رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كم كتكوتًا فى هذه الصورة؟ كم ثمنها إذا كان ثمن الواحد منها نصف قرش؟ إذا مات منها ثلاثة فكم كتكوتًا تبقى؟ كبرت الكتاكيت الباقية وكان من بينها «ديكان» فكم عدد الفرخات الباقية؟ الإجابة عن الأسئلة السابقة تلخص معنى علم الحساب «الرياضيات»، لتكون هناك إجابة واحدة عن السؤال الواحد أو المعادلة الحسابية الواحدة، إجابة لا تقبل التنوع أو التعدد أو الاختلاف، بعكس مناهج السياسة والاقتصاد التى ترسم الخطط وتضع التوقعات وتصنع المؤشرات، وتحدد الأسعار، وتتحكم فى الإجابة حاضرًا ومستقبلًا كيفما تشاء.

ويبدو أن الأستاذ «عمرو أديب» فى برنامجه «الحكاية» أراد مفاجأة الجميع، وقرر دمج مناهج العلوم السابقة وما يؤثر فيها مع علم الفلك والتنجيم، وسأل «ليلى عبداللطيف» المعروفة بـ«سيدة التوقعات»، عن «إلهامها» بشأن مستقبل الاقتصاد والجنيه المصرى فى 2024؟!

لتبتسم «سيدة التوقعات»، ثم تفتش فى الأوراق، لتخبرنا بأن الجنيه المصرى سيتعثر بسبب التطورات فى المنطقة، ثم سيعود ويتحسن ويرتفع بشكل غير مسبوق وينتعش معه الاقتصاد المصرى، لأنها ترى فى أوراقها أن أكثر من دولة عربية ستحمى الاقتصاد والجنيه المصرى، وخاصة من الأشقاء فى دول الخليج، ليؤكد ويتأكد الإعلامى «المخضرم» فى دهشة تغمرها البهجة هذا «الإلهام»، بإعادة توجيه الإجابة فى شكل سؤال: «الله يبشرك بالخير، يعنى إنتِ شايفة أن الدنيا فى 2024 هتتحسن وأن الجنيه هيرجع بقوة، بفضل مساندة الإخوة فى الخليج؟ ليرتد التأكيد مرة أخرى بنعم».

ثم تابعت سيدة التوقعات «إلهامها» وقالت: «إنها ترى أن الأراضى والبيوت اللى «حقه» أى ثمنه مليون جنيه سيصير بخمسة ملايين، وأن البيوت والأراضى هتغلى قوى دون معرفة السبب، والزراعة هتتحسن والصناعة كمان»، ولا تدرى «سيدة التوقعات» بهذا التتابع أنها قد ضربت علوم الحساب والفلك والاقتصاد ومناهج السياسة فى مقتل، لأنه كلما ارتفعت الأسعار، كان ذلك دليلًا على انهيار العملة وخفض قيمتها وتدهورها!

وهنا يجب استحضار خبراء «علم النوايا»، ليجيبوا عن السؤال: لماذا أراد عمرو أديب «حشر» مستقبل الجنيه والاقتصاد المصرى فى أوراق السيدة «ليلى عبداللطيف»؟، وهل يدخل هذا السؤال فى باب الترفيه والتسالى والفضول، أم ينتمى لفصول النوايا السيئة؟!

تزداد الإجابة تعقيدًا إذا قفز خبراء التحليل الاستراتيجى إلى حلبة الصراع، وخرج السياق من نطاق «علم النوايا» إلى فضاء التكهنات والرسائل المبطنة، والشفرات المتضاربة حسب الأهواء والأغراض و«الأجندات».. والسبب فى ذلك كله هو المخضرم «عمرو أديب»!!

الحسنة الوحيدة فى الموضوع، أن رياح اللقاء بين «أديب» و«سيدة التوقعات» قد ضربت شراع ذاكرتى وحركتها بقوة نحو الماضى البعيد، عندما تعرض أحد الأقارب إلى السرقة، وقرر المسروق أن يفتح «المندل» ليعرف من السارق، ثم استدعونى كطفل لم يتجاوز عمره الخمس سنوات، لأجدنى جالسًا أمام «طشت صغير» مملوء بالماء، وقد ربط صاحب «المندل» رأسى بـ«شال» أبيض، وقال بعد أن تمتم بكلمات غريبة، عندما ترى شيئًا فى الماء أخبرنى.

مرت دقائق صامتة، ثم كرر الرجل السؤال: هل رأيت شيئًا؟، وكانت إجابتى مثل الدقائق التى مرت، ثم بدأ الرجل يخبرنى الإجابة، ألم تر أحدًا يرتدى عباءة بيضاء، يكنس الأرض ويرش الماء أمام دكانه؟!

لم أفكر كثيرًا، ووجدت «الشال» الأبيض الملفوف حول رأسى يهتز أمامى فى الماء، فقلت له: نعم، وهنا انتبه الحاضرون، وكأن الكنز فتح أبوابه، وحضرت الأسياد واستجابت للنداء، ثم قال صاحب «المندل»: عندما ينتهى الرجل من الكنس ورش الماء.. «عرفنى».

تحرك رأسى ومعه وجهى الغارق فى ماء «الطشت»، وسط ابتسامة تخفيها براءة طفولتى، وعندما تأخرت الإجابة، بدأ يلقنها لى مرة تلو الأخرى، هل أتى رجل على حصان أبيض؟ قلت: نعم، هل نزل وجلس على الكرسى؟ قلت: نعم.

كانت الإجابات سريعة بقدر أسئلة الرجل، تلك السرعة جعلته يكتشف أمرى قبل أن يكشف السارق، أو يكتشف «المسروق» وهم صاحب «المندل»، فقرر الرجل استبدالى بطفل آخر، وقال إننى لا أصلح!، وتم له ما أراد، وانتهت القصة، ليفتحها الإعلامى «عمرو أديب» بعد أربعة عقود من الزمان فى ثوب جديد يتناسب مع الأيام وضحكاتها المدفونة فى الصدور.

فى النهاية.. نحتاج إجابة حقيقية، ورسالة واضحة، نطمئن لها وبها عن مستقبل الجنيه، وفقًا لعلوم الحساب ومناهج السياسة والاقتصاد، بعيدًا عن «طرائق» أهل المندل!.

[email protected]