رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

قررت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» وقف إحدى الصحفيات العاملات بها عن العمل وإحالتها للتحقيق.. والسبب قيام الزميلة بعمل إعجاب على موقع تويتر لمقال نشرته صحيفة «تليجراف». 
الوقف عن العمل والتحقيق لمجرد إعجاب بمقال منشور!.. فماذا لو كانت الصحفية هى كاتبة ذلك المقال.. هل كان الإعدام هو جزاءها.. قد يظن البعض أنه أمر غريب أن تصدر مثل تلك الإجراءات البغيضة التى تحمل كل معانى القهر وانتهاك الحريات.. عن واحدة من مؤسسات الإعلام التى طالما صدعتنا بالحديث عن الحريات والحقوق.. والتى طالما ناقشت دولنا.. وانتقدت مجتمعاتنا بفرية الحرية وحقوق الإنسان.. وما قامت به «بى بى سى» لا يختلف كثيراً عما قامت به العديد من المؤسسات العلمية والإعلامية فى الدول الغربية ضد كل من أعلن تعاطفه مع ضحايا المحارق الصهيونية.
لكننى فى الواقع لم أستغرب مثل هذا التصرف من المؤسسة البريطانية.. خاصة إذا تعلق الأمر بدولة الاحتلال وشرعية جرائمها ضد الإنسانية.. وحقهم التاريخى فى قتل الأطفال واحتلال الأراضى ونهب الثروات.. فمن يتفهم ويبرر جرائم الاحتلال أكثر من إمبراطورية احتلال؟!.. لم أفاجأ بشىء فنحن أيضاً فى «موسم تساقط الأقنعة».. فبقدر ما كانت جرائم الصهيونية فى غزة مؤلمة لكل من تبقى عنده قدر قليل من الإنسانية.. بقدر ما خدمت الإنسانية بإسقاطها لأقنعة الزيف وادعاءات الإنسانية والتحضر.
وها هى 10 دول غربية تتبعهم اليابان.. تعلن الحرب على «أونروا».. تلك المنظمة التابعة لهيئة الأمم «العاجزة». . والتى لا تفعل شيئاً أكثر من تقديم شربة ماء للذبيحة قبل الذبح.. أو وسط الذبح.. أو بعد الذبح.. فهذه الدول المفعمة بالإنسانية هرولت لقطع تمويل «أونروا».. بمجرد أن وصفتها دولة الاحتلال بالإرهاب.. دون دليل أو تحقيق أو مراجعة.. أو مراعاة لمشاعر شعوبهم.. فهناك ضغوط أقوى ومصالح أخفى وأهم من شعويهم تحركهم.. هذه الدول شعرت بأن دعمها للاحتلال عسكرياً ومالياً وسياسياً وإعلامياً.. لم يكن كافياً للقضاء على شعب أعزل.. فقررت المعاونة فى قطع الماء والغذاء عنه.
ألم أقل إنه «موسم تساقط الأقنعة».. ولذا نسجل للتاريخ أسماء الدول التى قررت محاربة وكالة غوث اللاجئين.. وهى الولايات المتحدة.. وألمانيا وفرنسا وكندا وهولندا وسويسرا وإيطاليا وبريطانيا وأستراليا وفنلندا.. لابد أن نسجل للتاريخ أن حكام هذه الدول برروا لشعوبهم مواقفهم الشاذة.. بأن الطبيب وسائق عربة الإسعاف إرهابيان.. وأن مجرمى الحرب ومرتكبى المذابح والإبادة الجماعية قطعان من الحملان الوديعة التى يجب حمايتها.. ونسجل أيضاً أن هيئة الأمم «العاجزة».. عجزت عن الدفاع عن نفسها حين وصفها ممثل مجرمى الحرب فى قاعتها جلعاد أردان بأنها هيئة ليس لها شرعية!.. وفى نفس الجلسة أعلنت عشر دول اعتراضها على الطلب العربى «المهذب» «المستحى» بوقف المذابح قليلاً حتى نحرر أسراكم.. أتذكر منها أمريكا والنمسا والتشيك.. أما باقى المعترضين فلا أذكرهم ولا أعلم أين موقعهم على الخريطة تحديداً.
سقطت الأقنعة.. ونسجل أنه لم تعد مجاملتكم تعنيهم.. وأعلنوا أنهم لا يقيمون لكم وزناً.. أعلنوها على الأرض.. وفى الأمم المتحدة وفى كل مكان.. فماذا أنتم فاعلون أيها الخانعون؟!.. فهذه المرة الأمر يختلف.. لن تجدى معكم «دبلوماسية النعام». . ولن تنفعكم «مسالمة البطاريق».. لن يتركوا لكم هذه المرة خرقة بالية تدارون بها عوراتكم.. الحرب بدأت بالفعل.. ومن لم تطله نيرانها حتى الآن.. فهو ليس أكثر من نعجة تظن أن صداقة الذئب تحميها من أنيابه.