في مسيرة وطنية طويلة ومليئة بالتحديات، تظل شخصية فتحي رضوان علامة مضيئة في سماء العمل السياسي والحقوقي في مصر. الرجل الذي جمع بين القانون والسياسة، بين الفكر والنضال، ترك بصمة لا تمحى في مسيرة الحركة الوطنية والحياة السياسية المصرية المعاصرة.
فتحي رضوان لم يكن مجرد محام يمارس دوره داخل قاعات المحاكم، ولكنه كان روحا متقدة تتنفس الحريات، وصوتا لا يهدأ من أجل العدالة والكرامة.
لقد عرفنا فتحي رضوان من خلال دوره النشط في حزب الوفد، حيث لم يكتف بالعضوية أو المشاركة الشكلية، بل كان دائما في قلب الحدث، يخطط ويشارك في تنظيم الهياكل البرلمانية للحزب، ويسعى لتجسير الهوة بين الفكر السياسي والعمل الميداني.
كان يؤمن بأن السياسة ليست مجرد منافسة على المناصب، بل هي أداة لتحقيق تغيير حقيقي في حياة الناس، وأن العمل السياسي الحقيقي لا يكتمل إلا إذا كان متقاطعا مع الدفاع عن الحقوق والحريات.
ما يميز فتحي رضوان هو الجمع بين المهنية القانونية والنشاط السياسي النزيه، فقد كان يرفع شعار الحريات القانونية والسياسية، مدافعا عن الحقوق التي قد يظن البعض أنها صعبة المنال.
وفي كل موقف، كان يحاول أن يحقق التوازن بين القوانين والضمير، بين النصوص القانونية وروح العدالة، كان يعلمنا أن الدفاع عن الحريات ليس مجرد شعارات تلقى في المناسبات، بل هو ممارسة يومية تتطلب شجاعة والتزاما لا يتزعزع، وأن كل خطوة صغيرة نحو العدالة تساهم في بناء مجتمع أكثر إنصافا.
بالحديث عن الإرث الذي تركه فتحي رضوان، نجد أنه لم يترك أثرا سياسيا فقط، بل أثرا إنسانيا عميقا في نفوس من عملوا معه وتعلموا على يديه، إنه مثال للشخصية البارزة التي تستطيع أن تجمع بين الفكر والعمل، بين الحماس والرصانة، بين الطموح والالتزام.
لقد أدرك أن السياسة ليست غاية في حد ذاتها، بل وسيلة لخدمة الوطن والناس، وأن كل جهد يبذله في هذا الطريق هو جزء من مسيرة طويلة نحو مجتمع أكثر عدلا وحرية.
وعندما نتحدث عن فتحي رضوان، لا يمكن أن نغفل الجانب الحقوقي في شخصيته، فقد كان من المدافعين الشرسين عن حرية الرأي والتعبير، وعن حقوق الأفراد في المشاركة السياسية.
لقد كان يؤمن بأن الحقوق ليست منة من أحد، بل هي حق طبيعي لكل إنسان يعيش على أرض هذا الوطن، ومن هنا، تجلى دوره في تنظيم النشاط الحقوقي والبرلماني، والعمل على بناء هياكل حزبية قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق التغيير الإيجابي.
ما يجعل فتحي رضوان نموذجا يحتذى به هو صموده أمام الصعوبات والتحديات، وإيمانه العميق بأن الوطن يستحق التضحية والعمل الجاد.
لم يكن يسعى للشهرة أو المناصب، بل كان هدفه خدمة المجتمع وتحقيق العدالة، ومن هذا المنطلق، نجد أن حياته ودوره السياسي والحقوقي يمثلان درسا حقيقيا لكل من يريد أن يعمل في السياسة بروح وطنية صادقة.
يظل فتحي رضوان رمزا للعمل الوطني الحقوقي والسياسي، رجلا جمع بين العقل والقلب، بين المبدأ والممارسة، بين القانون والعدل، قصته تذكرنا دائما بأن الوطن يحتاج إلى أشخاص يمتلكون الشجاعة والالتزام والرؤية، وأن الحريات والحقوق ليست كلمات على الورق، بل هي أفعال وجهود مستمرة تبني مجتمعا أفضل.
فتحي رضوان، بهذا الإرث الكبير، يظل مصدر إلهام لكل من يسعى إلى أن يكون جزءا من حركة التغيير في مصر، وأن يثبت أن السياسة الحقيقية والعمل الحقوقي هما طريق واحد نحو وطن كريم وعادل لكل أبنائه.