رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

يبدو عبدالله باتيلى، المبعوث الأممى فى ليبيا، وكأنه قد قرر قطع كل الخيوط مع قيادات العمل السياسى الليبى.. لقد بدا هذا من جانبه عندما قال مؤخراً، إن قادة ليبيا لا يريدون حلاً يذهب بالبلد الى الانتخابات التى طال انتظارها دون جدوى. 

كان باتيلى يتحدث الى العدد الأخير من مجلة «جون أفريك» فقال: المشكلة أن معظم القادة الليبيين لا يريدون الانتخابات وعودة الاستقرار، وما يهمهم هو المكاسب غير المتوقعة من النفط، والاستمرار فى ضمان الوصول الى جزء من هذا المورد. 

أستدرك هنا لأقول إن معنى كلامه أنه لا يقصد جميع القادة فى ليبيا، وإنه يقصد معظمهم لا كلهم، ومع ذلك، فهو لا يسمى أحداً منهم، وبالتالى، فالتهمة التى يطلقها تظل معلقة فى الهواء، ويظل كل واحد ممن يقصدهم يظن أن باتيلى يقصد سواه ولا يقصده هو! 

فالبلد فيه خمس قيادات سياسية كبيرة تبدأ من عقيلة صالح، رئيس البرلمان، وتمر بأسامة حماد رئيس حكومة الشرق التى اختارها البرلمان وتسمى حكومة الاستقرار، ثم محمد تكالة، رئيس مجلس الدولة، ومن بعده محمد المنفى، رئيس المجلس الرئاسى، وأخيراً عبدالحميد الدبيبة، رئيس حكومة الغرب التى تسمى نفسها حكومة الوحدة الوطنية، وتتخذ من العاصمة طرابلس مقراً لها... وإذا كان المبعوث الأممى يتحدث عن معظم القادة فى ليبيا، لا عنهم كلهم، فلا تعرف مَنْ من هؤلاء يقصده بكلامه، ومَنْ لا يقصده، ولا يعنيه، ولا يشير إليه ؟ 

ولكن ما تعرفه أن ليبيا قد عانت أكثر مما يجب، وأن دماءها حسب تصريح باتيلى قد تفرقت بين القبائل أو بين الجهات، أو بين القادة.. أو.. أو.. فالمهم أنها تفرقت، وأن أبناءها هُم مَنْ يدفعون الثمن، وأن الأمر لم يعد يجدى فيه مجيء مبعوث أممى وذهاب آخر! 

إن القادة الذين يعنيهم المبعوث الأممى غاضبون عليه، ويقولون إنه يغذى الانقسامات فى البلد، وبالتالى يرسلون من الإشارات ما يقول إنه لن يستطيع العمل معهم، ولا هُم سوف يستطيعون، وأنه لا بد من مبعوث جديد فى مكانه ترسله الأمم المتحدة من مقرها فى نيويورك. 

وبما إن باتيلى ليس المبعوث الأول، فإنه فى الغالب لن يكون الأخير، وكل المبعوثين الأمميين الذين سبقوه ذهبوا، دون أن يقدموا شيئاً ينقذ بلد العقيد مما تعيش فيه منذ إسقاط حكم القذافى فى ٢٠١١، وليس من الظاهر أن المبعوث المقبل سوف يختلف عن الذين جاءوا ثم عادوا. 

أفهم أن ليبيا تعانى من تدخلات أطراف خارجية كثيرة تلعب على أرضها، وأفهم أن كل طرف له مصلحته التى يلعب من أجلها، ولا تعنيه المصلحة الليبية فى قليل ولا فى كثير، ولكنى أفهم أيضاً أن الأطراف الداخلية لو قدمت المصلحة الوطنية على ما عداها، فلن يكون للأطراف الخارجية موطئ قدم هناك.. ليبيا فى أشد الحاجة الى أن تستريح، فلقد عانت طويلاً وكثيراً ومن حقها أن تطمح فى شىء من الهدوء، وشىء من راحة بال مواطنيها، وشىء من حُسن توظيف ثرواتها لصالح أهلها من آحاد الناس.