رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

لا يزال البابا فرنسيس، بابا الڤاتيكان قادرًا على إثارة الإعجاب بما يقوله وبما يحاول أن يفعله، ولا يزال يتنقل حول العالم رغم أنه تجاوز الثمانين بست سنوات.. وعندما وصل مدينة مرسيليا الفرنسية ٢٢ من هذا الشهر، كان يتكئ على أحد مرافقيه، وكان قد وصل من أجل لقاء مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، وكانت هذه هى الرحلة الخارجية رقم ٤٤ منذ أن صار على رأس الڤاتيكان فى ٢٠١٣. 

وإذا كان قد قاوم عدم قدرته على الحركة متكئًا على رجل يرافقه، فلا نزال نذكر كيف أنه كان قد وصل العاصمة البحرينية المنامة فى نوڤمبر من السنة الماضية، وكيف كان وقتها قد حضر فوق كرسى متحرك ليشارك فى لقاء دينى رفيع، وكان قد جاء يشارك الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب حضور اللقاء. 

هذه المرة فى مرسيليا كان منشغلًا بقضية المهاجرين غير النظاميين الذين يبتلعهم البحر المتوسط، وكان قد ذهب يخاطب القارة الأوروبية كلها فى القضية، وكان المعنى الذى راح يكرره أن هؤلاء الذين يقصدون أوروبا من المهاجرين ليسوا غزاة كما يحاول بعض الأوربيين تصويرهم. 

فالمهاجرون فى تقديره بشر لهم كرامة إنسانية، ومجيئهم إلى القارة العجوز ليس بغرض الغزو ولا الاستعمار، ولا شيء من هذا القبيل أبدًا، لأنهم أشخاص هاربون من الحروب فى بلادهم، ومن الفقر، ومن الجوع، ومن سوء الحال، ولا يرغبون إلا فى فرصة عمل تحفظ عليهم إنسانيهم المهدرة على طول الطريق من بلدانهم إلى شاطئ أوروبا. 

هذه طبعًا نظرة إنسانية من رجل دين يمكن أن يوصف بأشياء كثيرة، ولكن أهم ما فيه أنه صاحب قلب كبير. 

وهو لا يترك مناسبة تمر إلا ويقول فيها إن وجوده على رأس الكنيسة الكاثوليكية يضع على كاهله مسئولية، وإن هذه المسئولية إنسانية فى الأول وفى الآخر، لأنها لا ترأف بالذين يتبعون الكنيسة فقط، وإنما تحنو على كل إنسان وبصرف النظر تمامًا عن الدين الذى يعتنقه. 

من أجل ذلك أطلق صيحته من مرسيليا إلى أوروبا، فقال إن حُسن استقبال المهاجرين فى أرض القارة واجب حضارى وإنسانى.. وحين أطلق هذه الصيحة فإنه كان نموذجًا لرجل الدين الذى يتسع قلبه للعالم.