رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى الحومة

- سنابل الخير هى رمز العطاء والنماء، وهى نبتة طيبة ارتبط بها الإنسان ارتباط وجود، فهى مصدر الغذاء والبروتين، ومن نعم الله على البشرية أن حبة القمح تنبت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة ويضاعف الله لمن يشاء، وللقمح لدى المصريين وضع مميز ومكانة خاصة، فالخبز الناتج عن القمح يسمى العيش وهى دلالة على أن القمح يعنى الحياة، ومن هنا فإن كل المصريين يخرجون زكاة الزروع من القمح فقط دون المحاصيل الأخرى.

- ولنا فى تأويل سيدنا يوسف لحلم عزيز مصر حكمة بالغة، فقد حلم عزيز مصر بسبع سنين من الخصب تتبعها سبع سنين من القحط، وبناء على هذا التأويل أمر عزيز مصر بجمع القمح فى سنوات الخصب لتخزينه لسنوات القحط.

وبفضل هذا التخزين تمكنت مصر من تجنب المجاعات ومن هنا أصبح تخزين القمح استراتيجية مهمة لحماية المجتمعات من المجاعات والتغيرات المناخية فى عالم اليوم أدت إلى انخفاض إنتاج القمح فى بعض الدول، كما أن هناك زيادة للطلب على القمح من بعض الدول الآسيوية كالصين والهند فضلًا عن تعطيل سلاسل الإمداد نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، فمن المتوقع أن تزيد أسعار القمح المستورد إلى مصر فى الارتفاع خلال الفترة المقبلة حيث يتوقع أن يستمر ارتفاع أسعار القمح فى الأسواق العالمية، وكان يجب على الحكومة أن تكون مدركة لكل تلك المعطيات وتعمل على زيادة الإنتاجية بزيادة المساحة المزروعة قمحًا وإنتاج أصناف عالية الإنتاج، ولكن للأسف الشديد نظرًا للعمل فى جزر منعزلة حدث العكس، فقد تضاءلت المساحات المرزوعة هذا العام بنسبة لا تقل عن نصف المساحة المنزعة فى 2022 والتى كانت تقدر بـ3 ملايين فدان بناتج 9 ملايين طن، فى حين أن مصر تستهلك 18 مليون طن.

ووفقًا للتقديرات السعرية الحالية فإن مصر بحاجة لاستيراد 12 مليون طن بسعر 500 دولار وبذلك تكون فى حاجة إلى توفير 6 مليارات دولار فى 2024 لشراء القمح، وهذا يمثل عبئاً كبيراً على ميزانية الدولة لصعوبة توفير عملة صعبة، ولا يخفى على أحد أن عدم الإقبال على زراعة القمح هذا العام نتيجة وضع سعر استرشادى لشراء أردب القمح بـ 1600جنيه، وبذلك يكون عائد إنتاج الفدان 15 أردباً بـ25 ألف جنيه فى حين إيجاره بـ30 ألف جنيه، فانصرف الفلاح عن زراعته للخسارة المؤكدة، فى حين أن الدولة تقوم بشراء الأردب المستورد من القمح بما يعادل 4500 جنيه علمًا بأن كثيراً من الدول تشجع زراعة القمح محليًا حتى إن كانت التكلفة أضعاف الاستيراد، وتفاديًا لتلك المشكلة التى تسبب زيادة الأزمة الاقتصادية وزيادة عجز الميزان التجارى فضلًا عن كونها سلعة استراتيجية وأمناً قومياً، فإننا نطالب الحكومة بإصدار قرار عاجل لزيادة السعر الاسترشادى وليكن 2500ج وحتى يتسنى للفلاح زراعة المحصول وتوريده.