رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

باختصار

هتلر ونتنياهو وجهان لعملة واحدة، كلاهما سوف يطارده التاريخ بأشد اللعنات، والهجمات التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة لا تختلف عن معاملة النازيين لليهود.
وإذا كانت محرقة الهولوكوست هى الشماعة الإسرائيلية التى استغلها اليهود فى أكبر عملية ابتزاز فى التاريخ، فقد دفعت ألمانيا مقابلها المليارات عبارة عن مساعدات ومنح والحماية طوال سنوات عديدة للاحتلال الذى يرتكب جرائم حرب تفوق فى بشاعتها جرائم النازيين.
نتنياهو– هتلر العصر– بات ملعونًا ومطاردًا ليس فقط من الفلسطينيين والمسلمين والعرب وكل الدول المحبة للسلام وكافة القوانين الإنسانية، ولكنه مطارد أيضًا من شعبه الذى وصل إلى أسوأ مرحلة غير مسبوقة فى تاريخ إسرائيل، بل وإنه بات مطاردًا بمطالبات لمحاكمته وقادة الجيش، الأمر الذى قد يقضى على مستقبله السياسى.
وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة، الإثنين، عن أن جيش الاحتلال يرتكب جرائم إعدام جماعى بمدينة خان يونس جنوب القطاع، ويحاصر مستشفياتها ويمنع حركة سيارات الإسعاف لإنقاذ الجرحى.
وناشدت الوزارة المؤسسات الأممية سرعة التدخل لحماية كافة المستشفيات وخاصة الموجودة فى خان يونس التى تقع تحت طائلة الاستهداف المباشر فى هذه الأوقات العصيبة وحماية طواقمها ومئات الجرحى وآلاف النازحين فيها والعمل على توفير الدواء والطعام والوقود.
سياسة القتل والإبادة الجماعية التى ينفذها جيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى أشعلت المنطقة بأكملها وتدفعها إلى الانفجار الذى ستكون نتائجه كارثية على العالم أجمع.
وما زالت إسرائيل ماضية فى تحديها للمجتمع الدولى ولقرارات المحكمة الدولية، بل وتعمدت أن تشعل وتيرة الحرب فى غزة لتؤكد أنها تحكم العالم، وأنها لن تتوقف عن تحقيق حلمها مهما كان الثمن ومهما بلغت التحديات.
الحجج والذرائع التى تعلنها إسرائيل ومن خلفها حلفائها الأمريكيون والأوروبيون غير مقنعة، فإنهم يتحدثون عن الرهائن اليهود وكأنهم جنس سامٍ، أما آلاف الشهداء الفلسطينيين الملقاة جثامينهم فى الشوارع والطرقات وآلاف المصابين والمحارق والمجازر التى يتعرض لها الأشقاء، فإنها من وجهة نظرهم أمر هين لا يستحق التوقف عنده.
الحقيقة أن جرائم الحرب التى يرتكبها اليهود فى غزة تتوالى كل يوم عن سابقه، الأمر الذى يتطلب التقدم ببلاغات جديدة أمام محكمة العدل الدولية لزيادة الضغوط على الاحتلال، فضغوط جنوب إفريقيا وحدها لا تكفى.
وما زال أكثر من مليارى مسلم حول العالم مندهشين وحائرين من عدم انضمام أى من الدول العربية والإسلامية لدعوى جنوب أفريقيا ضد اليهود فى المواعيد المحددة، أو تقديم دعاوى جديدة حتى الآن.
جيش الاحتلال يعمل الآن على تقليص مساحة غزة كمرحلة أولى لغلق الدائرة على الغزيين ثم تضيقها على مراحل لتحقيق أحد المكسبين، إما هروب الغزيين من الموت المحقق إلى الهجرة، أو زيادة أعداد المقابر الجماعية، وتكون النتيجة فى الحالتين تصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد.
غزة التى طيرت النوم من عيون الاحتلال، وباتت حائط صد منيعًا لحماية الأمة تمثل شريطًا ساحليًا على طول البحر المتوسط، تحده مصر من الجنوب الغربى بطول 11 كيلو مترًا وإسرائيل من الشمال والشرق، ويبلغ طول القطاع 41 كيلو مترًا، وعرضه يتراوح بين 6 كيلو مترات، وصولًا إلى 12 كيلو مترًا، وتبلغ مساحته الإجمالية 365 كيلو مترًا.
جيش الاحتلال يسعى إلى تقليص مساحة المدينة الباسلة بحجة إنشاء عمق أمنى– منطقة عازلة– باستقطاع حدودى مساحته تقدر بـ20%، وهذا المخطط هدفه استعمارى فى المقام الأول تنفيذًا لأجندة حكومة الاحتلال المتطرفة للحصار وضغطًا على سكان القطاع الذى يعد أكثر مناطق العالم ازدحامًا، كما أنه تعد إعادة لاحتلال القطاع وتكريس النهج الاستعمارى.
باختصار.. الصهيونية والنازية وجهان لعملة واحدة، وما يحدث فى غزة خير دليل على ذلك، وهذا ما ذهب إليه من قبل الكاتب الأمريكى اليهودى موريس أرنست، أن «مسألة الدم البشرى هى أقل ما يقلق الصهاينة، لا سيما إذا كان الدم المسفوك ليس دمهم».
تبقى كلمة.. يبدو أن إسرائيل تجر العالم إلى حرب عالمية ثالثة وما يحدث فى غزة هو وقود تلك الحرب المرتقبة، فأحلام إسرائيل وطموحاتها التوسعية أكبر من غزة وفلسطين، فالوطن اليهودى المزعوم يمزق الخريطة العربية بأكملها ويهدد كيان 486 مليون عربى تزيدهم الأيام تمزقًا وخنوعًا وفرقة وتمزق الصراعات أوطانهم. 
[email protected]