عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

حسنًا فعلت مصر عندما نفت وبشكل واضح الأكاذيب التى رددتها إسرائيل حول التنسيق مع القاهرة بشأن العمليات فى رفح ومحور فيلادلفيا. ولا حاجة لنا إلى التأكيد على أن مصر تبقى متنبهة إلى الفخاخ التى تحاول تل أبيب زرعها فى طريق مساعيها لتسويق مواقفها المرفوضة بشأن حربها على غزة.
غير أن المشكلة أن إسرائيل لا تمل من مساعيها تلك، وفى هذا الصدد يبدو ملفتًا ومثيًرا للدهشة ما نشرته وسائل اعلام إسرائيلية عن مباحثات خاصة اجراها قادة إسرائيليون فى مصر بحثوا خلالها التنسيق مع القاهرة قبل شن أى عملية عسكرية فى رفح، وأن هؤلاء المسئولين حملوا رسالة مفادها أنه لن تتم مفاجأة مصر فى رفح.
بهذا الشكل يبدو أن إسرائيل تحاول أن تروج لما قد يوحى بأن عملية رفح تتم بموافقة مصرية، ليس ذلك فقط بل بتنسيق معها، وإذا وضعنا فى الاعتبار موقف ممثل إسرائيل امام محكمة العدل الدولية حين راح يلوح إلى أن مصر هى التى تمنع وصول المساعدات إلى قطاع غزة أمكن لنا أن نستوعب حجم المكيدة والدهاء الإسرائيليين فى محاولة تقديم صورة زائفة عن موقف مصر إزاء ما يجرى فى غزة.
إن موقف مصر واضح سواء مما يحدث فى غزة بعد طوفان الاقصى أو من مساعى إسرائيل لهضم حقوق الفلسطينيين، وتعتبر فى منظور الكثيرين أكبر داعم لتلك الحقوق. صحيح أن هناك مقتضيات وظروفًا قللت من حجم وقوة الوقفة المصرية، لا مجال للتفصيل فيها، وهو الأمر الذى أتاح للبعض الغمز فى موقف القاهرة، إلا أن الأمر لا يمكن بل يستحيل أن يصل لحد قبول القاهرة التنسيق مع إسرائيل بشأن عملياتها فى رفح، لاعتبارات تتعلق أولا بالأمن القومى المصرى كما أشرنا فى مقال سابق، واعتبارات تتعلق بالدفاع عن الحقوق الفلسطينية وهو الأمر الذى بدا واضحًا فى المذكرة التى تقدمت بها مصر أمام محكمة العدل الدولية والمرافعة الشفهية التى قامت بها يوم 21 فبراير الماضى.
ما أتصوره أن القاهرة ستظل على موقفها الصلب والقوى بشأن عدم تجاوز إسرائيل لبنود اتفاقيات السلام وهو ما يعنى ضرورة الإبقاء على وضع محور فيلادلفيا على ما هو عليه، وعدم حدوث أى عمليات تهجير قسرى للفلسطينيين سواء إلى سيناء أو غير سيناء، وإن كان الأمر يتطلب، رغم أنه تنويه قد يبدو تحصيل حاصل، الحذر من سوء النوايا الإسرائيلية التى تهدف إلى الالتفاف على المواقف المصرية ومحاولة تشويهها أو الإساءة إليها.
واذا كان نتنياهو يصر على مواصلة حربه العبثية التى يؤكد خبراء ومسئولون إسرائيليون سابقون أنها لم ولن تحقق أهدافها كاملة، فيلتحمل وحده نتائج مغامرته دون محاولة إشراك مصر أو الإساءة إليها فى مسعاه ذاك، ذلك أن شهر رمضان على الأبواب وهو ما يمثل قيدًا زمنيًا على العمليات العسكرية فى غزة، وفى ذلك يأتى تأكيد مصر على أن العمل العمل العسكرى الإسرائيلى فى رفح خلال شهر رمضان سيخلق أزمة لن تؤثر على إسرائيل فحسب، بل على المنطقة بأكملها التى هى على حافة بركان، ولعله من هنا تتسارع مساعى الإدارة الأمريكية لوقف لإطلاق النار واستباقها تأكيد موافقة إسرائيل على أمل استئناف تحقيق الأهداف الإسرائيلية من الحرب بعد ذلك.
ورغم أن الظروف غير مواتية، حيث يواجه الفلسطينيون عدوًا يفتقد أبسط مقومات الإنسانية، فيما يفتقدون دعما عربيا يمكن أن يغير مسار المعارك، إلا أن إيماننا يبقى قويا بأن مصر لن تتخلى عن دعم الفلسطينيين، ما يعزز الأمل بفشل المخططات الإسرائيلية لوأد القضية الفلسطينية.

[email protected]