحاجة إلى التربية من أجل استخدام أفضل لوسائل الإعلام الجديدة بما تتضمنه من مواقع للتواصل الاجتماعى. ولكى تتحقق أهداف التربية من أجل استخدام أفضل لهذه المواقع ولشبكة الإنترنت، بوجه عام، ينبغى أن تلتفت المؤسسات التعليمية فى مصر إلى تخصيص مقررات دراسية تتناول هذه المواقع بخصائصها واستخداماتها المختلفة، ليكون أفراد المجتمع قادرين على استخدام هذه المواقع والتعرض لمضامينها المتعددة بما تتضمنه من مواد إعلانية وتسويقية بالشكل الذى يساعد الفرد فى اتخاذ قراراته.

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب

جامعة المنصورة