عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

قبل نحو ثمانية آلاف عام تم توحيد المقاطعات المصرية فى مملكتين: مملكة الوجه البحرى، ومملكة الوجه القبلى، وأصبح لكل منهما جيش منظم، وظل هذا الأمر حتى عام 3425 قبل الميلاد عندما تم توحيد مصر نهائياً على يد الملك مينا.

وفى بداية الأسرة الثالثة تعرضت مصر لغارات من البدو على حدودها.. فسارع الملك زوسر بوضع اللبنات الأولى لبناء جيش موحد ثابت لمصر.. وقد شهد تنظيم وتسليح هذا الجيش تطورات عديدة فى عصور الدولة القديمة والدولة الوسطى، أما التطور الكبير فى تنظيم الجيش المصرى فقد حدث فى عهد الدولة الحديثة «1552- 1085» قبل الميلاد.

وعلى مدى هذه القرون خاض الجيش المصرى معارك كبرى.. معارك تحرير واستقلال وردع للأعداء والطامعين.

وفى عصر الدولة الوسطى تكالبت على مصر الهجرات العنصرية.. خاصة من قبل الجماعات الآسيوية التى عرفت بالهكسوس الذين أمكنهم الاستيلاء على السلطة لأول مرة فى تاريخ مصر.. وظل هؤلاء الغزاة يحكمون مصر قرابة قرن ونصف القرن من الزمان.

وقد وقع عبء تحرير مصر من هذا الوجود الأجنبى على عاتق الأسرة 17، وتجلت فى هذه الحروب آيات البطولة والشجاعة من الحكام والمقاتلين، وشاركت بعض الملكات المصريات فى تلك الحروب مثل الملكة «أياح حتب» التى ساندت زوجها «سقنن رع الابن» فى كفاحه ضد الهكسوس حتى سقط كأول شهيد فى سبيل مصر، فاستكمل ابنه أحمس الأول تحرير أرض مصر، ويعد أحمس الأول بطل استقلال مصر فى العهد القديم وطارد الهكسوس من وادى النيل.

فى عام 1468 قبل الميلاد توفيت ملكة مصر حتشبسوت وخلفها فى الحكومة تحتمس الثالث فحكم مصر 32 عاماً قاد خلالها 16 حملة عسكرية لتوطيد سلطان مصر ونفوذها فى كل أنحاء المعمورة.. ولم يعرف جيش مصر خلال حكمه طعم الهزيمة.. ويعتبر تحتمس الثالث من أعظم ملوك مصر القديمة وأقدر قوادها العسكريين والسياسيين، ومن أشهر المعارك التى ارتبط بها اسمه معركة «مجدو».  كانت مجدو- تل المسلم حالياً شمال شرق جبال المكرمة شمال فلسطين- منطقة ذات موقع استراتيجى.. فتحرك إليها الجيش المصرى بقيادة تحتمس الثالث حتى انقض على أعدائه عام 1468 قبل الميلاد، واختار تحتمس الهجوم عبر ممر «مجدو» ما كان مفاجأة كبرى لأعدائه.. فاختل نظامهم وتفرقت صفوفهم، فحسم جيش مصر المعركة فى ساعات.

منذ أن دخلت مصر الإسلام، أصبحت حصن المسلمين وقلعتهم.. وأصبح جيش مصر درع وسيف الأمة الإسلامية.. وحقق لها النصر فى معارك كبرى سجلها التاريخ فى حطين وغيرها.

وبعد تولى محمد على باشا عرش مصر فى بداية القرن التاسع عشر، أعاد بناء جيش مصر فى إطار مشروعه القومى لبناء دولة حديثة قوية فى مصر، خاض هذا الجيش حروباً عديدة أشهرها الحروب التى خاضها ضد تركيا فى الشام والتى أبلى فيا جيش مصر بلاء رائعاً.

هكذا يؤكد التاريخ أن الجيش المصرى هو أقدم جيش نظامى ثابت فى العالم. كما كان الجيش المصرى طوال تاريخه مدرسة للقيم الإنسانية النبيلة فى أوقات السلم والحرب على السواء.. وعلى مدى تاريخه سجل جيش مصر انتصارات عظيمة فى المعارك الحاسمة التى خاضها والتى أتيحت لرجاله فيها فرصة القتال والمواجهة.

وعلى مدى التاريخ الطويل من القديم إلى الحديث، اتصف الجيش المصرى بالعديد من الصفات التى ميزته عن أى جيش فى العالم، وفى مقدمتها أنه لم يكن أبداً جيش عدوان أو احتلال أو اغتصاب لأرض أو حقوق الغير.. بل كان دائماً قوة من أجل دعم السلام.