رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

للوطن وللتاريخ

جاء خبر وفاة الزميل والصديق الشاب حسن المنياوى، الصحفى بالوفد ومسئول ملف الأزهر الشريف كالصاعقة على الجميع، إثر حادث أليم بسيارته التى لم يتبق منها إلا الحطام، وذلك أثناء ذهابه إلى العمل الجمعة الماضى بمقر الوفد، ليلقى وجه ربه شهيدًا للقمة العيش ولتأدية الرسالة حتى آخر لحظة.

وأشهد الله أن «المنياوى» كان مميزًا عن أبناء جيله، فى أشياء كثيرة جعلته قريبًا من كل الأجيال داخل مؤسسة الوفد سواء فى الصحيفة الورقية أو الموقع الإلكترونى. وقد شاءت الأقدار لقربى من الزميلين محمد عيد ومحمد عيسى خلال السنوات الماضية أن أكون قريبًا منه أيضاً، ومن هنا كانت العلاقة.

ويشهد الزملاء فى الموقع الإلكترونى حينما أصعد للدور الثانى بأن مكان حسن المنياوى ورفاقه المخلصين هو المكان الذى أقف فيه كثيرًا، فحينما أجد الزميل أحمد دراز أسأله عن المنياوى وحينما أجد المنياوى يكون السؤال عن أحمد دراز، مع حبى وتقديرى لكافة الزملاء وعلاقتى الوطيدة بهم.

كان «المنياوى» لمن يعرفه جيدًا يشعر بأنه لديه إحساس داخلى بأنه سيرحل قريبًا حيث عدم اللهفة على أى شىء، والإصرار على ترك ذكرى طيبة مع الجميع، فتشعر أنه «ماشى بالبركة»، ولا أنسى شكواه لى فى أحد المواقف وشعوره بالظلم، فكان مؤمنًا بقضاء الله، وأتذكر أننى قلت له وقتها «لما تنام مظلوم أفضل ما تنام ظالم يا منياوى وربنا هيعوضك» وقد كان.

«عمنا» و«عم الناس».. هكذا كان الرد حينما أراه فأقول «فينك يا منياوى؟»، لنتبادل الحديث عن آخر الطلبات الخاصة بنا سواء فى جامعة الأزهر أو المستشفيات الجامعية التابعة لجامعة الأزهر، وهو كذلك فيما يتعلق ببعض الطلبات فى الجامعات التابعة لوزارة التعليم العالى والمستشفيات الجامعية بها منذ توليت مسئولية الملف.

لم تكن رسائل الواتس أب والمكالمات بيننا سوى للسعى نحو تقديم العون والمساعدة للآخرين، ولم يكن هناك أى طلب شخصى لى أو له على مدار سنوات ويشهد الله على ذلك. والآن أفتقدك يا زميلى وأفتقد قلبك الطيب ووجهك البشوش وحسن المقابلة واللقاء، وأفتقد «عمنا» التى كانت لها نبرة مختلفة من لسانك.

لقد تركت يا «منياوى» الأثر الطيب والذكرى العطرة وجزءا من الحلم الذى حملته على كتفك قادمًا من محافظة المنيا إلى العاصمة، فكنت الشاب الطموح والصحفى الناجح الذى لا يعرف الكسل، وكانت السيرة الطيبة التى يفخر بها صغيرك «تيم» بأنك والده وهو الصغير الذى لا يستوعب ما حدث، فظل يحبو أمامنا أول أمس فى سرادق العزاء ليبحث عن والده فلم يجده وسط الزملاء الذين اصطفوا لاستقبال ضيوف العزاء فى مشهد أبكى الجميع.

لن أسأل بعد اليوم «فينك؟» أو «فين المنياوى؟» لأننى لأول مرة أعرف مكانك المحدد يا زميلي، والذى أثق فى رحمة الله وعدله بأنك فى مقعد صدق عند مليك مقتدر جزاء بما قدمت وفعلت وسعيت لآخر لحظة، وأدعو الله أن يتغمدك بواسع رحمته وأن يبارك في «تيم» وأن يلهم أسرتك وأسرتك الثانية بمؤسسة الوفد الصبر.

رسالتى الأخيرة لك يا «منياوى» وأنت فى دار الحق حتى نلتقى بإرادة الله أن تكون مطمئنًا على «تيم» من اليتم، لأن اليتيم ليس من فقد الأب فقط، وإنما اليتيم من فقد السيرة الطيبة للوالد وعمله الصالح ومواقفه النبيلة وشهامته ورجولته، فتركت لصغيرك كل ما هو جميل ومشرف رغم قصر الرحلة، ولن يكون «تيم» يتيمًا وهو يحمل اسمك وسيرتك وهو فى رعاية الله وأسرتك وأحبابك والزملاء المخلصين.