رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آخر شىء يمكن أن تتوقعه أو تفكر فيه هو أن تتهم مصر بالتخلى عن القضية الفلسطينية وعدم دعم الشعب الفلسطينى، كأن تتهم بقتل ابنك أو أحد أفراد الأسرة، اتهام فى محض خيال دولة الاحتلال الصهيونى إسرائيل، التى تعرف هى ذاتها أنه من «رابع المستحيلات»، فمصر هى المدافع الأول والأهم والأكبر عن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى، هى من قدمت آلاف الشهداء والمصابين وخاضت حروب فى سبيل الدفاع عن فلسطين ونصرتها منذ عام 1948، ومازالت الدولة المصرية تقف فى وجه العالم الغربى المتجبر الظالم والقوى الدولية الكبرى التى تدعم الاحتلال الإسرائيلى وتدافع عن جرائمه الوحشية وانتهاكاته الصارخة ضد الشعب الفلسطينى الأبى الصامد.

مصر ليست فى موقف للدفاع عن نفسها إزاء ما روجه فريق الدفاع الإسرائيلى فى محكمة العدل الدولية منذ أيام قليلة من ادعاءات باطلة وأكاذيب مضحكة، فلم يجد فريق الدفاع الإسرائيلى حجج وأسانيد لتبرئة جيش الاحتلال الغاشم من اتهامات جرائم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى لأن العالم كله شاهد على مدار أكثر من ثلاثة أشهر منذ 7 أكتوبر الماضى على هذه الجرائم وما ترتكبه إسرائيل من قتل وتدمير فى قطاع غزة وقصف المساكن والمبانى والمستشفيات والمدارس ودور العبادة وحصار لأهالى غزة وتجويعهم وتعطيشهم، جرائم مصورة صوتًا وصورة على الهواء ليلاً ونهاراً، مما دفع الرأى العام العالمى إلى مناصرة القضية الفلسطينية والخروج فى مظاهرات حاشدة وعارمة فى مختلف دول العالم للتنديد بجرائم ومجازر جيش الاحتلال الإسرائيلى بحق الشعب الفلسطينى الأعزل.

الحقيقة أن ما روجه فريق الدفاع الإسرائيلى فى محكمة العدل الدولية هو إفلاس، فليس لديه ما يقدمه ليدافع عن جرائم إبادة جماعية موثقة ضد الشعب الفلسطينى، وبالطبع هذه الادعاءات الإسرائيلية لا أساس لها من الصحة، فمصر لم تغلق معبر رفح من الجانب المصرى منذ 7 أكتوبر الماضى، والعالم كله شاهد قوافل المساعدات الإنسانية والإغاثية مصطفة أمام معبر رفح لأيام متتالية فى انتظار دخول المساعدات بسبب تعنت الجانب الإسرائيلى ومحاولة تعطيل دخول المساعدات وقيام جيش الاحتلال بضرب وقصف المعبر من الجانب الفلسطينى أكثر من مرة. 

فمصر لديها السيادة فقط على معبر رفح من الجانب المصرى، ولم تقم بإغلاقه وأعلنت السلطات المصرية مراراً وتكراراً أن المعبر مفتوح، وإسرائيل تحاول التنصل من جرائمها ومحاصرتها للشعب الفلسطينى فى غزة فمنعت عنهم الغذاء والمياه والكهرباء والوقود وكل مستلزمات الحياة ودمرت القطاع الصحى الذى انهار تماماً، وقصفت المدارس والمستشفيات ومحطات الكهرباء ومراكز الإيواء داخل كل قطاع غزة، بجانب تعطيل وإعاقة دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى داخل القطاع عبر معبر رفح، فكيف بعد كل ذلك تأخذها البجاحة وتوجه أكاذيبها تجاه مصر، رغم أن جميع الوفود الدولية والأمين العام للأمم المتحدة ورؤساء وقادة الدول من مختلف دول العالم ممن زاروا معبر رفح، رأوا بأعينهم أن معبر رفح مفتوح من الجانب المصرى، ورأوا المئات من شاحنات المساعدات المصطفة فى مدينة رفح المصرية، فى انتظار دخولها إلى القطاع؟

مصر منذ الأزمة تقوم بدور وموقف مشرف لدعم القضية الفلسطينية، وأكثر من 70% من المساعدات التى دخلت القطاع من مصر، واستقبلت المصابين من غزة للعلاج، وتتصدى بكل قوة لمخطط تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، فضلاً عن قيام الرئيس عبدالفتاح السيسى والسلطة المصرية مراراً وتكراراً بالتحذير من خطورة عملية العقاب الجماعى والتجويع التى تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين، وأنها بذلك تدفعهم للنزوح فى اتجاه الحدود المصرية، ومصر ضغطت على كل الأطراف للضغط على إسرائيل لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية، وكان له دور كبير فى التوصل لهدنة لوقف إطلاق النار قبل أن يعود جيش الاحتلال ويواصل القصف بعد انتهاء الهدنة.

هذا غير أن إسرائيل وعلى لسان مسئوليها الرسميين اعترفوا وصرحوا أكثر من مرة فى الأسابيع الأولى أنهم لن يسمحوا بدخول أى مساعدات، والجميع يتذكر رفضهم إدخال شاحنات الوقود والغاز إلى أن ضغطت مصر وقام الجانب الأمريكى بالضغط على إسرائيل لتسهيل دخول المساعدات الإغاثية بما فيها شاحنات الوقود، ونرى كل يوم المنظمات التابعة للأمم المتحدة وتصريحات قادة الحكومات والدول توجه دعوات لإسرائيل لتسهيل إدخال المساعدات ووقف إطلاق النار، ويقابلها جيش الاحتلال بتعنت.

ختاماً.. موقف مصر قيادة وشعباً من القضية الفلسطينية واضح وثابت وصلب فى الدفاع عنها وعن حقوق الشعب الفلسطينى، ومصر لن تقبل أى مزايدات، فالقضية الفلسطينية هى قضية القضايا وعلى أولويات الدولة المصرية لأنها جزء من الأمن القومى المصرى والعربى.

 

عضو  مجلس الشيوخ

عضو الهيئة العليا لحزب الوفد