رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

اجترأت إسرائيل وقامت فى الثلاثين من يناير الماضى باقتحام مستشفى ابن سيناء، وهى الجريمة التى سبق للجيش الإسرائيلى أن نفذها منذ ثمانى سنوات فى الضفة الغربية. ولكن الاقتحام هذه المرة أسفر عن مقتل ثلاثة فلسطينيين عمدًا ومع سبق الإصرار والترصد لتصبح الواقعة أكبر فضيحة علنية لإسرائيل والولايات المتحدة الداعمة لها. وهى الجريمة التى ينفذها الجيش الاسرائيلى منذ ثمانى سنوات فى الضفة الغربية، والتى جسدت أكبر فضيحة علنية لإسرائيل والولايات المتحدة. إنها جريمة حرب، ولذا يتعين على العالم أن يتخذ الإجراءات الكفيلة بمعاقبة إسرائيل لا سيما مع استمرارها فى تجاوز الخطوط الحمراء، واستخفافها بكل المحاكم وكل القوانين. ولقد أدانت الخارجية الفلسطينية العملية الآثمة وصنفتها كجريمة ضد الإنسانية.
لقد تنكرت القوة الإسرائيلية التى نفذت عملية قتل الفلسطينيين الثلاثة بلباس طبى.
وفى معرض التبرير صرح الناطق باسم الجيش الاسرائيلى بأن قتلهم جاء بعد أن خططوا لتنفيذ عملية تخريبية فى المدى الزمنى الوشيك. ولا غرابة، فهى إسرائيل التى تشن حربًا شاملة على الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة والقدس الشرقية، وهى ترتكب حرب إبادة جماعية وتهجيرًا وضرب الاقتصاد ومنع حرية الحركة للفلسطينيين. واليوم نقول إنه آن الأوان لكى يبادر العالم بالضغط على الاحتلال الإسرائيلى لوقف ما يقوم به من مجازر وجرائم حرب يتصدرها سياسة التنكيل بحق الشعب الفلسطينى فى الضفة وغزة.
وكانت محكمة العدل الدولية قد أقرت بارتكاب إسرائيل للابادة الجماعية ضد الفلسطينيين فى قطاع غزة، بيد أن إسرائيل والولايات المتحدة رفضت الاتهامات الموجهة إلى الكيان الصهيونى. على الرغم من أن التهمة ثابتة يوثقها الهجوم الضارى الذى تشنه إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى، والذى قتل من جرائها ما يزيد على 27 ألف فلسطينى غالبيتهم من الأطفال والنساء. أما فى الضفة الغربية المحتلة فتشير الإحصاءات الرسمية بمقتل 380 فلسطينيًا منذ اندلاع الحرب برصاص الجيش الإسرائيلى أو المستوطنين.
ويخوض الفلسطينيون اليوم معركة طاحنة مع الحكومة الاسرائيلية من أجل وقف الحرب فى قطاع غزة والضفة الغربية. كما نشطت جهود فلسطينية عربية مشتركة مطالبة الكيان الصهيونى بوقف هذه الحرب دون جدوى. والمشكلة الأساسية التى تحول دون إذعان اسرائيل لوقف الحرب هى الولايات المتحدة التى تحتمى إسرائيل بها مما يدفعها إلى عدم الاستماع إلى أى نداء، وعدم تلبية أى طلب. ويظل الشعب الفلسطينى صامدًا على الأرض، ويظل مدافعًا عن حقوقه وسيلاحق إسرائيل فى كل المحاكم الدولية.
أما الولايات المتحدة التى تدعم إسرائيل فى حرب غزة منذ اليوم الأول سياسيًا وعسكريًا فلقد أعلنت مؤخرًا عن أنها ترفض احتلال الأراضى الفلسطينية وترغب فى التوصل إلى حل الدولتين، وهو ما أثار خلافًا بين جو بايدن ونتنياهو، ولكن لم يكن فحواه الضغط لوقف إطلاق النار. غير أن إسرائيل مستمرة فى اللعب بالنار، ويشجعها على ذلك أن الإدارة الأمريكية تسمح لها بالقيام بكل ما تريد. الأمر الذى ينبئ بأن الحرب لم تعد محصورة فى غزة والضفة، إذ إن هناك شبه حرب إقليمية فى سوريا ولبنان واليمن والعراق، فمن الواضح أن إسرائيل قد تجر المنطقة إلى حرب إقليمية، ويساعدها فى ذلك وجود القواعد الأمريكية فى كل مكان.