رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

أعجبتنى الطريقة التى أدارت بها باكستان معركتها مع إيران، وبالذات عندما صدر بيان عن مكتب أنوار الحق كاكر، رئيس الوزراء الباكستانى، فقال: إن الجارتين قادرتان على التغلب معًا على الخلافات البسيطة! 

أما علامة التعجب التى جاءت فى نهاية العبارة السابقة فهى من عندى، وأما سببها فهو أن الخلافات بين الجارتين لم تكن بسيطة بأى حال.. وإلا.. فهل يمكن اعتبارها بسيطة إذا كانت كل جارة منهما قد استهدفت الأخرى بالصواريخ فأوقعت قتلى ومصابين؟ 

المسألة بدأت عندما أطلق الحرس الثورى الإيرانى عددًا من الصواريخ على منطقة بلوشستان الباكستانية الحدودية مع إيران، وقال الحرس الثورى إن صواريخه استهدفت جماعة "جيش العدل" المسلحة، التى تناوئ إيران وتتخذ من المنطقة مقرًا لها.. والظاهر أن حكومة المرشد الإيرانى على خامنئى فى طهران لم تنتبه قبل إطلاق الصواريخ إلى أن باكستان ليست مثل بقية الدول التى تستهدفها إيران فى أنحاء الإقليم من حولها، ثم لا ترد هذه الدول ولا تصد. 

لم تنتبه حكومة المرشد خامنئى لهذا، ولو انتبهت لكانت قد فكرت ألف مرة؛ لأن صواريخها ما كادت تستهدف بلوشستان، حتى كانت صواريخ مماثلة قد انطلقت من باكستان إلى الأراضى الإيرانية، فقتلت وأصابت عددًا من الإيرانيين. 

وقد كان الرد الباكستانى سريعًا إلى الدرجة التى قيل معها إن الجيش هناك لم يخبر رئيس الوزراء بالأمر، وأنه بالكاد أحاط عارف علوي، الرئيس الباكستاني، علمًا بالموضوع.. والذين قالوا بذلك قصدوا الإشارة إلى أن جيشًا بقدرات جيش باكستان يرى نفسه قادرًا على إدارة معركة مع الهند بجلالة قدرها، وبكل ما لديها من قدرات عسكرية تقليدية وغير تقليدية. فالهند وباكستان جارتان لدودتان، وكلتاهما قوة نووية.. وهذا ما يجعل الجيش الباكستانى يتطلع إلى أى معركة عسكرية مع إيران باعتبارها شيئًا عاديًا يمكن التعامل معه بسهولة وفى لحظات!  

وهذا بالضبط ما يمكن رصده من أول الموضوع إلى آخره، وهذا أيضًا ما يمكن فهمه من اللهجة التى يتحدث بها البيان الصادر عن مكتب أنوار الحق.. فمن قبل البيان كانت باكستان قد ردت على الهجوم الإيرانى حسب ما يقوله مبدأ "المعاملة بالمثل" وكانت قد استدعت سفيرها من طهران، وكانت قد طردت السفير الإيرانى من العاصمة إسلام آباد، وكانت قد قالت إن على إيران أن تفكر جيدًا قبل الذهاب إلى أى مغامرة غير محسوبة.  

ولكن.. سرعان ما عاد السفيران إلى موقعيهما، وسرعان ما تلقى أمير حسين عبداللهيان، وزير الخارجية الإيرانى، اتصالًا من جليل عباس جيلانى، وزير الخارجية الباكستانى، واتفقا على تعاون أوثق فى القضايا الأمنية. 

والغالب أن إيران لن تكرر ما فعلته، وأنها وهى تمارس ما تمارسها فى الإقليم من حولها، سوف تبتعد تمامًا عن حدودها مع باكستان.