رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«الوفد» تحاور عصام يونس مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان فى غزة

الرئيس السيسى أحبط مخطط التهجير القسرى

بوابة الوفد الإلكترونية

 

٢٤ ألف شهيد و٦٢ ألف جريح و٦ آلاف مفقود فى غزة

تدمير ٦٥٪ من المنازل.. والتكدس فى رفح كارثة

أكد عصام یونس، مدیر مركز المیزان لحقوق الإنسان فى غزة، والمفوض العام للهیئة المستقلة لحقوق الإنسان فى فلسطین، سابقًا، أن الأوضاع فى قطاع غزة أصبحت كارثية، فضلاً عما تقوم به قوات الاحتلال من قصف وانتهاكات عظيمة وقصف مروع دون توقف، حيث استباحت القطاع ونشرت الموت فى سمائه واخترقت القوانين الدولية كافة، مشيرًا إلى سقوط أكثر من 24 ألف شهيد و62 ألف جريح، وما يزيد علي 6 آلاف من المفقودين، وتدمير حوالى 65 فى المائة من الشقق السكنية والمنازل الموجودة هناك.

وكشف يونس، خلال حواره لـ «لوفد»، عن حجم الدمار الذى شهده قطاع غزة بعد اندلاع الحرب وحتى الآن، ووضع النازحين فى ظل هذه الظروف الصعبة ونقص الموارد، مؤكدًا أن مخطط إسرائيل والغرب لتنفيذ خطة التهجير القسرى للفلسطينيين فشل بعد الدور القوى الذى قام به الجانب المصرى تحت رئاسة الرئيس السيسى، موضحاً رؤيته الخاصة لازدواجية المجتمع الدولى ورفضه لوقف إطلاق النار وإدانة جرائم إسرائيل البشعة.

وفيما يلى نص الحوار:-

فى البداية.. حدثنى عن الأوضاع فى غزة منذ بداية العدوان؟ 

الأوضاع فى غزة كارثية، وذلك منذ السابع من أكتوبر وحتى هذه اللحظة، فنحن نتحدث عن عملية إبادة جماعية يرتكبها النظام الإسرائيلى بحق الفلسطينيين من خلال دمار واسع النطاق فى القطاع المحاصر وقصف مكثف ومتواصل أودى بحياة آلاف الفلسطينيين، وشرد ما يزيد على مليون آخرين، ولم يكن ما يقوم به الاحتلال حالياً من جرائم شىء جديد بل هو امتداد للعدوان القائم على الشعب الفلسطينى منذ عقود، ولكن مازاد عليه هو التوحش الإجرامى غير المسبوق من قبل قوات الاحتلال، التى لم تعد تتقيد من الحد الأدنى للأخلاق، أو تلتزم بقواعد القانون الدولى، فقد استباحت القطاع ونشرت الموت فى سمائه، فحتى الآن سقط حوالى 24 ألف شهيد و62 ألف جريح، ومازال هناك تحت الردم ركام المنازل التى دمرت، بالإضافة إلى ما يزيد على 6 آلاف من المفقودين، فضلاً عن تدمير حوالى 65 فى المائة من والمنازل فى قطاع غزة. 

صف لنا حجم الدمار الذى يشهده قطاع غزة؟

< وهل هو مثل ما نراه فى شاشات التلفاز أم أشد قسوة؟

- الاحتلال المتوحش استباح كل شىء، دمر أحياء سكنية بأكملها، كما دمر أغلب المستشفيات، واستهدف الطواقم الطبية والإسعافات، وتم تدمير محطات الصرف الصحى وآبار مياه الشرب، كل ذلك أدى إلى انتشار بعض الأمراض والأوبئة وسط المواطنين الذين يلتحفون السماء ويفترشون الأرض فى ظل دخول فصل الشتاء ومع نقص الماء والغذاء والدواء والوقود ومقومات التدفئة، إنه بالفعل وضع كارثى لا يمكن الحديث عنه أو وصفه كما هو، فقد أصبح القطاع بالكامل على وشك الانهيار؛ وذلك بعد خروج المستشفيات من الخدمة، والمرافق الحيوية، بجانب الصعوبات البالغة التى يعيشها أهل الضفة، فهناك تصفيات خطيرة من قبل الاحتلال الذى يقوم يومياً بإرهاب الفلسطينيين، واسقاط العديد من الشهداء بشكل مبالغ فيه، ومحاولة اقتحام الأقصى، وبالطبع كل ذلك يرتقى إلى مستوى جرائم الحرب، وجرائم ضد الإنسانية التى تستوجب ملاحقة من اقترفها.

رأيك فى مخطط إسرائيل والغرب لتنفيذ خطة التهجير القسرى للفلسطينيين

ما یشهده أهالى غزة من جرائم وانتهاكات فى هذه الأيام محاولات غاشمة لتنفيذ خطة التهجير، وما نشهده على مدار 3 عقود هو سباق محموم مع الزمن لخلق حقائق وتغییر لخریطة الأراضى المحتلة بشكل عام، وهنا نشیر إلى أن عدد المستوطنین عشیة التوقیع على اتفاقیة أوسلو كان 100 ألف مستوطن فى القدس، والیوم هناك 750 ألف مستوطن فى القدس، رغم أن أوسلو من بین بنودها وقف الاستیطان والتوسع فى القدس المحتلة، ویسعى الاحتلال عبر مخططه إلى تهویدها، لتقسیم الضفة الغربیة وترهیب المواطنین.

< ماذا عن موقف الفلسطینیین بشأن هذا المخطط؟

- فى عام 1948 تم طرد الفلسطینیین كرهًا وأجبروا على ترك أراضیهم، ومنذ 3 عقود طوعًا وتلك المرة من خلال عملیات الخنق وتضيیق الوضع الإنسانى علیهم، وإسرائیل تقوم بأفعال تدفع من ورائها الفلسطینیین لترك أراضیهم والهجرة مثل ما يحدث الآن من قصف ودمار، وعلى الرغم من كل ذلك يرفض الفلسطینیون قطعاً هذا المخطط ویتشبثون بأرضهم، لكن الوضع الأخطر أنه تم دفع سكان شمال غزة إلى الجنوب وذلك من أجل الدفع بهم من الجنوب باتجاه رفح إلى سیناء، وهذا الوضع یرفضه الفلسطینیون وترفضه مصر أيضاً وهو موقف یستحق الشهادة والتقدیر.

كیف ترى الموقف المصرى فیما یتعلق برفض التهجیر وتصفیة القضیة الفلسطینیة؟

الدور الذى قامت به مصر تحت قيادة الرئيس الفتاح السيسى سوف يسجله التاريخ، لأنه یستحق الشهادة والتقدیر، لأنه كان بمثابة «حائط الصد الأقوى» لوقف تنفيذ مخطط الاحتلال الإسرائيلى، ليس فقط لأنه يهدد أمن الدولة المصرية، ولكن لأنه فى الأساس يعنى تصفية القضية الفلسطينية وهو ما صرح به الرئيس السيسى ووزير الخارجيه فى هذا الشأن، ولولا هذا الموقف من الدولة المصرية لحدث ما هو أسوأ من حيث تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وتصفية القضية، ونجاح المخطط الذى يأمل به العدوان الغاشم ويسعى إليه منذ بداية الحرب، وأحسنت القیادة السیاسیة فى مصر عندما حذرت من أن تلك القضیة تنقل المنطقة كلها إلى وضع أخطر قد یشعل المنطقة، كما تحملت مصر الادعاءات الكاذبة التى نشرت من قبل الاحتلال عن بمسؤولياتها الكاملة بعدم دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأنها من قامت بقصف المعبر مرتين، وعلى الرغم من كل هذه الأكاذيب تقف مصر صامدة بجانب أهلها فى فلسطين، وتقوم بكل ما أوتيت من قوة بمهام كبرى تجاه القضية الفلسطينية، من ضمنها المساعدات الإنسانية، والمحاولات العظيمة لوقف إطلاق، وغيرها.

< حدثنى عن النازحين فى مراكز الإيواء.. وهل هى آهلة للمعيشة فى ظل دخول فصل الشتاء؟

- هناك ما يزيد على 85٪ من سكان قطاع غزة أجبروا على النزوح إلى جنوب القطاع وتحديدًا مدينة رفح التى تبلغ مساحتها 62 كيلومترًا مربعًا، وعدد سكانها بالوضع الطبيعى 260 ألف نسمة، ومصنفة من قبل مركز الإحصاء الفلسطينى بأنها أكثر المدن فقرًا فى محافظات فلسطين سواء فى الضفة الغربية المحتلة أو غزة، وبالتالى وهى فى أحسن حالتها لم تكن قادرة على الاستجابة لمقدرات المجتمع والكتلة السكنية الحالية بها، حيث بات التكدس الهائل التى أصبحت تشهده مدينة رفح الآن يزيد الأمور سوءاً وكارثية فى ظل هذه الظروف المحيطة بها، بالإضافة إلى ما فرضته قوات الاحتلال من حصار غير مسبوق، وبعد ما أعلن وزير الحرب الإسرائيلى بشكل قاطع أن قطاع غزة لن يحظى بحد أدنى أو بأى شكل من أشكال دخول الطعام والكهرباء والوقود، ما يساهم فى اتمام عملية الإبادة الجماعية المنظمة والمقصودة، التى تسعى إليها إسرائيل.

< صف لى رؤيتك لازدواجية المجتمع الدولى ورفضه لوقف إطلاق النار وإدانة جرائم إسرائيل؟

- السؤال الآن لماذا يقف المجتمع الدولى صامتاً أمام ما تتعرض إليه غزة من عدوان؟.. فقد أصبح جزءا من مشكلة فلسطين عن طريق هذا الصمت المخزى، وبعد ما شهدت غزة عدوانات متكررة فى عام 2008، و2012 و2014 و2021 و2023 ومستمرة حتى عام 2024، وفى تقديرى أن كل هذه الانتهاكات تحدث بسبب المجتمع الدولي؛ وذلك لأن العدوان يشعر بأنه محصن، وأنه فوق القانون طالما أن المجتمع الدولى يوفر له الغطاء القانونى والسياسى ويتركه مستمر فى ارتكاب جرائمه البشعة، التى لا يراها جزءا كبيرا من العالم الذى يستبيح دم الشهداء تحت بند أن دولة الاحتلال لها حق الدفاع عن النفس، وهذا غير مسبوق فى التاريخ أن يكون شعبًا تحت الاحتلال وقوة الاحتلال يكون لديها حق الدفاع عن نفسها، وهو الكلام الذى من المفترض أنه لا يستقيم مع المنطق ولا القانون الدولى، الذى أصبح فاشلاً فشلا ذريعًا فى إصدار قرار وقف إطلاق النار المتواصل فى غزة، والذى من المفترض أن يوفى بواجباته الأخلاقية والقانونية تجاه ما يحدث فى فلسطين، أما إذا فشل فى القيام بذلك، فلم يتبق سوى طريق محكمة العدل الدولية «المحكمة الجنائية» لعلها تستطيع الاقتراب من الفلسطينيين وتحقيق جزء من العدالة المغيبة.

< كیف كان خروجك من غزة؟ وكيف كانت الأوضاع فى تلك اللحظة؟

- خرجت من غزة إلى مدينة رفح، ثم انتقلت إلى مصر بعد شهرين، وذلك للقيام بدورى فى متابعة الانتخابات الرئاسية المصرية، بصفتى من أعضاء فريق المتابعة الدولية فى فلسطين، وقد حالت الظروف لوجودى فى مصر خلال تلك الفترة؛ للمشاركة فى هذا الحدث الهام، وكانت جرائم الاحتلال فى هذه اللحظة قد قضت على مقومات الحیاة فى القطاع، فهناك عائلات تم مسحها من السجلات وأصبحوا شهداء، وأصبح الموت یخیم على سماء المدینة، ویكفى أن نشیر إلى تصریحات الأمم المتحدة، وأن 9 من بین كل 10 أشخاص لم یأكلوا وجبة لیلًا أو نهارًا فى غزة، وفى قطاع رفح تم الدفع بأكثر من ملیون شخص لا مكان ولا مواطئ قدم لأحد.

< ما هى توقعاتك لمسار الأحداث فى غزة؟ هل سيعم السلام مرة أخرى على أرض الزيتون؟

- بالنسبة لدولة الاحتلال ما زالت التصریحات خطیرة جدًّا وما نسمعه الیوم یعبر عن أزمة داخلیة فى إسرائیل، وبانتهاء الأزمة فكل رقاب هؤلاء المسؤولین سوف تكون مطلوبة للقضاء، وقبل السابع من أكتوبر نتنیاهو كان یواجه تهمًا بالفساد، وكانت هناك ملاحقات قضائیة وكان یسعى إلى تعدیل بعض القوانین إضافة إلى الفشل الذریع یوم السابع من أكتوبر للسیاسيین والأمنیین والعسكریین، وما یدور فى غزة قتل ولیس قتالًا، وبالمقابل المجتمع الدولى يرفع شعار حق إسرائیل فى الدفاع عن النفس منذ بدایة الأحداث فى غزة، 

ولكن فى النهاية سيستمر السعى والصمود دائمًا نحو ما يبقى الإنسان على أرضه مهما كلف الأمر، على الرغم من أن ذلك كلفة إنسانية خطيرة، ولكن نقطة النهاية والبداية عند المواطنين فى غزة وهى الاستمرار فى البقاء على الأرض والبحث عن كل الأسباب والسبل للبقاء على الأرض والحصول على حريتهم وحقوقهم المشروعة فى النهاية، وهذا وعد الله عز وجل.