عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. كرمة سامى مدير المركز القومى للترجمة فى حوار لـ«الوفد»:

غزة فضحت دموية الكيان الصهيونى

بوابة الوفد الإلكترونية

المقاطعة الاقتصادية تؤتى ثمارها.. والشعب الفلسطينى سينتصر

مصر تمتلك مقومات الحضارة.. والثقافة المصرية بخير

الترجمة تحتاج إلى خطة مشتركة بين المؤسسات العلمية والثقافية

الهوية أعظم ما يميز شخصية مصر.. ونواجه أمواجًا عالية بزورق صغير

قدمنا 15 دورة تدريبية على مهارات الترجمة.. وأكثر من 100 إصدار سنويًا وفقا لمعايير الجودة

 

الدكتورة كرمة سامى مديرة المركز القومى للترجمة أستاذ الأدب الإنجليزى بكلية الألسن إحدى الشخصيات الرائدات فى مجال الترجمة الأدبية واللغوية، حققت العديد من الإنجازات بالمركز وتغلبت على كثير من المعوقات بنجاح متميز.

حصلت الدكتورة كرمة على ليسانس كلية الألسن جامعة عين شمس 1987 ثم اختيرت لمنحة (الفولبرايت) عام 1989 وحصلت على ماجستير فى مسرحية المالكون وسالبو الملكية «لهارولدبنتر» 1990. نالت بعدها درجة الدكتوراه فى النماذج النسائية الأصلية فى مسرحيات أرنولد وسكر أحادية البطلة فى 27 أبريل 1994.

تولت رئاسة قسم اللغة الإنجليزية (2006–2009) بكلية الألسن جامعة عين شمس، ثم أصبحت وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث بكلية الألسن جامعة عين شمس، لها العديد من المؤلفات مثل «حكاية مرج صغير»، و«بهية.. خمسة وجوه مصرية» و«زهور المرج» و«أنغام ديسمبرية» و«مريم» و«لامات الحضور والغياب»، و«قمرية» وتقارير «الآنسة راء».

حصلت مديرة المركز القومى للترجمة على العديد من الجوائز المحلية والعربية، ومنها جائزة مؤسسة عبدالحميد شومان للعلوم الإنسانية فى الأردن 2001، وشغلت عضوية العديد من اللجان، فهى عضو لجنة الدراسات الأدبية واللغوية بالمجلس الأعلى للثقافة وعضو لجنة التفوق وعضو لجنة الترجمة الأدبية واللغوية بالمركز القومى للترجمة وعضو اللجنة العلمية لمؤتمر السياسة الثقافية للترجمة، قامت بتدريس مادة الحضارة الإسلامية للطلاب الوافدين من الولايات المتحدة إلى كلية الألسن، كما نظمت وشاركت فى العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية، وأشرفت على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه.

«الوفد» التقت الدكتورة كرمة سامى مديرة مركز الترجمة، وهذا نص الحوار،،

> بداية.. ما تقييمك لما يحدث فى الأراضى الفلسطينية والدعوة إلى إحداث مقاطعة اقتصادية وهل من الممكن أن تؤتى ثمارها؟

>> ما أعرفه هو أننى مواطنة مصرية وأم، ونشأت فى بيت وطنى فلسطينى القلب والروح ويعلم دور مصر القيادى وما قدمته من تضحيات فى العالم العربى والإسلامى ولن تحيد عنه، ومثل كل جيلى أحفظ أشعار فؤاد حداد وشعراء المقاومة الفلسطينية، ومثل أى أسرة مصرية تعرض العديد من أسرتى وفى محيط معارفنا للأسر فى السجون الإسرائيلية أو نال الشهادة. إسرائيل كيان غاصب والأزمة الأخيرة كشف فيها بشكلٍ سافرٍ عن قبحه وبشاعته العنصرية والدموية، لا حوار مع من يقتل الأبرياء والمدنيين ويتجاهل حقوق تاريخية لأصحاب الأرض.. يقينى أن الشعب الفلسطينى العظيم سينتصر والمقاطعة الاقتصادية لو استمرت ستؤتى ثمارها، ولدينا أمثلة من التاريخ لتثبت هذا، مسئوليتنا المجتمعية أن نستثمر حالة الوعى والاستنفار التى سادت ويستمر فخرنا بأطفالنا وشبابنا الذين استوعبوا ٧٥ عامًا فى أيام، والنصر لنا.

المعركة خارج الأرض المحتلة اقتصادية وثقافية وإعلامية، ولهذا أطالب بمنصات إعلامية عربية ومواقع للتواصل الاجتماعى من تصميمنا لا تقيد حرية شبابنا فى التعبير عن تعاطفهم مع أهلنا فى فلسطين، كيف نطالب باستقلالهم ونحن أسرى التكنولوجيا القمعية التى اخترعها العدو ونشرها للتجسس علينا والتحكم فينا؟ لابد من خطة لنشر الحقيقة ومنهجية فعالة لاجتذاب المواطن العالمى للتعاطف على أرض الواقع.

> شن بعض المراكز البحثية فى إسرائيل هجومًا حادًا ضد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بدعوى مناصرته الحركات المتشددة إزاء موقفه فى أزمة غزة.. كيف ترين ذلك؟

>> كل الاحترام لفضيلة شيخ الأزهر وموقفه القوى النبيل وتوجيهاته للمراكز الإعلامية والبحثية فى الأزهر الشريف، وليت باقى مؤسساتنا تتخذه قدوة وتتعلم منه كيف ينفذ فضيلته سياساته القومية على أرض الواقع.

> كيف تقرأين مستقبل الثقافة المصرية خاصة فى ظل الموجة الشرسة من التمويلات الخارجية التى تحاول تحجيم دور مصر الثقافي؟

>> ما دمنا نتحدث عن مستقبل الثقافة فى مصر، فعلينا أن نعود إلى كتاب طه حسين الاستشرافى المعاصر الذى كتبه لمصر والمصريين فى المستقبل، أى مستقبل، ولا أسمح لنفسى، بعد ما كتبه طه حسين، بالتشاؤم أو الإحباط، المشهد الثقافى يتميز بنشاط مكثف فى عدة اتجاهات، وبجهود مخلصة أراها بنفسى رأى العين ولا أتحدث عن المركز القومى للترجمة فحسب، لكن الجهود الثقافية دون إعلام ستذهب سدى، ودون تعاون مع مؤسسات المجتمع والمدرسة والأسرة لن تحقق للأسف المرجو منها.

أما عن التمويل الثقافى من جهات خارجية مختلفة فلن أعتبره هجمة شرسة ولا ألتفت إلى ما تنفقه أى جهة لتمويل نشاط ثقافى أو فنى خارجى، لأن عادة فى النهاية نجاحها يعتمد على العنصر المصرى الأصيل، فمصر تمتلك من مقومات العظمة والحضارة ما يقهر أى تمويل، وما يتفوق على جهود النهوض فى أى مكان، لأن الثقافة المصرية هى النيل والأرض والشمس، وكنوزها المعرفية عبر التاريخ تنتظر المخلصين من أبنائها من الأجيال القادمة لتعيد اكتشافها.

> ماذا تعني «الهوية الثقافية»، وكيف يمكن الحفاظ عليها فى ظل المتغيرات الراهنة؟

>> الهوية هى علاقة تفاعلية للإنسان بالمكان والزمان وذاكرته فيهما، الهوية هى روح الأمة والحمض النووى الذى يميز كل أبنائها ويجمعهم على قلب واحد، والمصريون حباهم الله بهوية تتميز بالعراقة والثراء، والحفاظ عليها يتطلب قدرًا كبيرًا من الجهاد المجتمعى والذاتى بالمحافظة على مقومات هذه الهوية فى كل مظاهرها الحضارية والثقافية فى اللغة والأدب والفن وكل ما نسمع ونقرأ ونأكل ونشرب ونلبس، وكل مظاهر الحياة، علينا أن نضع نصب أعيننا مسئؤولية الحفاظ على الهوية، لأنها أعظم ما يميز شخصية مصر، وواجبنا أن نحافظ عليها ونلقنها لصغارنا بداية من مرحلة ما قبل المدرسة.

وقت أن كنت أدرس مادة المقال للفرقة الرابعة بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن كان جوهر المادة التى أناقشها مع طلابى قضية الهوية، لأن التعليم لابد أن يتجاوز المحتوى الرسمى للمقرر، لذلك كانت مكونات المادة الكتابة عن «العيش» البلدى (الخبز) وفيلم سواق الأتوبيس وعاطف الطيب وخلطة المحشى، الحرب لم تعد على الذهب والبترول والمياه فحسب، الحرب على الهوية أى الهواء الذى نتنفسه ونعيش به.

> تتولين رئاسة أكبر جهة مختصة بالترجمة فى مصر من ثلاث سنوات ماذا عن رؤيتك الخاصة بالتطوير، وماذا تحقق من استراتيجيتك، وما أهم المعوقات التى واجهتكِ؟

>> لم أحقق سوى ربع ما كنت أطمح لتحقيقه رغم قرب الانتهاء من جميع مشاكل المركز المزمنة، ولكن مع الوقت ازددت معرفة بطبيعة المركز وأهميته وخطورة دوره، وللأسف الوقت ليس فى صالحى، لأن الروتين وعوامل أخرى تتسبب فى إهدار وقت ثمين، العام الأول كان دراسة من الداخل، والثانى كان عام الصراع بين إرادتين، والثالث كان البداية الحقيقية، والآن فى بداية العام الرابع أتمنى أن ننتهى فيه من كل مشاكل المركز السابقة ونصدر كل حالات الكتب الميئوس منها، من ناحية أخرى بدأنا مشروع الكتاب الصوتى والنشرة الإلكترونية والترجمة من العربية وكشاف المترجمين، وأحرص على أن تكتسب هذه الملفات صفة العمل المؤسسى حتى يستكمل من يأتى بعدى هذه الملفات ويضيف إليها.

> كيف تقيمين واقع الترجمة حاليا على المستويين المحلى والعربى، وهل هناك عثرات فى سبيل تحقيق طفرة عالمية فى مجال الترجمة؟

>> الترجمة تحتاج إلى خطة مشتركة بين المؤسسات العلمية والثقافية داخل مصر وخارجها ورؤية واسعة المدى وتمويل وتدريب وتسويق، طالما لم يتحقق هذا فى الماضى فسنظل داخل جزرنا المنعزلة لا يتجاوز إنجاز كل منا إصدار كتب مترجمة محدودة فى الانتشار والتأثير الثقافى.

> ماذا عن الترجمة العكسية من العربية إلى الأجنبية، وما السبيل للنهوض بها، وماذا عن خطة المركزفى هذا المضمار؟

>> بدأنا فعلاً منذ عامين وأصدرنا «الطوق والإسورة» ليحيى الطاهر عبدالله و«خيال الحقل» لعبدالتواب يوسف، ومستمرون على تنفيذ المشروع رغم المعوقات على مستوى الواقع وعبر وسائط معاصرة، لكن المشروع لتحقيقه على أسس سليمة يحتاج إلى تمويل وعلاقات قوية مع جهات خارجية للتوزيع ومعايير مختلفة عن السوق المحلى فى الطباعة والنشر، ورغم ذلك لن نيأس، ولهذا أطبق سياسة تحالف قوى الشعب الثقافية، وأعتمد كثيرًا على جهود المتطوعين الذين لم يخذلونى، وخلال أشهر سنقدم الجديد فى هذا المشروع بالتعاون مع الجامعات، وفى مقدمتها كلية الآداب جامعة حلوان. وأخيرا المشروع القومى للترجمة من العربية أساسه: التمويل ثم التمويل ثم التمويل، وهنا عبر جريدة الوفد أطرح السؤال: أين رجال الأعمال الوطنيون؟ أين رعاة الثقافة فى مصر؟

> هل الثقافة العربية أسيرة لثقافتى الفرانكفونية والأنجلوفونية؟

>> طبعًا، والمعركة غير متكافئة، لأنَّ الحرب من الداخل، وعلى أرض ليست لنا، لأن اللغة الإنجليزية السهلة نسبيًا والمنتشرة انتشارًا فاحشًا هى أداة تعبير الثقافة الأنجلوفونية، هى السينما والأغانى والمسلسلات والدبلجة ووسائل الإعلام والتواصل، حاولت فى المركز منذ أن توليت إدارته الخروج من أسر الثقافتين الأنجلوفونية والفرانكوفونية ومازلت مصرة على حق القارئ العربى أن يطلع على كل الثقافات والأعمال المترجمة عن كل اللغات، ولهذا فتحنا أفق مبادرة «كشاف المترجمين» للترجمة من العربية إلى أى لغة، ومن خلال المشاركات فى المبادرة سنعد قاعدة بيانات ونقوم بتحليلها استعدادًا لخوض هذا المجال الثقافى العالمى شريطة أن يتوافر لنا فى كل لغة نترجم عنها أو إليها عناصر التأكد من جودة الترجمة وهي: المترجم والفاحص والمراجع.

> ماذا تمثل لكِ الكتابة وهل لديكِ مشروع أدبى قريبًا؟

>> الكتابة هى كينونتى، كتبت القصة القصيرة والرواية القصيرة والمسرحية والمقال، ورغم تحديات العمل بالمركز لم أتوقف عن الكتابة، وأحيانًا تدفعنى تحديات المركز للكتابة لأنها متنفسى الوحيد، والحقيقة أن تجربة العمل بالمركز تختلف تمامًا عن العمل الأكاديمى، هى تجربة ثرية إنسانيًا وروحانيًا، ولهذا نتج عنها فيض من الكتابات، الغريب رغم ظروف العمل المضنية والضغوط وساعات العمل الطويلة، إلا أننى لم أتوقف عن الكتابة بل أعمل على عدة مشروعات فى آنٍ واحدٍ، لكن النشر بالطبع أمر آخر.

> البعض يرى أن سوء التوزيع وعدم توافر الكتاب وارتفاع سعره أسباب رئيسية لإحجام القارئ عن شراء كتب المركز القومى للترجمة ما ردك؟

>> أرقام المبيعات فى المعارض الداخلية والخارجية تثبت أن القارئ لم يحجم عن شراء كتب المركز، وأحترم القارئ الذى يتخذ قرارًا مصيريًا بشراء كتاب رغم التحديات الاقتصادية التى نالت منا جميعًا داخل مصر وخارجها، خاصة مع قرصنة الكتب وظهورها بالكامل على شبكة المعلومات دون احترام لحقوق النشر، ورغم ذلك يوجد القارئ الذى يرى فى الكتاب الورقى ملاذًا له.

عاد المركز لإصدار الترجمات بمعدل سريع وتطبيقًا لمعايير الجودة الثقافية فى الفحص والمراجعة واحترام موعد الصدور وحقوق الطبع، ولكن للأسف ليس لدينا سوى منفذ الأوبرا، وبيع كتبنا من خلال منافذ الهيئة العامة للكتاب وقصور الثقافة، والأمل فى تفعيل البيع الإلكترونى، المركز يدفع حقوق الكتب بالعملة الصعبة للناشر الأجنبى ويطبع كتبه فى جهات خارجية ويتحمل الارتفاع الجنونى فى أسعار الورق والأحبار وغيرها من تكاليف الطباعة، إذا كانت الأسرة المصرية تشكو من ارتفاع أسعار الكتب الخارجية فماذا عن الكتاب الثقافى وما يمر به من مراحل منذ قبول مقترح الترجمة حتى يصل إلى يدى القارئ، ورغم ذلك يحقق المركز أعلى مبيعات فى معرض الكتاب والمعارض الداخلية والخارجية، ونقدم دعمًا حقيقيًا للكتاب وتخفيضات لمعظم فئات المجتمع، وعلى رأسها تخفيض ٥٠٪ من سعر الكتاب لطلاب المدارس والجامعات الذين لا تخلو منهم أى أسرة مصرية إلى جانب التخفيضات احتفالًا بمناسبات قومية وثقافية طوال العام، تداعيات الأزمة الاقتصادية كارثية، والسؤال مرة أخرى أين رعاة الثقافة فى مصر؟ المؤسسات القومية لن تستجدى، والوضع واضح ومعروف وقت أن توقفت دور النشر الخاصة استمررنا فى النشر لأننا ممولون من الدولة وبأموال دافعى الضرائب وهذا حق المواطن علينا.

> ما جهود المركز فى التحول الرقمى، وهل هناك كتب مرقمنة يصدرها المركز؟

>> يصعب هذا لأنَّ التعاقدات التى تتم مع الناشر الأجنبى تقتصر حاليًا على النشر الورقى، والنشر الإلكترونى سيضاعف عبء المركز فيدفع قيمة الحقوق بالعملة الصعبة، الاقتصاد الآن مفتوح وكل شيء له ثمن، نواجه أمواجًا عالية بزورق صغير، وهذا لا يعنى عدم التوجه إلى نشر بعض الإصدارات إلكترونيًا أو الإصدار ورقيًا وإلكترونيًا فى آن واحد، ولكن هذا يتطلب إجراءات لا يمكن القيام بها حاليًا ما دمنا ما زلنا نعمل على الملفات القديمة، على الأقل أعمل مع فريقى بالمركز على تمهيد الطريق للمستقبل الذى يتنوع فيه المركز فى إصدار ترجمات من العربية وإليها باللغات المختلفة، وما بين النشر الإلكترونى والورقى والكتب المسموعة والبيع الإلكترونى وكل الأحلام والتحديات التى نقترب منها ولم تعد بعيدة المنال كما كانت.

> ماذا عن مبادرة «سلسلة الكتب الصوتية»، وما الذى تحقق منها؟

>> ظهرت باكورة المبادرة فى النسخة الصوتية لكتاب «الأصابع الساحرة للأميرة الصغيرة» تأليف ماريا لويسا خيفائيل وترجمة محمد إبراهيم مبروك، واعتمدت المبادرة على الجهد التطوعى من الزميلات اللاتى سجلن فصول الكتاب بأصواتهن، وأتقدم لهن بالشكر والعرفان على نبل موقفهن من المبادرة، ولدينا أعمال أخرى فى طريقها للتنفيذ سيراعى فيها التنوع بين الآداب، ونعمل الآن على مشروع كتاب صوتى مفاجأة بالتعاون مع عدة أقسام لغات بكلية الآداب جامعة حلوان ولن أعلن عن تفاصيله إلا بعد التنفيذ.

> نعلم مدى تعلقكِ بالكاتب الكبير يحيى يحقى فماذاعن تأثيره عليكِ، وهل ترين أن أعماله نالت حقها من النقد والبحث والدراسة؟

>> يحيى حقى هو الأديب صاحب النظرة الشاملة والبصيرة، ولهذا هو بوصلتى التى وجهنى والدى إليها منذ الطفولة، وأكرر أنه لم يُقرأ كما ينبغى، بضم الياء، بل لم يكتشف بعد، وهمومه الثقافية التى جمعها الناقد الكبير فؤاد دوارة من مقالات حقى فى جريدتى المساء والتعاون فى أوائل الستينات هى نفس همومنا اليوم، هو مفكر كبير كان همه كما ذكر فى كتابه: «نقل الشعب من ظلام الجهالة إلى نور الثقافة»، ولهذا كتب فى جميع قضايا الثقافة بمفهومها الرحب الشامل حتى طريقة كتابة الكلمات وطباعتها فى الجرائد ليتعلم أولادنا منذ صغرهم سلامة النطق والتعبير اللغوى.

> البعض يرى أن المركز مجرد دار نشر فقط ولم يعد له تأثير فى الوسط الثقافى فما ردك؟

>> لو كان المركز بداية من المشروع القومى للترجمة ثم تأسيسه بشكله الحالى عام ٢٠٠٦ دار نشر فقط لما كانت له هذه المكانة فى مصر والوطن العربى.. ورسالتى الحالية أن أثبت أن المركز كما أسسه جابر عصفور رحمه الله ليس دارًا للنشر فقط رغم أهمية دور أى دار نشر جادة فى الحياة الثقافية، لكنه مؤسسة ثقافية قومية ونضع خطًا تحت قومية، لأنها تنشر الكتاب المترجم والثقافة المترجمة للتنوير وزيادة وعى المواطن بثقافة الآخر وبتاريخنا، والمثال على ذلك اختيارنا لكتاب «فرقة العمال المصرية: العرق والفضاء والمكان فى الحرب العالمية الأولى» تأليف كايل چون أندرسون وترجمة شكرى مجاهد ومحمد صلاح على، لأن الكتاب يقدم للقراء صفحات مجهولة من تاريخ مصر عندما أجبرت بريطانيا الآلاف من المصريين بالسخرة للعمل لصالحها فى أوروبا ومنهم من استشهد ودفن فى مقابر غريبة، وكأن مشهد حفر قناة السويس فى عهد سعيد تكرر فى الحرب العالمية الأولى.

> هل يقدم المركز دورات تدريبية للمترجمين المصريين وما تقييمك للمترجم المصرى وما الذى ينقصه من وجهة نظرك؟

>> قدم المركز عبر تاريخه خمس عشرة دورة تدريبية على مهارات الترجمة للشباب، بلغ عدد المستفيدين منها ٣٥٤ متدربًا، ومؤخرًا طرحنا مبادرة «العين تسمع والأذن ترى» التى سينضم إليها الفائزون فى مسابقات كشاف المترجمين لأن الهدف اكتشاف المترجمين الشباب وتدريبهم وتأهيلهم ثقافيًا لإعداد كوادر جديدة من المترجمين فى جميع المجالات حتى لا نكتشف فى المستقبل أن المترجم الجيد قد انقرض.

> ماذا عن مسابقات الشباب «كشاف المترجمين» و«ترجم.. أبدع» ما الهدف منها، وهل هناك صعوبة فى ترجمة النصوص العربية إلى اللغات الأجنبية على يد شباب المترجمين؟

>> «ترجم.. أبدع» كانت مسابقة لشباب الجامعات طرحت فى أغسطس ٢٠٢٠ وتقدم للمشاركة فيها عشرات الفرق من الجامعات المصرية والصيف الماضى احتفلنا بصدور الكتب الفائزة، واستثمارًا لهذه التجربة الإيجابية أطلقنا كشاف الجامعات لنستقبل مقترحات الأقسام العلمية فى الجامعات للترجمة. وبدأت مبادرة كشاف المترجمين فى 23 أبريل 2022 عندما قام المركز بالتعاون مع هيئة قصور الثقافة بإطلاق مسابقة «كشاف المترجمين»، وهى الأولى من نوعها، وخُصصت لترجمة الإبداع القصصى حول العالم عن إحدى عشرة لغة هي: (الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، الألمانية، الإيطالية، الصينية، الروسية، الكورية، التركية، السواحيلية، الأردية، الفارسية)، واستهدفت المسابقة اكتشاف العناصر الشبابية المميزة فى مجال الترجمة فى جميع المحافظات المصرية ودعمها، عبر نشر قصور الثقافة فى سلسلة آفاق عالمية الأعمال الفائزة، وإعداد المركز برامج تدريبية للمتميزين منهم تمهيدًا للتعاقد معهم.

وفى اليوم العالمى لقارة إفريقيا طرح المركز كشاف إفريقيا وفى ٢٦ يوليو أعلنا نتائج كشاف المترجمين سكندريات احتفالًا بالعيد القومى لمدينة الإسكندرية، والمبادرة مستمرة للاحتفال بالأعياد القومية للمحافظات ولرموز ثقافتنا والثقافة العالمية وتسير فى اتجاهين متوازيين من اللغة العربية وإليها لاكتشاف المترجمين الشباب وتدريبهم أو التعاقد معهم مباشرة لزيادة رصيد مصر من المترجمين الأكْفاء.

> كم إصدار سنرى للمركز وما أهم اللغات التى تتم الترجمة إليها؟!

>> الإصدارات تتجاوز المئة وطبعًا تتصدرها اللغة الإنجليزية ثم الفرنسية والإيطالية والألمانية والصينية ومؤخرا ترجمنا عن الأردية وسنصدر قريبًا كتابًا مترجمًا عن البولندية، ونخطط للترجمة عن العديد من اللغات المهمشة المظلومة بالتعاون مع المراكز الثقافية.

> العالم العربى يمر بمرحلة من الانغلاق الثقافى، بحيث إننا نواجه ثقافة متصلبة تواجه تحديات المستقبل والحاضر بالعودة إلى التراث، فهل هذا مسئول عن تأخرالعالم العربى كما يرى البعض؟

>> الاتهام بالانغلاق يوازيه انفتاح على منصات البث العملاقة والنصوص السمعية والإلكترونية لكنه انفتاح فردى غير مدروس ولا يصب فى صالح الأمة التى كانت تجتمع لسماع حلقات ألف ليلة وليلة للعظيم طاهر أبو فاشا، أو لتشاهد رحلة السيد أبوالعلا البشرى لأسامة أنور عكاشة، نحتاج هدنة نعتزل فيها كل ما هو غربى وغريب لنعيد اكتشاف تراثنا العريق وحكاياتنا الشعبية وفولكلورنا وهو تراث كفيل بإعادتنا إلى التواصل مع هويتنا والتصالح معها قبل أن ننفتح مقبلين على ثقافات العالم.

> ما تقييمك لتعامل الإخوان مع ملف الثقافة إبان توليهم الحكم فى مصر؟

>> كل من يسيء فهم الثقافة المصرية ودورها العميق فى تشكيل الوجدان الشعبى سيرفضه الشعب، المواطن المصرى سمح، أحمدى البساط، فطرته القبول والاندماج داخل بلده أو خارجها، لكن الرفض يأتى لكل من يحاول تغيير المعادلة المصرية، ستظل نواة الهوية المصرية ثابتة صلبة لا تمس، ولهذا فشلت محاولات كثيرة لطمسها أو تغييرها، أما ما يحدث الآن من تغير طبيعة الصراع والتوجه نحو العدوان الثقافى، فهو إصابة فى الصميم، لابد أن نتداركها بما أسميه المناعة الحضارية فلا نخترق من أى هجمة ولا نعانى من «القابلية للاستعمار» التى حذرنا منها المفكر مالك بن نبى.

> ما رؤيتك لإشكالية السلطة والمثقفين خاصة أن البعض يرى أنها شائكة؟

>> أراها متوترة وجدلية بطبيعتها، وهذا أمر لا يدعو للقلق، لأن الصراع بمفهوم الدراما مكون أصيل فى أى موقف إنسانى، كذلك لأن المثقف بغريزته وتكوينه تحفزه ثقافته على التمرد على أى سلطة كانت، لأنَّ ثقافته واقترابه من جوهر المعرفة وسبل النهضة يجعله معتزًا بما لديه ويرفض المهادنة أو الاستسلام وهذه ظاهرة صحية، ولننظر إلى نموذج يحيى حقى الذى لم يندمج تمامًا فى المد الناصرى كغيره ولكنه لم ينفصل عنه، احترم الزعيم ولم ينبهر به وتشبث بحبه لمصر وللمصريين وأخلص فى أداء دوره الثقافى.

> تساعد الجوائز على تطوير العمل الثقافى فى العالم العربي؟

>> أى جائزة تمنح وفقًا لمعايير حقيقية وفى جو من الشفافية التامة تشجع المبدعين على مواصلة سعيهم للإبداع، غياب وسائل التقييم والتقويم والتشجيع والتحفيز تصيب المبدع والباحث فى أى مجال بالسقم، على المستوى الشخصى منحنى فوزى عام ٢٠٠٠ بجائزة مؤسسة عبدالحميد شومان للباحثين العرب الشبان فى العلوم الإنسانية ثقة بالنفس ورغبة فى مواصلة ما بدأته فى البحث العلمى والإبداع، يكفى أنى تقدمت بأعمالى ونسيت الموضوع حتى فوجئت بعد أشهر بمكالمة من عمان تهنئنى بالفوز، لم يكن الفوز مجرد شهادة براءة فوز ودرع أحتفظ به فى حجرة المكتب، منذ لحظة وصولنا إلى مطار الملكة علياء فى عمان عاصمة الأردن تغيرت حياتى، فقد رأيت بنفسى اهتمام المؤسسة بنا جميعًا بناء على حيثيات فوزنا، وشعرت عندئذٍ بالمسئولية وأن العمل الجاد المُر ثمرته حلوة.

> ترجمت العديد من المسرحيات إلى اللغة العربية فماذا عن واقع المسرح من وجهة نظرك؟

>> أعشق ترجمة المسرح وأستمتع بها، ولهذا ترجمت لهارولد بنتر ووندى واسرستاين ولويس بالديث وآرنولد وسكر وآرثر ميلر ولورنس هاوسمان وللمسرح التجريبى ترجمت أعمال نيومى والاس وديڤيد هنرى وُنج، والترجمة رافد عضوى من روافد المسرح، تربيت على الأعمال الكاملة لسلسلة المسرح العالمى التى كانت تزين مكتبة والدى وكنت أتخيل فى طفولتى وأنا أقرأ النص المسرحى كيف سيعرض على خشبة المسرح، وحدثنى والدى عن مشاهدته عروض الأم شجاعة ودائرة الطباشير القوقازية وطائر النورس وست شخصيات تبحث عن مؤلف فى الستينات فى مسرح الدولة، ولهذا لا أتصور مسرحًا فى أى أمة دون العودة إلى نصوص أبنائها والنصوص العالمية لتعرض بشكل مكثف على مسارح قصور الثقافة فى كل المراكز، هكذا تبدأ النهضة، ولهذا السؤال: لماذا لا تقدم عروض مهرجان القاهرة المسرحى فى المحافظات؟

> أخيرًا...ماذا عن مشروعاتك المستقبلية وأعمالك القادمة؟

>> مشروعاتى مؤجلة حبًا فى المركز القومى للترجمة الذى أراه جزءًا من نهضة مصر الثقافية وعندما تنتهى رسالتى فى المركز أعود إلى الجامعة وطلابى لأقوم بتدريس الأدب المقارب ونشر دراسات فى الأدب العالمى ونظريات النقد الأدبى ومسرح شيكسبير والكتابة الإبداعية، أما عن الكتابة فلدى مجموعة قصصية كاملة تنتظر المراجعة، ومسرحيتان قطعت شوطًا فى كل منهما، وأسأل الله التيسير والبركة فى كل عملى.