رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

أدهشنى جدًا أن ننشغل على مواقع التواصل إلى هذا الحد بما قيل عن إن خرائط جوجل لا تضع اسم سيناء فى مكانه على الخريطة، وأنها تترك المكان خاليًا دون اسم ولا مسمى.. وكأن محرك جوجل هو الذى سيقرر ما إذا كانت سيناء مصرية؟ 

لقد عادت سيناء إلى الوطن الأم فى نصر أكتوبر ١٩٧٣، وكانت عودتها بالكثير من الدم والدموع والعرق، وهذا ما يجعل الانشغال بما قيل عن خرائط جوجل انشغالًا فى غير مكانه.. فهو انشغال من نوع اللغو لا أكثر. 

وإذا كانت العودة قد اكتملت فى ٢٥ أبريل ١٩٨٢، فإن مساحة صغيرة للغاية قد بقيت من بعد هذا التاريخ، وكانت هذه المساحة هى أرض طابا على رأس خليج العقبة. 

والغريب حقًا أن الإسرائيليين تصوروا وقتها أن مصر يمكن أن تتغاضى عن هذه المساحة الصغيرة، وأن استرداد سيناء إلا قليلًا جدًا يمكن أن يجعل القاهرة تغض البصر عن مساحة طابا التى لا تكاد تُذكر، إذا ما قورنت بمساحة سيناء كلها. 

ولكنهم فوجئوا بما لم يكونوا يتوقعونه، وفوجئوا بما لم يكن فى خيالهم ولا فى تصورهم، وفوجئوا بأن المصريين مصرون على أن تعود طابا كما عادت سيناء بالضبط، حتى ولو كانت مساحة طابا مترًا مربعًا لا أكثر. 

وكان علينا أن نخوض معركة دبلوماسية أمام المحكمة الدولية، وكانت معركة لا تقل فى قوتها ولا فى إصرارها عن معركة النصر فى أكتوبر، ثم إنها كانت معركة طويلةً النَفَس لاقصى حد ممكن، ولأنها كانت كذلك فإنها دامت سبع سنوات كاملة، فلما جاء مارس ١٩٨٩ قضت المحكمة الدولية بمصرية طابا، وبأن ذلك لا شك فيه ولا ظن. 

ولا شىء علينا أن نذكره ونتذكره فى كل مناسبة تأتى فيها سيرة لسيناء، إلا معركة استرداد طابا بتفاصيلها المثيرة، لأن فيها ما يقطع كل لسان يمكن أن يذكر سيناء بسوء، ولأن فيها ما يجعل كل مصرى يثق فى أن بلاده لا تفرط فى أى أرض ولا تساوم، وأن الأدلة على هذا الأمر كثيرة، ولكن طابا تظل أقوى دليل. 

خرائط جوجل ليست هى التى تقرر إذا ما اتصل الموضوع بسيناء، ولكن المصريين هُم الذين يقررون، وما عدا ذلك سفسطة لا فائدة فيها ولا جدوى منها.