عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طعنة قاتلة فى قلب «محمد»

بوابة الوفد الإلكترونية

الجيران مزقوا جسد الضحية بسبب لعب العيال فى بولاق الدكرور

والدة المجنى عليه: حرقوا قلبى عليه.. كان نفسه يجوز أخته

 

وقف «محمد» الشاب العشرينى مدافعا بكل قوة وشهامة عن زوجة ابن عمه وابنتها الصغيرة، عندما حاول أحد الجيران التعدى عليهما بالضرب وتوجيه السباب لهما، بعد معاتبته على تعديه على أحد الأطفال بالضرب، حتى تجمع عليه 3 من جيرانه وأنهوا حياته بطريقة بشعة وسط الشارع فى منطقة بولاق الدكرور.

كانت عقارب الساعة تشير نحو الخامسة مساءً يوم الثلاثاء قبل الماضى، أخبر محمد والدته بأنه متوجه لشراء بعض الطلبات من أحد المحال بالقرب من المنزل، على أن يعود سريعا بعد أن تكون أحضرت له الغداء.

نزل محمد الشاب صاحب الـ23 عاما درجات السلم، وبمجرد أن خرج من العقار وجد زوجة ابن عمه وابنتها الصغيرة صاحبة الـ8 سنوات فى مشادة كلامية مع أحد الجيران، الذى راح يكيل لها السباب والشتائم البشعة لمجرد معاتبتها له على تعديه على ابنها الصغير «أحمد» البالغ من العمر 4 سنوات بالضرب «ضربه بالقلم على وشه».

استشاط المتهم غضبا بعد أن سمع الأم تسأل ابنتها «مين اللى ضرب أخوكى» فأخبرتها بأن «يوسف» جارهم هو من ارتكب الواقعة، وبمجرد أن سمع اسمه دون أن تسبقه الطفلة بكلمة «عمى» وقف يطرب أذنيهما بأبشع الألفاظ، وتصادف ذلك مع خروج الضحية «محمد» من المنزل»، ليقف للمتهم ويمنعه من مواصلة السباب وإنهاء تلك المهزلة.

«انت بتشتم ستات.. خلى كلامك مع الرجالة ولو ليك حق هتاخده» كانت تلك الكلمات آخر ما نطق به الشاب «محمد» قبل أن يأتى اثنان من أشقاء المتهم ليجتمع الثلاثة على المجنى عليه ويدفعوه نحو جدار حائط، ويمنعوا أحدا من الاقتراب منه وانهالوا عليه ضربا على رأسه بـ«سنجة» حتى سالت الدماء من رأسه، ولم يكتف المتهمون بذلك حتى طعنه أحدهم بـ«مطواة» فى قلبه وأصابه بجرح عميق وصل لـ10سم فى الصدر وتسبب فى قطع شرايين القلب، ليسقط على أثرها الضحية غارقا فى دمائه وسط الجيران والحضور الذين شهدوا الحادث وفشلوا فى إنقاذه من بين أيدى الجناة الثلاثة.

داخل شقة الضحية كانت والدته وشقيقته تجلسان حتى تنامى إلى سمعهما صوت شجار، فأطلت والدته من الشرفة بعد سماع صوت ابنها معتقدة بأنها مشادة كلامية وستنتهى، وهرولت للنزول بعد مشاهدتها الجناة الثلاثة يلتفون حول ابنها، وفور مشاهدتها تعدى عليها الجناة بالسب فدافع عنها ابنها «ما تشتمش أمى» لكنها تفاجأت بعد تلك الكلمة بمشهد لم تكن تعتقد بأنه موجود غير فى الأفلام السينمائية، ورأت اعتداءهم عليه بالضرب بالأسلحة البيضاء، وشاهدت ابنها وهو يسقط على الأرض والمطواة معلقة فى صدره فانهارت مغشية عليها.

جلست الأم المكلومة بعد القبض على المتهمين ودفن جثمان ابنها تتذكر المشهد الأخير له أثناء دفنه، وشبهته بالزفة لكثرة المشيعين للجنازة ودليل على حب الأهالى والجيران لابنها الذى كان يتمتع بحسن الخلق ومساعدة الجيران وكبار السن.

وقالت الأم إنها كانت تنتظر ابنها على الغداء بعد أن أخبرها بنزوله لشراء بعض احتياجاته وعودته سريعا «حضريلى أكل أنا جعان هشترى حاجة وارجع»، لكنها سمعت صوت مشاجرة ولم تهتم كثيرا على اعتقاد منها بأنها مشادة وستنتهى حتى فوجئت بصوت ابنها وعند استكشافها الأمر فوجئت بلحظة الغدر به وقتله.

«حرقوا قلبى عليه .. كان سندى فى الدنيا» واصلت الأم الحزينة حديثها بتلك الكلمات، متابعة أن محمد تربى يتيما، فقد توفى والده وعمره 8 سنوات وكانت هى الأب والأم فى وقت واحد، ونجحت فى تربية أبنائها الأربعة على قدر استطاعتها، وكان محمد هو سندها بعد الله فى تلك الحياة، فقد ساعدها فى تجهيز ابنتها الكبرى، وكان يستعد لتزويج شقيقته الثانية من خلال العمل وتوفير طلباتها والإنفاق على المنزل.

وتوضح الأم فى حديثها أن ابنها الضحية كان يقوم بمهام الأب فى رعاية أشقائه الثلاثة، لكن الجناة غدروا به مستغلين وجوده بمفرده وسطهم، وأنه كان يعاتبهم على سب أحدهم زوجة ابن عمه بعد اعتدائه على ابنها الصغير بالضرب بسبب شجاره مع أبنائهم، فوجهوا السباب له وتشاجروا معه على الرغم من عدم وجود خلافات سابقة بينهم.

وأضافت أن أحد الجيران حاول إنقاذ ابنها بعد طعنه على يد الجناة وسقوطه أرضا، بأن أحضر توك توك وحاول حمل الضحية ونقله إلى المستشفى، لكن المتهمين منعوه من تلك المهمة الإنسانية، وطلبوا منه أن يتركه حتى يموت .. قالوله «سيبه يموت ولا يغور».

وطلبت والدة محمد حق ابنها بالقانون «نفسى أشوف اللى عمل كدا متعلق من رقبته فى ميدان عام»، مؤكدة أن قلبها يحترق كل لحظة على فراق ابنها الذى لم يمهله الجناة أن يفرح بشبابه وتكوين أسرة.