رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شقيقة قعيد السيدة زينب: المتهمون أنهوا حياة "هاني" وسرقوا التوك التوك

محرر الوفد وأسرة
محرر الوفد وأسرة المجني عليه

 برودة الجو لم تمنع "هاني"، بأن يستيقظ مبكرًا ويجوب شوارع السيدة زينب، بالتوك توك، ملك الأسرة، بحثًا عن الرزق الحلال، أشار إليه شخصان بالتوقف، استجاب لهما وانطلق مسرعًا إلى وجهتهما، تهامس الراكبان "بأنه الضحية المناسبة، فكونه قعيدًا مبتور القدم سهل عليهم المهمة، لحظات وانقضا عليه بأسلحتهما البيضاء حتى فارق الحياة، ألقيا الجثة في مقابر الخليفة تنهش فيها الكلاب، وفرا هاربين.

 

 تقول "داليا" شقيقة المجني عليه لـ"الوفد" شقيقي عاني الأمرين طيلة حياته، فمرضه الوراثي "السكري"، الذي أسفر عن بتر قدمه، وفقد وظيفته، وانفصاله عن زوجته، وحالته النفسية التي لم تصمد أمام كل هذه الصدمات.

داليا شقيقة المجني عليه 

وتابعت من انفطر قلبها على شقيقها، مصاريف صغاره، ونفقات علاجه، حمل أثقل كاهله، وطول وقت مكوثه في الشقة، أصيب بحالة اكتئاب، وقبل 6 شهور اشترينا توك توك بقرض وجمعية، وجمع ما لدينا من أموال، لكي يرجح كفة ميزاننا التي خفت أمام موجة غلاء طاحنة أعيتنا وأبكت أطفالنا. 

 

قرر شقيقي "هاني"، أن يعمل على مركبة التوك توك، حتى يشتم رائحة الهواء، فجلوسه في المنزل لفترات طويلة، جعل خروجه منه كعيد.

 

ألف سلامة يا أبو حبيبة:

  "أبو حبيبة" لقب محبب لـ"هاني" يناديه به الأهالي في منطقة السيدة زينب، سلامات الناس عليه في الشارع، أعاده للحياة بعدما يئس منها، ابتسامته أعادت للبيت روحه.

 

هاني الضحية 

 جريمة مع آذان الفجر: 

 اعتصرت "داليا"، عينيها لتسقط ما سكن بداخلها من دموع،  لتروي الصفحة الأخيرة من حكاية هاني فلذة كبدها: في الرابعة والنصف فجرًا استيقظ شقيقي يرتب ملابسه، يستعد للخروج بالتوك توك، ويجوب شوارع السيدة بحثًا عن الجنيهات.

 

آخر ما قاله شهيد الغدر:

  قبل هاني رأس والدته، وودعني "عايزة حاجة يا داليا"، لتخبره أمي بألا يتأخر، فنظر إليها متبسمًا وقال هجيب فطار لعيالي جايين يزروني النهارده، وهحضرلهم مصاريفهم واحط بنزين للتوكتوك. 

 

المصيبة الكبرى:

 طرقات عنيفة على باب شقتنا، الساعة 9.30 صباحًا، فتحنا مفزوعين، فإذا بأفراد شرطة يخبروا شقيقي الأكبر أين هاني ليجيبه "أخويا نزل يشتغل". قال له طب هي دي بطاقة أخوك، فأجابه اه هي، وبدأ يتسرب القلق لنفوسنا.

 

 انتقلنا رفقة مخبر الشرطة، إلى مستشفى أحمد ماهر، وأساله ماذا حل بشقيقي، هل مكروه أصابه، هل تأذى، أين فلذة كبدي، وهو ينظر إلى عيني الباكيتين ولا يجيب.

 

والدة المجني عليه 

قصة غدر بسائق قعيد:

 من جابنها أشارت "أم هاني"، سيدة مسنة، تجاوزت الـ 65 عامًا، ألححت عليهم أن يخبروني ماذا أصاب "أبو حبيبة"، ليلقى على مسامعها "أن متهمين خطفوه بالتوك توك، وذبحوه من الخلف وألقوا جثته في المقابر بمنطقة الخليفة".

 

 سقطت الأم أرضًا حينها، وتقطعت أنفاسها، على "هاني" وتذكرت كلماته ووعوده، بأنه سيعود ليطعم صغاره، ويعطيهم مصاريفهم، وشريط من الذكريات مر أمام عينيها بطله "أبو حبيبة".

أسرة المجني عليه  تروي تفاصيل الجريمة المأسوية 

القصاص:

 ارتفعت أصوات الحاضرين في الشقة، من أشقاء المجني عليه، وأطفالهم، وصغار هاني، بالقصاص من المتهمين، الذين خطفوا روحه، ولم يراعوا إعاقته، أو فقره، أو حتى أقساط التوك توك لم تسدد بعد. 

 

 وأضاف أحد شهود العيان: أن المتهمين ركبوا معه هاني ومر بهم عن طريق العزبة وبعدما تجاوز الجامع الأبيض، انهالوا عليه بالضرب وذبحوه من الخلف، وهو عاجز، لم يملك غير الصراخ حتى فارق الحياة.

 وأوضح شاهد عيان، أن المتهمين أخدوا التوك توك وهربوا، وتصادف مرور سائق سيارة، فرأى كلابًا تجمعت على شيء وسط المقابر.

 

و تابع نزل السائق، فإذا بجثة قد تجمعت حولها الكلاب، غطاها وبلغ قسم شرطة الخليفة ونقلوا الجثة على المستشفى وأهله استلموا الجثة ودفنوها.

 

 وتلقى قسم شرطة الخليفة بلاغًا بالعثور على جثة شخص بأحد الطرق بدائرة القسم.

 وبالانتقال والفحص تبين أن المتوفى موظف مقيم بدائرة قسم شرطة السيدة زينب، به جروح طعنية وآثار حقن بالذراع الأيمن وبتر قديم بالقدم اليمنى، وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة عاطلَين "لهما معلومات جنائية"- مقيمان بدائرة قسم شرطة السيدة زينب".

 

عقب تقنين الإجراءات تم ضبطهما، وبحوزة كل منهما سلاح أبيض مطواة.

 

  وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة باستخدام السلاح المضبوط حوزة أحدهما بقصد سرقة مركبة التوك توك قيادة المجنى عليه، وأرشد عن مركبة التوك توك لدى عميلهما سيئ النية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.