رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

احتلت عادات الطعام والشراب مكانة بارزة فى عقيدة وفكر المصريين القدماء، أكدتها دراسة خاصة لمنظمة اليونسكو، يمكن أن يستعين بها أحفادهم اليوم، لتنظيم حياتهم، ويتأكدوا أنه ليس بالخير وحده يحيا الإنسان، وأن القناعة كنز لا يفنى.

الدراسة تؤكد أن المصرى القديم حرص على عدم الإفراط أو اشتهاء الطعام حفاظاً على الصحة، كما تعمد إظهار رشاقة قوام الجنسين. وعثر على وصايا لقدماء المصريين عرفت بـ«نصوص مقدسة ونصوص دنيوية» تقول: «إذا جلست مع أناس كثيرين لتناول الطعام، فانظر إلى الطعام بلا مبالاة، وإن كنت تشتهيه، فإن ضبط النفس لا يكلف الإنسان أكثر من لحظة، وعار أن يكون الإنسان شرهاً، فقدح من الماء يروى القلة»، وأكد المصرى القديم على ثقافة الاعتدال فى وصية شخص يعرف باسم «خيتي بن دواف»، لابنه «بيبي» حيث يقول: «كن قنوعاً بطعامك لو كان يكفيك ثلاثة أرغفة وقدحان من الجعة، فإن لم يكف بطنك فحاربها».

لم يكن طعام المصرى القديم فى حياته اليومية مجرد إشباع لحالة من الجوع، بل كان يستعين ببعض هذه الأطعمة فى صناعة وصفات طبية تساعده فى التغلب على وعكات صحية وأمراض، وهو ما يتضح من توافر عدد من البرديات الطبية التى كتبت لهذا الغرض تحديداً، أشهرها بردية «إيبرس»، نسبة إلى مكتشفها العالم الألمانى إيبرس عام 1862 فى مقابر طيبة، والتى تعود إلى عام 1550 قبل الميلاد فى عصر الملك أمنحوتب الأول، الأسرة 18، وهى تضم مئات الوصفات الطبية الشعبية، ومن بينها وصفات استعانت بأعشاب طبية ونباتية عطرية وخضراوات كالبصل ونباتات أخرى كالصبار.

كان طعام البسطاء من الشعب فى مصر القديمة كالفلاحين، وهم الطبقة الكادحة فى أرض البلاد والأكثر فقراً، يعتمد على الخبز والجعة وبعض الأطعمة البسيطة من الخضر، أما عن تناول لحوم الحيوانات فكان هؤلاء الفلاحون يؤثرون الحقل ورعاية تلك الحيوانات، التى تساعدهم فى أعمالهم الزراعية، على الاستمتاع بتناول لحومها، لذا عمدوا إلى ما يعرف بترشيد الاستهلاك لصالح مصدر رزقهم، أما الطبقة الوسطى، التى تمثل عمال البناء وجماعة الحرفيين، فكانت أوفر حظاً مقارنة بالفلاحين إلى حد ما، إذ اعتمدت أعمالهم على ما يعرف بنظام توزيع المؤن اليومية، التى تنوعت فيها الأطعمة بين لحوم وأسماك إلى جانب الخضر، ويشير إلى ذلك ما كشفت عنه أعمال التنقيب فى مقابر عمال بناء الأهرام، فى منطقة الجيزة، حيث عثرت على بقايا أطعمة، من بينها هياكل أسماك كانت توزع على العمال أثناء أداء مهام عملهم.  وعن الطبقة العليا وهى طبقة النبلاء وهى الطبقة المترفة فى المجتمع، تنوعت صنوف الطعام بين اللحوم والأسماك والطيور والخضراوات والفاكهة من أجود الأنواع، وكذا الخبز والفطائر والمشروبات، كما يتضح من نقوش مقابر نبلاء الدولة على مر العصور، وأبرزها نقش فى مقبرة الوزير بتاح حتب، فى عهد الملك جد - قارع فى الأسرة الخامسة، جالساً أمام مائدة قرابين عامرة بكل ما لذ وطاب، يشرب قدحاً من «الماء الطاهر» وأمامه الخدم والكهنة يذبحون الماشية ويحملون الأطعمة الطازجة، بينما يوجد نقش علوى لخادمات يحملن الأطعمة.

الزواج الفرعونى كانت له قواعد وأعراف، فقد عرف المصريون القدماء ولى العروس والعقد والمهر والقائمة والمؤخر، وكان الزواج يتم على أساس عقد مكتوب، تكتب فيه حقوق الزوجة ومهرها ومعاشها، أى كل التفاصيل التى تكتب اليوم، كان يتم فى الاتفاق تحديد قيمة الصداق من الأوزان الفضية والأشياء العينية من قبل العريس، ويلتزم العريس بإعالة العروس فى حضوره وغيابه وليس لأهلها أى دور فى النفقة عليها بعد الزواج. وكان المهر يسمى «هبة البكر» وهو صداق يتناسب مع مستواهما وعصرهما.

شبه كبير بين الأجداد والأحفاد، حتى فى الطبقات الاجتماعية.