رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جيورجى بوريسينكو سفير روسيا بالقاهرة فى حوار لـ«الوفد»:

مصر الدولة الأهم فى الشرق الأوسط وأفريقيا

محررين الوفد مع جيورجى
محررين الوفد مع جيورجى بوريسينكو سفير روسيا

٧ ﻣﻠﻴﺎرات ﻳﻮرو ﺣﺠﻢ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر الروسي في ﻣﺼﺮ

 

تشهد الساحة الدولية تغيرات من وقت لآخر على المستوى الجيوسياسى والاقتصادى، تتسم بالتوتر والقلق، خاصة فى حالة الغليان والصراعات التى تمر بها الدول العظمى وعلى رأسها روسيا والصين وأمريكا ودول الغرب. ومنذ بدء الحرب الأوكرانية، تسعى من خلالها واشنطن وحلفاؤها لمحو النفوذ الروسى، مقابل جهود موسكو والصين لخلق عالم متعدد الأقطاب، والعمل على كسر الهيمنة الأمريكية، والابتعاد عن تداول الدولار كعملة عالمية من خلال تكتل «بريكس» الذى انضمت إليه مصر و5 دول أخرى، عربية وأفريقية. وقد جاهدت موسكو على حد قولها لمساعدة القاهرة فى الدخول للتكتل الاقتصادى باعتبارها بوابة أفريقيا والدولة الأهم فى العالم العربى.

جيورجى بوريسينكو سفير روسيا 

وتزامنا مع الذكرى الـ80 على إقامة العلاقات الدبلوماسية الروسية المصرية، التقت «الوفد» مع جيورجى بوريسينكو، السفير الروسى بالقاهرة، لمناقشة آخر تطورات القضايا والأزمات الدولية التى تعتبر «موسكو» أحد أهم الأطراف الرئيسية بها، خاصة أزمة الحبوب والغذاء العالمية، والصراع الأوكرانى، بجانب الأزمات الاقتصادية، والتغيرات المناخية التى تعانى منها دول العالم، وإلى نص الحوار:

 

<< بمناسبة مرور 80 عامًا.. حدثنا عن العلاقات الروسية المصرية بمختلف مستوياتها؟

- تعود العلاقات الروسية المصرية إلى القرن ما قبل الماضى، وتطورت فى بداية القرن العشرين وتمت تقويتها وتطويرها فى عام 1943 حيث حدث تبادل رسمى للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإنشاء القنصليات والسفارات، وبعد قيام ثورة 1952 شارك الاتحاد السوفيتى فى حماية وتأمين قناة السويس، بجانب تعزيز العلاقات العسكرية والثقافية.

وبعثت روسيا فى الستينيات 20 ألف جندى روسى على جبهة قناة السويس ليشاركوا الجيش المصرى فى حماية القناة، وفى آخر 10 سنوات ماضية، كان هناك تطور ملحوظ للعلاقة بين البلدين، وهذا بسبب التنسيق الدائم بين الرئيسين، عبدالفتاح السيسى، وفلاديمير بوتين، حيث هناك دائما لقاءات فيما بينها، آخرها لقاء القمة الروسية الأفريقية، يوليو الماضى، بمدينة سان بطرسبورج.

<< كيف تنظر روسيا للاقتصاد المصرى؟

- مؤمنون بقوة الاقتصاد المصرى، وكما تمر كافة دول العالم بصعوبات وأزمات اقتصادية، متأكدون أن مصر قادرة على تخطى هذه الصعوبات، وسوف تنتقل من تلك المرحلة بسلام، ونحن نعمل بشكل وثيق فى مجال الاقتصاد، فعلى سبيل المثال، المفاعلات النووية فى محطة الضبعة هو أحد المشروعات التنموية والاقتصادية المشتركة بين البلدين فى مصر.

تشغيل مصانعنا فى قناة السويس يضاعف حجم الاستثمارات

 

وهناك 5 شركات أساسية تعمل مع مصر فى مختلف المجالات الاقتصادية، ويتركز نشاطها فى تصدير واستيراد منتجات البلدين، وتوطين تكنولوجيا الصناعات الخاصة بهما، وأحد المشروعات الضخمة بين القاهرة وموسكو، هو إقامة المنطقة الصناعية بالمنطقة الاقتصادية فى قناة السويس وقمنا بتوقيع الاتفاق فى تلك المنطقة ونحن فى انتظار موافقة البرلمان المصرى وإجراء بعض التعديلات على الاتفاقية التى تم إبرامها فى مارس الماضى، وبعد الموافقة على هذه الاتفاقية، سوف تتمكن روسيا من صناعة منتجاتها فى شرق السويس بمنطقة القناة.

وعندما يتم البدء فى المصانع سوف يكون هناك توطين للصناعة الروسية على الأرض المصرية مما يفيد البلدين، وعلى سبيل المثال، سوف يستفيد الاقتصاد المصرى من زيادة فرص العمل، بالإضافة إلى زيادة التصدير للمنتجات المحلية بالتعاون مع التكنولوجيا الروسية إلى الخارج، ويصل الاستثمار الروسى فى مصر حتى الآن 7 مليارات دولار، ولكن بعد إقامة وتشغيل المنطقة الصناعية فى قناة السويس، سوف تتم مضاعفة هذا المبلغ.

<< بمَ تفسر حرص الرئيس «السيسى» على حضوره ومشاركته فى المؤتمرات والأحداث الإقليمية والدولية؟

- أرى أن مصر تلعب دورًا هامًا فى الشرق الأوسط وليس فقط فى الأقليم ولكن على مستوى العالم، وهناك تعاون وثيق وقريب جدًا بين مصر وروسيا على المستوى العالمى بمختلف القضايا، وعلى سبيل المثال، فى الأمم المتحدة تتعاون الدولتان فى مواجهة الجرائم السيبرانية ومكافحة الإرهاب، وفيما يخص دعوة مصر للمشاركة بقمة العشرين، إنما يدل على أهميتها ودورها بمختلف القضايا العالمية، كونها تعد أهم دولة فى العالم العربى، ومن الدول ذات الأدوار الرئيسية حول العالم، وأتوقع أن تصبح مصر عضوًا فى مجلس الأمن الدولى، إن تم الاتفاق على دخول أعضاء جدد.

<< ما التأثير الجيوسياسى للتعاون المصرى الروسى فى مجال الطاقة النووية بالشرق الأوسط وأفريقيا؟

- بالنسبة للتعاون فى مجال الطاقة، فهناك محطة الضبعة للطاقة النووية التى أسستها شركة روساتم الروسية، حيث تم بناء 4 مفاعلات نووية، والتى ستعزز القدرة المصرية فى توفير كمية الكهرباء اللازمة، وستمكنها من توفير الكهرباء وتحقيق فائض للخزانة المصرية، ومع نهاية العام الجارى سوف يكتمل بناء الوحدة الخامسة، وتسرع الشركة فى إجراءات البناء نظرا لتشجيعات الرئيس «السيسى».

نتطلع إلى زيارة أعداد السياح الروس فى الفترة القادمة

جيورجى بوريسينكو سفير روسيا 

تعتبر مصر هى الحليف والشريك الأساسى فى الشرق الأوسط وأفريقيا، وتعتبر البوابة الدائمة لنا فى منطقة الشرق الأوسط والقارة السمراء، حيث إن حجم التجارة مع أفريقيا يصل إلى 18 مليار دولار، وثلث هذا المبلغ الذى يصل إلى 6 مليارات دولار يمثل حجم التجارة بين مصر وروسيا، ولذلك تعتبر روسيا مصر أهم شريك لها فى المنطقة.

كما تلعب مصر دورا مهما فى أفريقيا، ومنذ 4 سنوات تم تعزيز العلاقات الروسية الأفريقية من خلال القمة الروسية الأفريقية التى تعقد بشكل سنوى برعاية الرئيس السيسى وبوتين، ونحن نثنى على مساعدة مصر للتواجد الروسى فى أفريقيا.

<< ألهم المشروع المصرى الروسى فى مجال الطاقة النووية دولاً أخرى فى الشرق الأوسط بانتهاج نفس النهج، وبعضهم تلقوا عروضا من روسيا وكوريا الشمالية وفرنسا كبديل للتكنولوجيا الأمريكية بعد اكتساب الثقة المصرية فى الحليف الروسى.. ما تعليقك؟

- أرى أن التكنولوجيا الروسية هى الأفضل فى العالم، وشركة روساتوم الروسية هى أكبر الشركات النووية فى العالم، وقد قامت ببناء 6 أو 8 مفاعلات نووية فى روسيا و20 أخرى حول العالم.

وتعد محطة الضبعة النووية هى أكبر محطة لإنتاج الطاقة النووية حول العالم على الأرض المصرية، وشركة روساتم على استعداد تام لبناء مفاعلات أخرى فى مصر عند الاتفاق على هذا البناء بين البلدين.

عضوية «بريكس» تعزز حجم نمو الاقتصاد المصرى

 

<< ما النتائج المترتبة على دعوة مصر لعضوية بريكس وتأثيرها على حجم التبادل التجارى بين روسيا والدول الأعضاء؟

- روسيا كانت داعماً قويا لمصر لحصولها على عضوية البريكس، وسوف تنعكس فوائد الدعوة على أعضاء البريكس وكذلك على مصر وروسيا، لأنها سوف تقوى التأثير والحضور لكل دولة فى التكتل على حدة وعلى المجموعة ككل.

ومع انضمام الدول الجديدة، يتضاعف ويتعاظم حجم الاقتصاد الخاص بالدول والتى توازى مجموعة السبع الكبرى، وأتوقع أن مجموعة البريكس سوف تلعب الدور الأساسى فى الاقتصاد العالمى وليست مجموعة السبع بعد ذلك، وأحد الأهداف الأساسية للتكتل هو زيادة حجم التبادل التجارى بالعملات المحلية للدول الأعضاء أو إنشاء عملة موحدة، والابتعاد عن الدولار. أن التعامل بالدولار الأمريكى كعملة عالمية لم يعد امنا، لأن واشنطن تستخدمه كأداة للضغط الجيوسياسى على مختلف القضايا الدولية، كما تؤمن مجموعة البريكس أنه لابد من وجود بديل فى تعاملاتهم التجارية حتى يتجنبوا تغيير السياسات الأمريكية من وقت لآخر، فعلى سبيل المثال سوف يكون هناك تحرير فى العلاقات التجارية بين الدول الأعضاء، كما أن عضوية مصر فى البريكس ستفتح أبواب الاستثمارات لدول الأعضاء على أراضيها.

كما أن عضوية مصر فى بنك التنمية الجديد، سوف يتيح لها الحصول على قروض لاستكمال دورة المشروعات التنموية القومية التى قامت بها منذ عدة سنوات، وعلى المستوى السياسى، سوف تتمكن الدول الأعضاء لتنمية الدول الأخرى، وخلق عالم متعدد الأقطاب.

ومن المهم أن يتم الاستغناء والتخلص من الهيمنة الغربية على النظام العالمى وتطبيق القانون الدولى، فبسبب الهيمنة الأمريكية، يحاول الغرب دائما إخضاع العالم طبقا للقوانين والقواعد التى يفرضها هم، وليس طبقا للقواعد والقوانين والعادات والأعراف لباقى دول العالم، وعلى سبيل المثال فهم يفرضون عاداتهم فى الشرق الأوسط دون مراعاة الثقافات والتقاليد والمعتقدات الدينية، فهم دائما يخترقونها.

أوكرانيا لم يكن لها وجود على الخريطة قبل ثورة 1917

 

<< روسيا تدرس إلغاء التأشيرات لعدد من الدول العربية ليس من بينها مصر.. ما تفسيرك؟

- نحن متأكدون أنه فى القريب العاجل سوف يتم التوصل إلى اتفاق بين البلدين لإلغاء التأشيرات والاستغناء عن الفيزا، كما أن هناك بعض الاعتبارات التى من شأنها لم تدخل مصر تلك المبادرة وهى الهجرة، وأؤمن أنه مع الوقت ستذهب تلك الصعوبات بالاتفاق بين البلدين، وسيكون الدخول بلا فيزا أو تصريح، فهناك علاقات قوية بين الشعبين الروسى والمصرى، حيث يعيش ملايين الروس فى مصر، وهناك زيجات مشتركة بينهم، كما يوجد 16 ألف طالب مصرى يدرسون فى روسيا.

<< ما حجم السياحة الروسية فى مصر.. وما التحديات التى تواجهها؟

- حققت مصر أكبر عدد من السياح الروس عام 2014، وبلغ عددهم أكثر من 2 مليون سائح، ولكن فى عام 2015 وقع حادث انفجار الطائرة الروسية، التى كانت متوجهة إلى شرم الشيخ من مطار سان بطرسبورج، ولكن بشأن ذلك توقفت الطائرات المباشرة بين مصر وروسيا حوالى 6 سنوات، وفى 2021 تم فتح الطيران، وفى 2022 كان يأتى 60 ألف روسى إلى مصر بشكل يومى، لكن انخفض الآن العدد، لأنه غير مسموح لبعض شركات الطيران الروسية بالتوجه إلى مصر، حيث يأتى 2000 روسى كل يوم، وإذا تم السماح للطائرات بالدخول مرة أخرى، سوف يزيد عدد السياح القادمين إلى مصر.

<< ما رأيك فى الجهود المصرية لمكافحة ظاهرة التغيرات المناخية؟

- تلعب مصر دورا هاما فى معالجة ظاهرة التغيرات المناخية، ليس فقط على المستوى الإقليمى ولكن على مستوى العالم، ونحن نقدر ما قامت به مصر من استضافة 27cop، وهذا المؤتمر ذو أهمية عالمية، ولقد رحبنا بالمبادرة المصرية لإنشاء صندوق لتمويل التعويضات ودعم الدول غير القادرة، ونحن ندعم كل النشاطات والأعمال التى تقوم بها مصر من أجل دعم وتنمية الدول النامية.

واشنطن وحلفاؤها يريدون إطالة الحرب حتى آخر جندى أوكرانى

جيورجى بوريسينكو سفير روسيا 

<< ما رأيكم فى «صندوق التعويضات والتكيف» الذى أقامته مصر فى «كوب 27»، مع العلم أن الغرب لم يفِ بوعوده فى دفع هذه التعويضات حتى الآن رغم الدعوات المستمرة فى كل المنتديات بدعم الدول المتضررة؟

- قطعت الدول الغربية على نفسها وعداً بدعم الدول النامية لمواجهة التغيرات المناخية بمبلغ 100 مليار دولار كل عام، وقد كان ذلك التزاما سياسيا للدول الغربية، ولكن يبدو أنهم ليسوا فى عجلة من أمرهم للوفاء بتنفيذ وعودهم.

ولاحظنا تراجع بعض الدول الأوروبية عن هذا الالتزام باستخدام الطاقة النظيفة والمتجددة، وعادت إلى استخدام الفحم والوقود الأحفورى مرة أخرى، ومنذ أن توقفوا عن استيراد الغاز الطبيعى الروسى رخيص الثمن، أصبحوا مجبرين على استيرادها بأسعار باهظة الثمن من أجل تدفئة مساكنهم وتشغيل مصانعهم. مما يساهم فى رفع التكلفة عليهم.

<< ما هى المقومات التى تراهن عليها روسيا لتحول مصر إلى مركز لوجستى عالمى لتصدير الحبوب؟

- نبعت هذه الثقة من أن روسيا تعتبر المصدر الأساسى لحبوب القمح لمصر، حيث تصدر موسكو 6 ملايين طن من القمح كل عام، وفى نهاية السنة الزراعية صدرت روسيا إلى مصر 8 ملايين طن، وهذه الكمية غطت 80% من الاحتياج المصرى لحبوب القمح.

وحاولت الدول الغربية أن توقف وتعرقل تصدير الحبوب، وأرادت أن ينفجر ويسود الجوع فى مصر والدول الأخرى التى تستورد القمح من روسيا، حيث منعوا سفنهم التى كانت تصدر القمح الروسى من المرور إلى الموانئ المصرية.

 دول الغرب فشلت فى إيقاف التبادل التجارى بين مصر وروسيا

 

وقد أخرجت الدول الغربية روسيا من نظام سويفت للتبادل المالى، ومنعت أيضاً البنوك الغربية للتعامل مع موسكو بالدولار الأمريكى، وهو ما يمنع التبادل الروسى للمنتجات الزراعية والمحاصيل الغذائية مع دول العالم. ومن هنا يمكننى أن أقول إن الدول الغربية منعت روسيا من تصدير الحبوب إلى مصر وباقى دول العالم.

ومثلت العقوبات الغربية لُب وأساس الأزمة الغذائية العالمية وليس الأعمال العسكرية التى تقوم بها روسيا الآن، كما لم تؤثر العملية العسكرية فى أوكرانيا على حجم التجارة فى البحر الأسود الذى تقوم من خلاله السفن بتصدير المنتجات الروسية إلى مصر وباقى دول العالم. وقد حقق الحصاد الروسى للقمح إنتاجاً غير معتاد عن السنوات الماضية.

وحدثت أزمة الغذاء بسبب الأزمة الاقتصادية التى خلقها الغرب بسبب العقوبات التى وقعتها على روسيا، ولكنها فشلت فى إيقاف التجارة المتبادلة بين روسيا ومصر، وتمكنا من إيجاد طرق أخرى للخروج عن النظام الغربى لاستكمال التبادل التجارى مع مصر، ولذلك تعتبر روسيا أكبر داعم ومصدر للحبوب إلى مصر، كما أننا يمكننا أن نقدم كميات أخرى لأصدقائنا المصريين من القمح.  

<< الغرب يزعم أن انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب يؤدى إلى تجويع العالم، ويتهمها باستخدامه كسلاح فى حربها على أوكرانيا.. فما حجم التأثير الحقيقى من انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب على الأمن الغذائى العالمى؟

- لا يوجد تأثير أبدا، الأسعار كما هى منذ أن كانت منذ شهرين، ليست روسيا من تسببت فى أزمة الغذاء العالمية ولكنها أوكرانيا، حيث تبلغ الكمية التى تقوم أوكرانيا بتصديرها إلى الدول النامية 3% من تلك الاتفاقية، وهذا القمح التى تصدره أوكرانيا إلى تركيا وأوروبا هو مقابل الأسلحة التى تحاربنا به، كما أن حجم القمح التى تصدره أوكرانيا إلى مصر يبلغ 4 إلى 5 آلاف طن فقط ولكن بالمقارنة يبلغ 8 ملايين طن.

<< ما هى شروط موسكو للعودة إلى اتفاق الحبوب؟

- ببساطة نريد أن تتحقق كل الشروط والالتزامات التى تنص عليها الاتفاقية على المستوى العالمى، لأن هذه الاتفاقية تنقسم إلى جزأين، جزء يسرى على أوكرانيا، والآخر على الجانب الروسى، وتم الوفاء بالجزء الخاص بأوكرانيا، ولم يتم الاتفاق على الجزء الخاص بروسيا.

وتشترط روسيا رفع العقوبات التى تم فرضها من قبل الحكومات الغربية، كما أنه تم التنسيق بين مصر وروسيا لإيجاد طرق أخرى لاستكمال التصدير على المستوى الجغرافى، ولكن هذا الأمر لا يسرى على دول وسط وجنوب أفريقيا، لأننا لكى نصدر منتجاتنا، لابد من أن تعبر سفنا إلى أوروبا أولا لتصل إلى هناك، حيث منع الغرب وصول السفن إلى الموانئ الروسية ومنعوا السفن الروسية للوصول إلى موانئهم.

ولإعادة التصدير وطرق التجارة مع روسيا لابد من إزالة العقوبات، حيث تم احتجاز 200 ألف طن من السماد الروسى لمدة عامين فى موانئ روتردام الهولندية، وكان من المفترض أن يتم تصديرهم إلى بعض الدول الأفريقية ولكن تم الاحتجاز عليهم، وبالتالى فإن إزالة العقوبات كان من ضمن شروط تلك الاتفاقية ولكن لم يتم الالتزام به.

<< ما حجم الحصاد الروسى من الحبوب خلال 2023 وما الكمية التى خصصتها للتصدير لأفريقيا؟

- لا يوجد لدينا حدود للكميات التى نصدرها للدول الأفريقية هذه السنة، ولكن روسيا حصدت 150 مليون طن من الحبوب العام الماضى، منها 100 مليون طن من القمح فقط، و55 مليون طن كان من المفترض تصديرها، ومصر تستورد 12 مليون طن سنويا، ونستطيع أن نصدر تلك الكمية بالكامل لمصر.

<< حدثنا عن آخر تطورات الصراع العسكرى الأوكرانى؟

- الصراع مستمر، حيث تريد الدول الغربية أن يطول إلى أكبر فترة ممكنة، ومعظم العمليات العسكرية تتم على الأراضى الروسية، حيث إن أقاليم دونيتسك ولوغانيسك وخيرسون وزاباروجيا أساس ميادين الصراع العسكرى، وتعد من ضمن الأراضى الروسية، ولكنها ما زالت محتلة من القوات الأوكرانية المدعومة من الغرب، وما زلنا على الإصرار التام لتحرير أراضينا.

وتريد أمريكا والحكومات الغربية كسر شوكة روسيا كونها لا تريد استمرارية السيطرة الغربية على العالم. ولذلك فهم يستمرون فى الدعم العسكرى لأوكرانيا حتى الآن، حيث زاد الغرب من نقل الدبابات وأنظمة الصواريخ المضادة والهجومية لأوكرانيا، ولكن قواتنا قامت بتدميرها بالكامل، وأؤمن بأن الصراع سيطول إلى فترة أكبر وسنحقق انتصارا، ولكن لا أعلم متى يتم تحقيق ذلك.

<< منذ بدء الهجوم المضاد.. تلقت موسكو عدة هجمات أوكرانية بالطائرات المسيرة.. بم تفسر ذلك؟

- تحاول القوات الأوكرانية أن تهاجم موسكو بمختلف الأسلحة من بينها المسيرات، لكن لا أعتقد أن هذه المسيرات تحقق اى نتائج، بغض النظر انها أصابت بعض المواقع الروسية، كما أن ارسال الدول الغربية الأسلحة إلى أوكرانيا ما هو إلا إظهار عدم قدرتها على مواجهة الأسلحة الروسية، وذلك أثر على سمعة الأسلحة الغربية ومن بينها دبابات ليوبارد التى يظنون أن السعودية تشتريها، ولكنها تدمرت بالكامل على الأرض الروسية أثناء العملية العسكرية، وهذا ينطبق على الدبابات الفرنسية والألمانية.

<< ما حجم المساحة التى سيطرت عليها روسيا من الأراضى الأوكرانية؟

- كل المواجهات العسكرية تتم على الأراضى الروسية، وهذه الأراضى تنتمى لروسيا طبقًا للدستور، وقامت بالتصويت العام الماضى للعودة إلى دولة روسيا مرة أخرى، فنحن لم نحتلها ومستمرون فى تحرير أراضينا.

أوكرانيا لم تكن موجودة قبل ثورة 1917، فهى لم تكن دولة، حيث كانت عاصمة روسيا الكبرى، ولقد قام البرلمان الأوكرانى منذ عدة سنوات بسن قوانين لتدمير كل التراث الروسى الموجود فى أوكرانيا، وكان هذا التصرف نوعا من الانتحار، حيث إنهم بهذه الطريقة يمحون ذاتهم بأنفسهم.

الشعبان الروسى والأوكرانى هما نفس الناس ونفس الأشخاص، حيث إن كلمة أوكرانيا بالروسية تعنى أرض الحدود، فهى تمثل الحدود الوطنية لنا مع بولندا، كما أنها كانت عاصمة لروسيا قبل أن يقوم البولنديون أن يحتلوها قبل 3000 سنة.

إن الحرب لم تبدأ فى فبراير 2022 كما تزعم أوكرانيا، ولكن بدأت فى أبريل 2014، أى منذ 8 سنوات، عندما بدأت القوات الأوكرانية بالهجوم على منطقة دونباس التى رفضت أن تنضم إلى أوكرانيا، ومنذ ذلك الحين تقع دونباس تحت القذف النارى الأوكرانى.

وفى 2021، طلبت روسيا من أمريكا والناتو الجلوس على طاولة المفاوضات لوضع اتفاق يضمن الاعتبارات الأمنية لروسيا، وطلبنا عدم انضمامها إلى الناتو، ولكنهم رفضوا، وقالوا أن الناتو حلف دفاعى، وهذه ادعاءات كاذبة، حيث يتواجد الحلف فى بولندا وإستونيا على بعد 130 كيلو مترًا فقط من سانبترسبرج الروسية، وهذا يؤكد تواجده الهجومى على روسيا.

<< يقال إن موسكو تجند أفرادا من دول أجنبية للقتال أمام أوكرانيا مقابل الدولارات.. ما رأيكم؟

- ليس لدينا أى برنامج أو خطة لتجنيد أجانب مع القوات الروسية، وأعلم أن هناك متطوعين يحاربون جنبًا إلى جنب مع الروس، وعلى سبيل المثال لايمكننى أن أمنع المصريين أن يحاربوا معنا ضد أوكرانيا.

نحن حريصون على الجنود الروس، ولا نضحى بهم، لذلك نتحرك فى العملية العسكرية ببطء، وهو نفس الوضع فى أوكرانيا لا نريد أن نوقع ضحايا هناك. روسيا تدمر البنية التحتية ليلا، حيث لا يوجد وقتها أى أفراد بتلك المناطق، وذلك لتجنب وقوع أى ضحايا أو خسائر بشرية فى أوكرانيا، ورغم ذلك فالإعلام الأوكرانى يروج ويزعم أن هناك ضحايا بالآلاف، ولكن الصحيح يمكن أن يحدث ضحية واحدة بين القبائل، ولم يقذف الجيش الروسى الأماكن المأهولة بالسكان، فمن يقوم بقذف المناطق السكانية القوات الأوكرانية، حتى تلصق التهمة بالقوات الروسية. وهذه الامور لاحظوها الصحفيون الغربيون.

<< أمريكا ترسل لأوكرانيا ذخيرة نووية وتحذر دول مثل كوريا الشمالية والصين وإيران من دعم موسكو.. بم تفسر ذلك، وكيف تتعامل روسيا مع ذلك الدعم الغربى؟

- الغرب يزعم أن روسيا تستخدم الأسلحة النووية فى أوكرانيا، وما ذلك إلا دعاية تضليلية، كما أنه يوجد تناقض بين التصريحات الغربية والأفعال، فهم يسلمون أسلحة مخصبة باليورانيوم إلى أوكرانيا وهى أسلحة نووية، ويحذرون روسيا من استخدامها، حيث إن استخدام الأسلحة المخصبة باليورانيوم تقوم بتدمير التربة المستخدمة فيها، مثلها مثل القنابل الذرية، وهى محرم استخدامها تمام على جميع الدول طبقًا للقوانين الدولية.

إن الغرب يمد أوكرانيا بتلك الأسلحة لقتل أكبر عدد من الروس، ولكن هذه الدول وأصدقاء أوكرانيا سوف يدفعون الثمن غاليًا على هذه الأعمال.

<< شروط موسكو لوقف الحرب منذ بداية الصراع اختلفت منذ البداية وبين التطورات الأخيرة.. فما شروط موسكو للعودة إلى طاولة المفاوضات؟

- الشروط الروسية بسيطة وأعلنا عنها منذ بداية الصراع، لابد من خروج القوات الأوكرانية من الأراضى الروسية، ووقف الدعم العسكرى الغربى لأوكرانيا، ولا بد من التوقف لدعم أى نزاعات أو جماعات عنصرية فى أوكرانيا وتقديم كافة الضمانات للأمن الروسى، روسيا على أتم الاستعداد للتفاوض، ولكن الجانب الأوكرانى يرفض.

وفى العام الماضى وضع الرئيس الأوكرانى «زيلينسكى» إجراءات بمنع التفاوض مع روسيا، وبادرت روسيا فى مارس 2022 بالجلوس على طاولة المفاوضات مع الرئيس الأوكرانى ولكن عاد زيلينسكى للتشاور مع أمريكا ونصحته بالاستمرار فى القتال.

<< الصراع إلى أين؟.. مع العلم أن الرئيس بايدن صرح منذ أيام بأن الحرب مستمرة لآخر مواطن أوكرانى؟

- بالفعل، تعبر تصريحات بايدن عن نوايا أمريكا وحلف الناتو باستمرار الحرب لآخر جندى أوكرانى، فهم لا يهتمون بأوكرانيا بحد ذاتها، ولكن يريدون تحقيق مصالحهم الشخصية، كما أنه إذا انتهى الجنود الأوكران سيقومون بإرسال البولنديين. فهم سعداء بأننا نقاتل بعضنا البعض «الشعب الروسى والأوكرانى».