عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسار القهوة

يصادف الرابع من شهر فبراير من كل عام اليوم العالمى لمكافحة السرطان، والذى يعد بمثابة تظاهرة سنوية ينظمها الاتحاد الدولى لمكافحة السرطان لرفع الوعى العالمى من مخاطر مرض السرطان، وذلك عبر الوقاية منه، وطرق الكشف المبكر والعلاج؛ إذ يعد مرض السرطان أكبر المشكلات الصحية التى تواجه العالم، كما يعد من أهم أسباب الوفاة على الصعيد العالمى.
ويعود بدء فاعلية اليوم العالمى لمكافحة السرطان إلى عام ٢٠٠٠، حين وجّه الاتحاد الدولى لمكافحة السرطان دعوة عالمية لرفع الوعى وتحسين التعليم وتحفيز العمل الشخصى والجماعى والحكومى فى مواجهة هذا المرض القاتل، وكانت دعوته تحمل شعارًا إنسانيًا من منطلق أن نعمل جميعًا لإعادة تصور عالم يتم فيه إنقاذ الملايين من وفيات السرطان بغض النظر عن: «من أنت أو المكان الذى تعيش فيه».
وقد تطور هذا اليوم ليصبح حركة إيجابية للجميع، فى كل مكان، للتوحد تحت صوت واحد لمواجهة أحد أكبر التحديات التى نواجهها فى التاريخ، إذ أصبحت تُقام مئات الأنشطة والفعاليات حول العالم لتكون بمثابة تذكير قوى بأن لدينا جميعًا دورًا نلعبه فى الحد من التأثير العالمى للسرطان.
ويكفى للتدليل على خطورة هذا المرض كأحد الأسباب الرئيسة للوفاة فى العالم، الإشارة إلى أنه فى نهاية عام ٢٠٢١ تم تشخيص ما يقدر بنحو ٢٠ مليون شخص مصاب بالسرطان، وتوفى ١٠ ملايين شخص بسببه، كما أبرزت التقارير المشتركة بين وكالة الطاقة الذرية ومنظمة الصحة العالمية أن مع حلول عام ٢٠٤٠ من المتوقع أن تحدث ٧٠٪ من الوفيات فى الدول منخفضة الدخل ومتوسطته بسبب السرطان، كما وصفت منظمة الصحة السرطان بـ«الجائحة الصامتة» لأنه من المتوقع أن تزيد أعداد الوفيات بسببه بنسبة ٦٠٪ حول العالم فى العقدين القادمين، وبوجه خاص فى الدول سالفة الذكر.
وفى هذا الإطار يتم إطلاق استراتيجية إعلامية تمتد لمدة ثلاث سنوات متتالية، وقد بدأت الاستراتيجية الأخيرة فى عام ٢٠٢٢ بعنوان: «سد فجوة الرعاية» التى بدأت بالحث على الفهم والإدراك لأوجه عدم المساواة فى رعاية مرضى السرطان فى جميع أنحاء العالم، وبحسب التقارير فإن العلاج الشامل متاح فى أكثر من ٩٠٪ من البلدان ذات الدخل المرتفع، لكنه متاح بأقل من ١٥٪ فى البلدان ذات الدخل المنخفض»، ولهذا فإن شعار اليوم هو «سد فجوة الرعاية».
ومن منطلق كون الوقاية خيرًا من العلاج، يجب علينا أن نأخذ بكل عوامل الوقاية من الإصابة بهذا المرض، سواء أكانت هذه العوامل مرتبطة بنمط الحياة، والعادات الغذائية من خلال الحد من التعرُّض إلى التبغ، والتخلص من البدانة، وحالات العدوى التى يمكن تجنبها، أم كانت مرتبطة بالعوامل البيئية، من خلال الحد من التعرض لمركبات الأسبست، والبنزين، وعوادم محركات الديزل، والتعرض المباشر لضوء الشمس لفترات طويلة، وغير ذلك من عوامل الوقاية، التى يأتى فى مقدمتها الفحص الدورى الذى يساعد على الكشف المبكر عن وجود أية إصابة بالسرطان بما يسهم بشكل كبير فى القضاء على المرض.
وفى النهاية، أتوجه بخالص الدعوات الصادقة بالشفاء لكل مرضى السرطان، وبالرحمة لكل من كان السرطان سببًا فى وفاته.

 

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب–جامعة المنصورة