رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليلة الغدر بـ"محمد صلاح".. صاحب محل كشري خطف روحه في جزيرة الذهب

محرر الوفد وأسرة
محرر الوفد وأسرة المجني عليه

 محمد صلاح بيموت.. جملة انتشرت سريعًا بين أهالي جزيرة الذهب بمنطقة المنيب، وصلت لمسامع والده، الذي تغافل كبر سنه، وهرول كصغير يصرخ على فلذة كبده، ليرى ابنه ملقى على الأرض تسيل الدماء من رأسه، ويفارق الحياة. 

 حزن تفرق بين سكان شارع عباس العقاد بالجيزة، فمن بكاء أسرته، وتألم الأصدقاء على فراق محمد صلاح، تحولت المنطقة لسرادق عزاء كبير، كل يواسي نفسه في ابن المنطقة.

 علق محبو الفقيد صورة له على الجدران، وأخرى توسطت الشارع، تحمل عبارة شهيد الغدر، ومطالبات بالقصاص من قاتليه.

الحاج صلاح والد المجني عليه

 وداخل شقة في الطابق الرابع، جلس رجل مسن لجوار زوجته تبكي بحرقة، يهدئ من روعتها، "لا تحزني إن الله معنا"، يتلعثم في الكلام تارة، ويشاركها النحيب أخرى.

 تزاحمت الأفكار في رأس الحاج "صلاح خليل"، 64 عامًا، ووقفت الكلمات عصية على لسانه، لا يعرف من أين يبدأ، فالمصيبة كبيرة، وألم الفراق يأكل من جسده، تماسك ليروي لـ"الوفد"، تفاصيل جريمة عصفت بابنه.

محمد صلاح المجني عليه

 يقول والد المجني عليه، محمد ابني، 30 عامًا، يعمل مبيض محارة، شهرته "صرصار" متزوج منذ 4 سنوات، له من الدنيا طفلتان "غزل" عامين و"دهب" 6 شهور، يقطن في منطقة ترسا، يأتي لزيارتي أنا ووالدته من حين لآخر.

 طيب القلب، بار بي ووالدته، لا يحمل همًا، راضٍ بما قسم الله له، عندما تضيق به الدنيا في مجال المعمار، يعمل في كافتيريا ليتقاضى 120 جنيهًا في اليوم، قليلة لكن بالحلال كثيرة تحيطها البركة، شعار يرفعه "محمد صلاح"، ويسير عليه.

 

بار بوالديه: 

 سكت الحاج "صلاح" وكأنه تذكر شيئًا، فالمواقف الطيبة التي تجمعه بفلذة كبده لا حصر لها، وأكمل: كان يساعدني في مصاريف البيت لكن بطريقة غير مباشرة، يعطي أموالًا لأمه، حتى لا يحرجني.

 رغم صغر سنه، 30 عامًا، لكنه كبير مقامًا، رجاحة عقله، جعلت له مكانًا بين الكبار وفي جلسات الصلح، والكل يناديه بـ"أبو غزل"، وبين أبناء جيله "صرصار".
 

والدة المجني عليه

الأم المكلومة ترثي ابنها:

 بجوار الأب المكلوم، تجلس والدة المجني عليه، 55 عامًا، عيونها بواكي، قواها منهكة، الحزن على ابنها استنفد ما لديها من طاقة، فقد كُسر ظهرها بموت "محمد".

 راح السند.. المتهمون وجعوني في أعز ما أملك، بهذه الكلمات رثت والدة المجني عليه فقيدها، والتقطت طرف الحديث لتروي بقية القصة.

أبو غزل الضحية 

زواج البنات سترة:

 تقدم "عبدالله ناصر"، 27 سنة، ابن الجيران يعمل في محل كشري ملك والده "ناصر. ج"، لخطبة ابنتي، رفضنا لسوء سلوكه، فتزوج من ابنة أخي، حاولنا نصحه، بأن هذه الزيجة لن تكون سعيدة، لم ينصاع لنا وأكمل في ستر ابنته، حسب وصفه، "زواج البنات سترة".

 سعدنا بفرحه، وتمت الزيجة، مشاجرات نشبت بينهما، من ناحية شقيقي، وعريس ابنته، بعدما أنجبا طفلة، تدخل ابني "محمد صلاح"، مرات للصلح بينهما لكن وصل لطريق مسدود، وانتهى الأمر بالطلاق، وكان هذا قبل عام.

أسرة المجني عليه تروي لـ"الوفد" تفاصيل الجريمة 

سبب الجريمة:

 صفعة على وجهة ابني، سددها له "ناصر. ج"، 65 عامًا، صاحب محل كشري، لم يشتبك "محمد" معه، وقال له "أنا حترم سنك ومش هضربك"، وأنصرفوا جميعًا بعدما تدخل الأهالي وفضوا المشكلة قبل اتساعها.

 وأوضح "أحمد صلاح"، 34 عامًا، فني تشغيل ميكانيكي، وشقيق المجني عليه، أن صاحب محل الكشري، لم يعجبه رد "أبو غزل" عليه، وظل طيلة عام كامل يخفي الحقد والكراهية له.

 وتابع، في مطلع الشهر الجاري، اشتبك ناصر ونجله، وآخرون مع خالي بسبب حضانة الطفلة، وسددوا له طعنة بسلاح أبيض، تسببت في بتر أصابع يده، هرول شقيق لتفقد الأمر وفض المشاجرة كعادته.

محمد صلاح قبيل وفاته 

ليلة مقتل محمد صلاح: 

 أردف شقيق المجني عليه، وصل "محمد" الشهير بـ"صرصار" فوجد خاله غارقًا في دمائه، وما هي إلا لحظات، وجاءه "ناصر" من الخلف وسدد له ضربة على رأسه بكرسي حديد.

 ومن خلفنا جلست سيدة احتضنت طفلتين "غزل ودهب"، تستمع بإنصات لحديث الأسرة، وتتاسقط منها الدموع على وجهي صغيريها، وعيناها تبوح بالكثير.

 هجموا عليه زي التتار وقتلوه، جملة قالتها "أم غزل"، أرملة المجني عليه، واستطردت، "ناصر. ج" هشم رأس زوجي، وسالت الدماء من رأسه، نقلناه إلى المستشفى لكنه فارق الحياة، رحل وترك لي صغيرتين يذكرونني بمن لا أنساه.

 امنتعت الأسرة عن إقامة عزاء لفقيدها، قبل القصاص من المجني عليه، وارتفعت أصواتهم مطالبين بإعدام المتهمين بخطف روح فلذة كبدهم.

 

 وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على 3 متهمين بإنهاء حياة مبيض محارة، في جزيرة الذهب بمنطقة المنيب بالجيزة.

 حررت الأجهزة الأمنية محضرًا بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق، التي أمرت بحبس المتهمين، قبل أن يجدد قاضي المعارضات حبسهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات.