رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

أكثر العبارات التى جرى ويجرى تداولها فى هذه الفترة هى عبارة «المجتمع الدولى» وكان انعقاد القمة العربية الإسلامية المشتركة فى الرياض ١١ نوفمبر هو سبب تداولها بكثرة مؤخرًا.

والذين تابعوا كلمات القادة العرب خلال أعمال القمة، أو القرار الصادر فى نهاية أعمالها عن جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى، أو حتى البيان الختامى الصادر بعد انتهاء اجتماعات القادة، لا بد أنهم قد لاحظوا أن هذه العبارة قد ترددت بشكل لافت فى الحالات الثلاث، ولا بد أيضًا أن بعض الذين تابعوا ذلك قد تساءل عما إذا كانت عبارة كهذه فى محلها أم لا؟

والسبب الآخر فى تداولها هو هجوم السابع من أكتوبر الذى قامت به على المستوطنات الإسرائيلية، كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، وما تلاه من عقاب جماعى مارسته وتمارسه إسرائيل فى حق فلسطينيين أبرياء فى قطاع غزة.. وهُم أبرياء لأنهم لم تكن لهم أى علاقة بالهجوم الذى جرى.

ففى مرحلة ما بعد الهجوم، ثم العقاب الجماعى، كان هناك نداء متواصل على المستوى العربى والفلسطينى إلى المجتمع الدولى، وكان النداء يطالبه بأن يتدخل وأن يوقف العدوان على غزة وأن يمارس مسئوليته.

وقد مضى على ممارسة سياسة العقاب الجماعى ما يقرب من الشهر ونصف الشهر، دون أن يتدخل هذا المجتمع الدولى، ودون أن يمارس أى مسئولية، ودون أن يشعر بأى ذنب تجاه ما يواجهه الغزاويون فى القطاع.. وهو لن يفعل شيئًا من هذا كله فى الغالب!

لن يفعل شيئًا من هذا كله، لأنه لا يوجد فى الحقيقة كيان مكتمل الأركان اسمه المجتمع الدولى، ولا توجد جهة لها عنوان ومكان اسمها المجتمع الدولى، ولا يوجد شيء حقيقى له مسمى المجتمع الدولى، ولا يوجد بالطبع شخص اسمه المجتمع الدولى بحيث نخاطبه، ثم نعاتبه إذا لم يستجب لخطابنا.. لا يوجد.. وتوجيه النداء إلى المجتمع الدولى يظل توجهًا بالحديث إلى سراب، وبالتالى، فنحن مطالبون بالكف قدر الإمكان عن مخاطبته، لا لشيء، إلا لأن توجيه الكلام إليه أقرب ما يكون إلى التحدث مع خيال!

وإذا كان القصد بالمجتمع الدولى منظمة الأمم المتحدة فى نيويورك، فلقد أثبتت الحرب على غزة وغير الحرب على غزة أن يد هذه المنظمة قصيرة وأن عينها بصيرة.. ونحن فى كل الحالات مدعوون كعرب إلى الاعتماد على أنفسنا، وتوظيف الأوراق التى فى يدنا، وهى كثيرة، وما عدا ذلك هو رهان على مجتمع دولى بالمعانى المشار إليها.