رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

إطلالة

تحتفل الأمة الإسلامية بعد يومين بمولد الحبيب المصطفى محمد (صلى الله عليه وسلم)، والذى يحل موعده يوم الأربعاء 27 سبتمبر الموافق 12 ربيع الأول 1445. والجميل هو أن الأمة الإسلامية فى جميع أنحاء العالم يدخل فى قلبها السعادة والسرور فى هذا اليوم الذى يذكرنا بموعد قدوم الحبيب للدنيا. الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، الذى جاء لينير لنا الطريق فى الدنيا ويكون سببًا فى رحمة الله علينا فى الآخرة بشفاعته لنا.

فهو الرسول الوحيد الذى يشفع لأمته يوم الحساب راجياً من المولى عز وجل أن يدخلنا الجنة.

وضع الحبيب أسسًا فى كل الأشياء فلم يترك كبيرة أو صغيرة إلا وتحدث عنها وعلمنا كيف نتصرف فى أمور الحياة بأكملها بالطريقة التى ترضى الله عز وجل. ولو التزمنا بما دعانا إليه من مكارم الأخلاق لكانت الحياة والدنيا فى مكان آخر.

تلقى الرسول (صلى الله عليه وسلم)، شتى أنواع العذاب والأذى على أيدى كفار قريش، ومع ذلك استمر فى تبليغ الرسالة والدعوة إلى الإسلام دون كلل أو تراجع، وحبه لنا دون أن يرانا وإشفاقه علينا من النار وعذابها، يجعلنا نحبه أكثر من حبنا لأهل بيتنا. 

تعلق قلبى بحب النبى الكريم بشكل فاق الحدود وكان كل أملى فى الحياة هو أداء فريضة الحج كى أزور حبيبى وأقف أمامه فى الروضة الشريفة. وكتب لى الله أن أذهب للحج، وكان حجًا سريعًا ونزلت بمكة مباشرة فى البداية، وبدأنا مناسك الحج، وفى آخر يوم من المناسك أصبت بمرض شديد يشبه الكورونا بأصعب حالاتها، وكنت بين الحياة والموت، وتم احتجازى بالمستشفى وأنا فى حالة سيئة للغاية وعلمت أن المجموعة التى أقوم معها بالمناسك سوف تذهب إلى المدينة فى الصباح الباكر لزيارة الحبيب، لأداء صلاة الظهر هناك والعودة بعد صلاة العصر مباشرة. بمجرد علمى بذلك أصررت على الخروج من المستشفى لزيارة حبيبى. وبالفعل خرجت مع الفوج المصاحب لى فى الرحلة وأسرعت تجاه باب الروضة للدخول، وكانت المفاجأة التى نزلت على رأسى كالصاعقة، وهى أن موعد السيدات للدخول يكون فجرًا فقط، وأصبت بحالة انهيار كامل فى المكان، كيف يكون بينى وبينه خطوات ولا أستطيع زيارته؟! وشعرت بحزن شديد لم أشعر به من قبل حتى فى وفاة أمى وأبى. حاول وجدى زوجى أن يهون علىّ الأمر بالإشارة إلى مكانه من بعيد حتى أنظر إليه وأهدأ لكننى كنت أزداد حرقة لاشتياقى للدخول والوقوف أمامه. قمت بعدة محاولات للدخول ولكن القرارات صارمة لا تنازل عنها، واقترب منى أحد الشيوخ وأنا أبكى فى انهيار وهمس لى قائلا: «تفتكرى انت عملت فى نفسك كل ده وتتمزقين من أجله فهل تتخيلين أنه الان لا يشعر بكل ما تفعلينه فقد وصل إليه ما أنت فيه الآن فقلبه معك فلا تحزني». توقفت قليلاً عن البكاء ولكن كان قلبى يحترق من الداخل، وأنا أقف عاجزة لا أعرف كيف أتصرف. وصعدنا الى الاتوبيس الذى يعود بنا وقبل أن يخرج من المكان وأنا أنظر من فوق الكوبرى على المنبر الخاص بالرسول إذا بى أذهب إلى حضن الحبيب وهو يطبطب على ظهرى، فقد أراد أن يخرجنى من عنده مجبورة الخاطر ولا يكسر بخاطرى، إلى الآن لا أعرف هل قد غفلت عيناى وشاهدت هذه الرؤيا أم ماذا حدث، لا أستطيع أن أصف أو أجزم بما حدث، لكن كل ما أعرفه هو أنه تحول شعور الحزن والانكسار من داخلى إلى فرحة لم أشهد من قبلها ولا بعدها فرحة، وانتابنى حنين إليه يفوق العادى، لدرجة أننى عندما أتحدث عن هذا الموقف تغلبنى دموع الاشتياق.