رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صديق عزيز عاشق لتراب المحروسة يتصور أنها.. أى مصر المحروسة.. هى أجمل بلاد الله وأن الذين يدخلونها يدخلون آمنين مطمئنين.. ولكن على ما يبدو أن الدخول أمرٌ والخروج أمرٌ مختلفٌ تماماً، فقد أرسل لى الصديق العزيز والأسى يعتصر كلماته حكاية سيدة فرنسية عاشقة لمصر. كانت أحلامها فى الحياة تتعلق بزيارة هذه الأرض التى اختارها التاريخ لتسجل عبقرية الإنسان والمكان عبر كل العصور وفى الأقصر تحديداً حيث ثلث آثار الكون محفوظة بعضها فوق الأرض وأغلبها لا يزال تحضنه الأرض فى انتظار الكشف.. 

أقول تحقق حلم السيدة الفرنسية ذات الـ56 ربيعاً وأخيراً جاءت إلى المحروسة وزارت الأقصر وهبطت بأحد فنادقها وزارت كل شبر فى الأقصر وتحولت رحلتها إلى حلم، لم تصدق أنها بالفعل عاشته ولمسته ورأته.. ولكن فجأة وهى تودع البلد الأثير إليها والأقرب إلى قلبها وتمنى النفس بالعودة إليه مرة أخرى، قالت لا بد أن احتفظ بذكرى تخلد هذه الرحلة الأسطورية لكى أحكى للأهل والخلان والأحباب عن مصر وآثارها وتاريخها واختارت تمثالاً معروضاً فى بازار بالفندق واتجهت فى اليوم الأخير إلى المطار للعودة إلى مسقط الرأس وقد امتلأت بالبهجة والوجدان بالسعادة والرأس بالذكريات.. وإذا بجهاز الكشف يكتشف أن التمثال الذى بحوزة السائحة العاشقة الولهانة بحضارة مصر ما هو إلا تمثال أثرى وهنا انتقل الحلم إلى كابوس.. وتشقلبت حياة السائحة الفرنسية واسودت الحياة فى وجهها فقد تم تحريز التمثال لعرضه على لجنة من خبراء الآثار وتقرر بالطبع التحفظ أيضاً على صاحبته وحققت النيابة فى الأمر وأكدت الست المصدومة أنها اشترت التمثال من البازار بالفعل بمبلغ250 يورو.. وهو رقم مبالغ فيه باعتباره قطعة مقلدة تباع للسائح ولا يمكن أن يصل سعرها إلى 20 ألف جنيه وهنا ينبغى أن نحقق أيضاً مع أصحاب هذا البازار لأنه من المستحيل ان يكون هناك تماثيل بهذا السعر ونحن فى أشد الحاجة إلى جذب السياح وفى مسيس الحاجة إلى الدولارات واليوروهات والريالات.. المهم أن الكارثة الحقيقية تمثلت فى تقرير اللجنة التى أكدت أن التمثال له طبيعة أثرية بالفعل وأنه يعود إلى 4500 سنة قبل الميلاد وبالتالى راحت السائحة الفرنسية فى داهية.. وأصبح السجن هو المصير المحتوم وقضت السيدة المحبة لمصر العاشقة لترابها الذى حفظ ثلث آثارالكون المتمية بتاريخها الذى ىليس له نظير بين بلدان المعمورة.. والكارثة الكبرى التى هى من هنا لحد شبرا.. على رأى الولد الشقى السعدنى الكبير أن السيدة الفاضلة التى لم تصدق نفسها بأنها حققت أغلى أمنيات العمر وجدت نفسها تعيش فى زنزانة فى حجز وصفته بأنه بمساحة 10 م مربع وأن أكثر من 40 سيدة شاركنها المكان ولمدة 8 أيام كاملة.. بالطبع عرفنا كل هذه التفاصيل من يورو نيوز.. وليس من الصحافة المصرية ولا المواقع التى ليس لها أول من آخر تتصدر للتافه من الأمور فقط لا غير.. أما قضية تمس سمعة مصر فإن الأمر مع شديد الأسف لم يلفت نظر أى مخلوق.. والذى زاد الطين بلة.. أن المحامى الذى عينوه للدفاع عن الست الغلبانة.. نصحها بأن تتقدم باعتذار للشرطة المصرية عما بدر منها من محاولة تهريب تمثال أثرى عمره 4500 عام والكلام ده على ذمة اليورو نيوز.. وهنا أتذكر محامياً عينته المحكمة للدفاع عن السعدنى الكبير فى قضية مراكز القوى لحين عمل توكيل لمحاميه الخاص.. وترافع الرجل عن السعدنى فى المحكمة وقال حضرات السادة المستشارون.. إن موكلى بالتأكيد اشترك فى جريمة قلب نظام الحكم ولكن نيته حسنة وقلب طاهر.. وأنه أقدم على هذا الأمر مضطراً وهنا صاح السعدنى بأعلى صوت وقال يا سيادة القاضى..

ده محامى إثبات.. وضجت القاعة بالضحك فقد كان المحامى بالفعل يثبت التهمة على السعدنى.. تماماً مثلما تفيد اليورو نيوز.

المهم أنه وبعد أن أمضت هذه المحبة الولهانة لمصر وتاريخها الذى ليس له نظير بين البلاد تبين أن التمثال ليس له أية قيمة أثرية بل انه حتى لا يساوى ربع الثمن الذى دفعته الست الفرنساوية وهذا دليل على أن أصحاب البازارات يعملون لغير صالح البلاد ويقومون بالنصب على السياح وهو أمر ينبغى أن نتوقف عنده.. ولكن قبل هذا وماذا يجب أن يتفضل ويتنازل السيد وزير الآثار ويفيدنا بالتفاصيل الكاملة لهذا الحادث الذى نال من سمعة مصر بعد أن انتشر فى صحف ووكالات أنباء كانت كفيلة بأن تقضى تماما على مليارات الجنيهات التى نصرفها من أجل التسويق للآثار المصرية وهذه جريمة فى حق مصر.. وأول هام على طريق الإصلاح أن نوجه دعوة للسيدة الفاضلة لكى تقضى ضعف العقوبة التى عاشتها على أعصابها فى الحجز مع 40 سيدة داخل الحجز وأن تخصص لها الغرفة التى كان ينزل بها الملك فاروق تكريما لها.. بل وأن تمثالا فرعونياً حقيقياً مع شهادة ملكية، هذا الأمر سوف يفيد السياحة والآثار لبلدنا أكثر ألف مرة من الإعلانات الكدابة إياها.

مش كدة ولا إيه؟!

إوعى تكون الإجابة.. إيه!!