عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

أغرب ما يمكن أن تقرأه هذه الأيام، هو ما صدر عن يسرائيل كاتس، وزير خارجية اسرائيل، تعليقًا على ما يجرى تداوله على أنه خطة أعدها بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الدولة العبرية، لقطاع غزة فى مرحلة ما بعد الحرب على القطاع.
ما يسمى بالخطة كان قد جرى الإعلان عنه من جانب نتنياهو، الذى يتعامل مع القطاع فى خطته، وكأنه أرض اسرائيلية، ويتطلع الى الفلسطينيين الذين يسكنون غزة وكأنهم اسرائيليون.. وهذا فى حد ذاته ما يحكم على ما يقدمه بالفشل مسبقًا.
أما وزير خارجيته فيقول إنهم فى مرحلة ما بعد الحرب، سوف يكتبون خطبة الجمعة لأئمة المساجد فى غزة!.. وهو طبعًا يريد أن يقول إن الخطاب الذى سوف يتوجه به الخطباء من فوق منابر المساجد الى المصلين سوف لا يكون حرًا، وبمعنى أدق سيكون اسرائيليًا، وبمعنى أدق وأدق سيكون خطابًا سابق التعليب!
ولا هدف من وراء هذا، إلا الرغبة فى التحكم وفى السيطرة، وإلا أن يكون كل ما يقال فى الحدود التى لا تثير الغزاويين ضد اسرائيل أو تجلعهم يكرهونها! 
وليست هذه هى المرة الأولى التى نطالع فيها كلامًا بهذا المضمون، فمن قبل كان نتنياهو نفسه قد قال إنهم سوف يتدخلون فى مناهج التعليم فى غزة، وأن الهدف هو ألا تكون المناهج مما يجعل الطالب الغزاوى يكره إسرائيل!
هذا كلام قيل فى العلن وليس فى السر، وهو لا يدل على شيء بقدر ما يدل على أن قائله فى الحالتين لا يرى أبعد من قدميه، وأنه عاجز عن فهم السبب الذى يجعل الطالب الغزاوى يكره إسرائيل، أو يجعل المصلى الغزاوى لا يحبها.. فالقصة لا تجدى معها خطبة فى الجامع، ولا منهج يدرسه الطالب فى المدرسة، لا لشيء، إلا لأنها مرتبطة مباشرةً بما تمارسه اسرائيل على الأرض تجاه الفلسطينيين فى غزة أو بالطبع فى الضفة الغربية.
هذه هى القصة، وهذا هو أصلها، ولو غيرت اسرائيل من سلوكها تجاه الفلسطينيين، فلن تكون فى حاجة الى التدخل فى خطبة الجمعة ولا فى المنهج الدراسي.. ثم إن السؤال هو كالتالى: هل يتصور رئيس وزراء إسرائيل ومعه وزير خارجيته، أن ترتكب حكومة الإسرائيلية ما ترتكبه فى غزة منذ السابع من أكتوبر، أو أن تقف فى طريق قيام دولة فلسطينية مستقلة، ثم تنجح الخطبة أو ينجح المنهج الدراسى فى إقناع المصلين أو الطلاب بألا يكرهوا إسرائيل؟
هذا عبث لا طائل من ورائه، ولا حل إلا ما يتوافق عليه العالم منذ ما قبل الحرب على غزة، ثم ما ازداد العالم توافقًا عليه هو نفسه بعد هذه الحرب.. الحل فى قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وما عدا ذلك هو ضحك على النفس وخداع لها من جانب نتنياهو ووزير خارجيته، أكثر منه ضحكًا على الآخرين أو خداعًا لهم.