رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالتى قد تصل إليك يومًا ما، فلا تظنيها أبدًا لنعيك، وإنما لنعى «الغياب» الذى يترك آثاره يومًا بعد يوم على ملامح هذا الوطن.

 أو ربما لنعى «لحظة» شكلت ملامح أمة، فأبدعتها ثم غابت وتوارت هناك، فى مكانٍ ما فى ذاكرتنا، مختلفة عن قبح المنظر وبهتة اللون وانتحار المعنى.

سيدتى الجميلة، يؤلمنى -أكثر من رحيلك- أن أسمع نعيك على ألسنة أنصاف الموهوبين وأن أرى أعمالك على شاشة صندوق أصم، يجبرنا على سماع أنكر الأصوات ومشاهدة أقبح الصور.

سيدتى لم تسعفنى زيارتك القصيرة لهذا العالم أن أنتهى من تأمل كثير من التفاصيل، فما زلت أقف عند الصورة والكلمة والنص والمشهد، كمن يقف أحدهم فى حرم لوحة بديعة تجبره على التراجع خطوات للخلف حتى يدرك مشهدها البديع، مكتملًا.

سيدتى، علمونى فى بلادى أننى قد أدخل الجنة بفضيلة الصدق، أو الرحمة أو الأمانة، ولم يخبرونى شيئًا عن «فضيلة الخيال» إلى أن وجدت بنفسى سبيلى إليها، فتعلمت أن: «أسمع فى صوت الكروان دعاءه» وأن «أفسح فى قلبى مجرى لنهر من الحب» وأن كل امرأة، ستكون يومًا ما «سيدة القصر» وأن حب الحبيب وحب الوطن وجهان لعملة واحدة.

وأن الطفل «مقاوم»، يقف على أعتاب حارتنا لعدونا بالمرصاد، يغنى لينبه:

« يا وابور يا مولع حط الفحم.. وبقولك ولع، حط الفحم.. إوعى البعبع مستنيك.. رح يتغدا ويفطر بيك.. اوعى تخش العشه يا ديك.. خدها نصيحة من الكتكوت.. حطه يا بطه يا دقن القطة.. يا وابور شوفلك غير دى محطة.. أبو وش أحمر زى الشطة.. هنا قاعد لك بالنبوت.. اوعى تقرب، اوعى تفوت.. وارجع تانى احسن هتموت.. يا وابور يا مولع ولع نار...فى بينا وبينهم دم وتار» (من فيلم « لا وقت للحب» ).

هذه الرسالة من القارئة والابنة مشيرة كامل والتى شاركت بها فى يوم ذكرى ميلاد سيدة الشاشة وسيدة القصر فاتن حمامة والذى يوافق 17 يناير من كل عام.. فضيلة الخيال التى صورتها الكاتبة الشابة نقلتنى إلى غزة التى قتل الإسرائيليون والأمريكيون والبريطانيون والألمان وغيرهم بها آلاف الأطفال فى أقل من مائة يوم. هؤلاء القتلة ربما ينتمون لحضارة لها وجه للعلم ولفضيلة الفن والخيال، وجه أبطاله علماء ومبدعون، ووجه آخر لحكام وساسة سفلة ومجرمين سيحتقرهم التاريخ يومًا ما، عندما تأتى لحظة فى عمق الزمن القادم تكون فيها «فضيلة الخيال» أقوى وأعظم من قبح السياسة ورجالها الأقزام. شكرًا للقارئة والكاتبة العزيزة مشيرة كامل التى تشترك مع سيدة الشاشة فى جذور البدايات الأولى التى تعود للمنصورة، وتحديدًا مدينة السنبلاوين، وتشاركها الوفاء لفضيلة الخيال والسباحة فى نهر الحب. وكل التقدير إلى حد الركوع احترامًا لأطفال غزة الذين لم يتعلم منهم نتنياهو وبايدن وبلينكن فضيلة الخيال، وفضلوا عليها قتلهم بسفالة ووقاحة.