عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قُتل غدرا لدفاعه عن خاله وابنته

محمد صلاح ضحية الشهامة فى المنيب

بوابة الوفد الإلكترونية

أسرة المجنى علية: طفلته بتقطع قلوبنا بسؤالها عنه

 

تقف الزوجة العشرينية عاجزة عن الرد عندما تطلب منها ابنتها صاحبة العامين أنها تريد الذهاب لوالدها الذى انتقل إلى جوار ربه بسبب شهامته ودفاعه عن خاله وابنته، «عايزة أروح عند بابا» منذ يوم الأربعاء قبل الماضى ولا توجد أمنية أو سؤالا لابنة الشاب محمد صلاح صاحب الـ29 عاما غير رؤية والدها، فتنهمر والدتها فى البكاء وتخبرها بأن والدها ذهب للقاء ربه «بابا عند ربنا إدعيله بالرحمة».

عقل الطفلة الصغيرة لم يستوعب إجابة الأم، وتذهب للبحث عن والدها وسط أقاربها لكنها تعود بعد أن تفشل فى العثور عليه وتشبع روحها برؤيته، لتعيد السؤال مرة أخرى إلى والدتها.

يوم الأحد قبل الماضى توقف الوقت فى منزل الشاب محمد صلاح 29 عاما يعمل مبيض محارة، حزنا على الحادث الذى تعرض له، فبعد عودته من العمل تلقى اتصالا هاتفيا من أحد معارفه يخبره بأن خاله تعرض للضرب والإهانة على يد طليق ابنته «الحق خالك اتضرب واتهان».

هرول الشاب تجاه منزل خاله ليقف على حقيقة الواقعة لكن طليق ابنة خالة كان فى انتظار قدوم الضحية لعلمه بأنه الوحيد الذى سيتصدى له كما فعل من قبل، لكن تلك المرة ينوى الخلاص منه غدرا، بمجرد وصول الشاب تلقى ضربة على الرأس من الخلف بكرسى ليسقط فى الحال مغشيا عليه ويتم نقله إلى مستشفى القصر العينى وظل بداخلها 3 أيام يصارع الموت حتى فارق الحياة يوم الأربعاء.

الحزن تفرق بين سكان شارع عباس العقاد بالجيزة، فمن بكاء أسرته، وتألم الأصدقاء على فراق محمد صلاح، تحولت المنطقة لسرادق عزاء كبير، الكل يواسى نفسه فى ابن المنطقة، علق محبى الفقيد صورة له على الجدران، وأخرى توسطت الشارع، تحمل عبارة شهيد الغدر، ومطالبات بالقصاص من قاتليه.

وداخل شقة فى الطابق الرابع جلس رجل مسن لجوار زوجته تبكى بحرقة، يهدئ من روعها، «لا تحزنى أن الله معنا»، يتلعثم فى الكلام تارة، ويشاركها النحيب أخرى، تزاحمت الأفكار فى رأس الحاج «صلاح خليل» 64 عاما، ووقفت الكلمات عصية على لسانة، لا يعرف من أين يبدأ، فالمصيبة كبيرة، وألم الفراق يأكل من جسده، تماسك ليروى لـ«الوفد»، تفاصيل جريمة عصفت بابنه.  

يقول والد المجنى عليه، محمد ابنى، يعمل مبيض محارة، متزوج منذ 4 سنوات، له من الدنيا طفلتين «غزل» عامين و«دهب» 6 أشهر، يقطن فى منطقة ترسا، يأتى لزيارتى أنا ووالدته من حين لأخر، طيب القلب، بار بى وبوالدته، لا يحمل هماً و راضى بما قسم الله له، عندما تضيق به الدنيا فى مجال المعمار، يعمل فى كافتيريا ليتقاضى 120 جنيه فى اليوم، قليلة لكن بالحلال كثيرة تحيطها البركة، صمت قليلا، مستكملا: كان يساعدنى فى مصاريف المنزل لكن بطريقة غير مباشرة، يعطى المال لأمه، حتى لا يحرجني.

الأم المكلومة ترثى ابنها

وبجوار الأب المكلوم، تجلس والدة المجنى عليه، 55 عاما، عيونها تملئها الدموع، قواها منهكة، الحزن على ابنها استنفذ ما لديها من طاقة، فقد كُسر ظهرها بموت «محمد»، وقالت: «راح السند.. المتهمون وجعونى فى أعز ما أملك»، بهذه الكلمات رثت والدة المجنى عليه فقيدها، والتقطت طرف الحديث لتروى بقية القصة، تقدم «عبدالله ناصر» 27 سنة، ابن الجيران يعمل فى محل كشرى ملك والده «ناصر. ج»، لخطبة ابنتى، رفضنا لسوء سلوكه، فتزوج من ابنة أخى، حاولنا نصحه، بأن هذه الزيجة لن تكون سعيدة، لم ينصاع لنا وأكمل فى ستر ابنته حسب وصفه «زواج البنات سترة»، سعدنا بفرحه، وتمت الزيجة، مشاجرات نشبت بينهم، من ناحية شقيقى، وعريس ابنته، بعدما انجبا طفلة، تدخل ابنى «محمد صلاح»، عدة مرات للصلح بينهما لكن وصل لطريق مسدود، وانتهى الأمر بالطلاق، وكان هذا قبل عام.

صفعة على وجه ابنى، سددها «ناصر. ج» 65 عاما  صاحب محل كشرى، لم يشتبك «محمد» معه، وقال له: «أنا محترم سنك ومش هضربك» و انصرفوا جميعا بعدما تدخل الأهالى وفضوا المشكلة قبل اتساعها، وأوضح «أحمد صلاح» 34 عاما، فنى تشغيل ميكانيكى، وشقيق المجنى عليه، أن صاحب محل الكشرى، لم يعجبه رد «أبو غزل» عليه، وظل طيلة عام كامل يخفى الحقد والكراهية له، متابعا: فى مطلع الشهر الجارى، اشتبك ناصر ونجله، وآخرين مع خالى بسبب حضانة الطفلة، وسددوا له طعنه بسلاح أبيض، تسببت له ببتر فى أصابع يده، هرول شقيقى لتفقد الأمر وفض المشاجرة كعادته.

وفى نفس الغرفة جلست سيدة احتضنت طفلتين «غزل ودهب»، تستمع بإنصات لحديث الأسرة، وتتساقط منها الدموع على وجه صغارها، وعيناها تبوح بالكثير، هجموا عليه زى التتار وقتلوه، جملة قالتها «أم غزل»، أرملة المجنى عليه، واستطردت، «ناصر. ج» هشم رأس زوجى، وسالت الدماء من رأسه، نقلناه إلى المستشفى لكنه فارق الحياة، رحل وترك لى صغيرتين دائما يسألون عليه.

ما حدث يوم الجريمة

وكشفت شقيقة المجنى عليه كواليس اللحظات الأخيرة للمجنى عليه، وقالت قبل الحادث بيومين، تشاجر المتهم مع طليقته وهى ابنة خال المجنى عليه، وطلب الضحية محمد طلب من طليق ابنة خاله عدم التعرض لها، إلا أن المتهم هدده وحذره بعدم التصدى لها مرة أخرى المرة الجاية هقتلك لو وقفت قدامي.

وتابعت شقيقة المجنى عليه وبعد مرور 48 ساعة على الخلاف الأول، قرر المتهم الانتقام من طليقته، واستعان بـ3 بلطجية، واصطحبهم إلى منزله لرؤية ابنته، ودارت مشادة كلامية بينهما، بعد أن رفضت طليقته أن تعطيه الطفلة لأنها مصابة بحالة إعياء، وقالت له: «البنت تحتاج لرعاية صحية، ولما تتحسن خدها»، إلا أن المتهم غضب بشدة مرددًا: «هشوف بنتى بالعافية، وإبقى روحى قولى لابن عمتك إنى جيت علشان أشوف بنتى غصب عن عين أى حد».

وأكدت بأن الخلاف وصل إلى ذروته، بحضور جد الطفلة، الذى تصدى للمتهم، إلا أن الأخير اعتدى عليه بالشتائم والضرب مما تسبب فى جرح له عبارة عن 14 غرزة بالرأس وكذلك لشقيقه بقطع فى أوتار اليد، وعند عودة المجنى عليه من عمله ذهب ليطمئن على خاله بعد علمة بتعدى طليق بنته عليه، ليقابله فى الطريق وقام بضربه على رأسه مستخدما كرسى خشبى، حتى سقط على الأرض، وبعد وصوله إلى المستشفى بثلاثة أيام أكد الأطباء أنه فارق الحياة.

امتنعت الأسرة عن إقامة عزاء لفقيدها، قبل القصاص من المجنى عليه، وارتفعت أصواتهم مطالبين بإعدام المتهمين بخطف روح فلذة كبدهم.

تعود تفاصيل الواقعة عندما تلقى اللواء محمد الشرقاوى، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، إخطارًا من العميد على عبدالرحمن، رئيس مباحث قطاع الغرب، يفيد قيام عامل بالاعتداء بالضرب على شاب أدى لمقتله بسبب خلافات أسرية بمنطقة المنيب.

وبإجراء التحريات وجمع المعلومات تحت إشراف العقيد محمد الصغير، مفتش مباحث الجيزة وبولاق الدكرور، تبين أن حدوث مشاجرة أسفرت عن وفاة عامل يدعى «محمد صلاح» يبلغ من العمر 29 عامًا، على يد طليق ابنة خاله بالمنيب.

وعقب تقنين الإجراءات تمكنت الأجهزة الأمنية بقسم شرطة المنيب من إلقاء القبض على المتهم وبمواجهته، اعترف بارتكاب الواقعة بسبب خلافات أسرية بينهما، وتم تحرير محضر بالواقعة، وإخطار النيابة العامة التى تولت التحقيقات.