بدء تركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الثانية بمحطة الضبعة
أعلن الدكتور أمجد الوكيل، رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، اليوم الأحد، عن بدء أعمال تركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الثانية، التي تٌعَد أحد العناصر الأساسية في نظام الأمان بمحطة الضبعة النووية.
خلال الفعالية الهندسية الخاصة بتركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الثانية بموقع المحطة النووية بالضبعة، أعطت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء الضوء الأخضر للمقاول العام الروسي المٌنفذ للمحطة شركة "أتوم ستروي إكسبورت"، لبدء تركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الثانية.
وافتتحت الفعالية الهندسية بكلمة ترحيب الدكتور أمجد الوكيل، رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، بالسادة الحضور. وانطلقت الفعالية الهندسية لتركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الثانية، بحضور السيد محافظ مطروح، المحافظة الحاضنة للمشروع، وممثلى بعض الجهات الوطنية، وقيادات مجلس إدارة، وقيادات الإدارة العليا لهيئة المحطات النووية، وقيادات شركة اتوم ستروى إكسبورت، وفرق العمل الفنية من الجانب المصري والجانب الروسي.
وفي كلمة سيادته أثناء الفعالية الهندسية، أكد الوكيل على أن مشروع المحطة النووية بالضبعة "يسير بوتيرة أسرع من المخطط الزمني المقرر متجاوزًا حدود الزمن، متخطيًا كل الصعاب، متفوقًا على غيره من المشروعات المثيلة، ولم يتأتِ هذا إلا بالعزيمة والإصرار والتحدي والعمل المتواصل الدؤوب".
كما أوضح سيادته أن الإنجازات "تحققت في وقت قياسي غير مسبوق، وهو ما يؤكد قدرة الإنسان المصري وعزيمته التي لا يثنيها عائق عن تحقيق إرادته، مع تفهم عميق وتعاون مثمر مع شركائنا من الجانب الروسي".
هذا وقد صرح السيد أندريه بتروف، النائب الأول للمدير العام للطاقة النووية في مؤسسة روساتوم الحكومية، ورئيس شركة أتوم ستروى إكسبورت، أثناء كلمته قائلًا إن: “مشروعنا يستمر في التطور بسرعة وديناميكية. ويعد تركيب مصيدة قلب المفاعل بالوحدة النووية الثانية بمحطة الضبعة أحد المعالم الرئيسية التي كان مخطط لها عام 2024، وتم الانتهاء منها قبل الموعد المحدد في نوفمبر 2023.
جدير بالذكر أنه منذ أقل من شهرين، وبالتحديد في السادس من أكتوبر الماضي، قمنا بتركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة، والذي أظهر البناء المتزامن تقريبًا لوحدتي الطاقة الأولى والثانية بمحطة الضبعة، كما نخطط للصبة الخرسانة الأولى للوحدة النووية الرابعة بحلول نهاية هذا العام؛ مما يعني نهاية الفترة التحضيرية والانتقال إلى المرحلة الرئيسية للإنشاءات الكبرى لكل وحدات محطة الضبعة للطاقة النووية، المكونة من أربع وحدات، ويأتي هذا تتويجًا للعمل المنسق بين المالك – هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء والمقاول العام للمشروع – شركة اتوم ستروى إكسبورت".
هذا وقد أعرب الوكيل أيضًا عن شكره للعاملين كافة من كلا الجانبين المصري والروسي، مضيفًا أن ما يشهده اليوم موقع المحطة النووية بالضبعة لم يكن أبداً وليد الصدفة بل جاء نتيجة عمل جاد وشاق من كلا الجانبين المصري والروسي اللذين واصلوا الليل بالنهار من أجل تحقيق معالم المشروع الرئيسية كافة وفق توقيتاتها الزمنية المتفق عليها على الرغم من الظروف العالمية المحيطة كافة.
وتوجه سيادته بخالص الامتنان والعرفان للرئيس عبدالفتاح السيسي – الباعث الحقيقي لمشروع الضبعة النووي، قائد مسيرة التنمية، متمنيًا تحقيق ما تصبو إليه الدولة المصرية من تقدم ورقي ورخاء في ظل قيادته السياسية الحكيمة للبلاد.
كما توجه سيادته بالشكر للسيد الدكتور/ مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والسيد الدكتور وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والجهات الوطنية كافة على الدعم الدائم والمستمر الذي تلقاه الهيئة في سبيل تنفيذ أول محطة نووية في بجمهورية مصر العربية.
وتجدر الإشارة إلى أن مصيدة قلب المفاعل الخاصة بالوحدة النووية الثانية وصلت إلى ميناء الضبعة التخصصي بجمهورية مصر العربية بتاريخ 25 أكتوبر 2023، وتعد المصيدة إحدى المعدات المميزة للمفاعلات الروسية من الجيل الثالث المتطور 3+ حيث تعكس أعلى معدلات الأمان النووي لضمان التشغيل الآمن والمستمر لمحطة الضبعة النووية، وهي عبارة عن نظام حماية فريد يتم تركيبه أسفل قاع وعاء المفاعل بهدف رفع درجة أمان وسلامة المحطة.
لمحة تاريخية:
تعد المحطة النووية في مصر هي الأولى من نوعها، وسوف يتم تشييدها بمدينة الضبعة بمحافظة مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتبعد عن شمال غرب القاهرة بثلاثمائة كيلو متر، وتتكون المحطة النووية من أربع وحدات كل منهما بسعة كهربائية 1200 ميجا وات من مفاعلات الجيل الثالث المطور (مفاعلات الماء المضغوط)، كما تعد هذه التكنولوجيا من أحدث الأجيال المطورة التي تم تفعيلها وتشغيلها فعليًا في روسيا وخارج روسيا.
ويتم بناء المحطة النووية بالضبعة طبقًا لمجموعة من العقود التي دخلت حيز التنفيذ في 11 ديسمبر 2017 وطبقًا لالتزامات تعاقدية سيقوم الجانب الروسي ببناء المحطة النووية وتوصيل الدورة الحياتية المتكاملة للوقود النووي، إضافة إلى تدريب الكوادر البشرية وتقديم الدعم لهم في تشغيل المحطة والعمل على تقديم الخدمات للمحطة خلال العشر سنوات الأولى من تشغيلها، إضافة الي بناء مرفق لتخزين الوقود النووي المستنفذ.