رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

النقد بالسخرية والفكاهة.. الشعر الحلمنتيشى

مضت اللغة العربية- بجناحيها الفصيح والعامى معبرة عن مجتمعاتها وعصرها، وعلا صوت الشعر الحلمنتيشى ناقدا ومتهكما، ساخرا متفكها، وكان من أعلامه فى عصرنا، كما قدمنا، ياسر قطامش الشاعر الذى ولد فى 28/12/1960 مشدودا إلى الشعر منذ نعومة أظفاره، وهو فى المرحلة الإعدادية، فالثانوية، يحاوره، ويداعبه، ويروض القول، كما عبر البارودى، محاولا التعلم والتدرب، متلقيا عن أساتذته، وعن مصادر قراءته، وحفظه، وعن الشعراء القدامى والمعاصرين، وعن النقـاد.

 تنبع شعرية السخرية من المفارقة التى تنبع- بدورها- من علاقة ذهنية لفظية إلى جانب العلاقة النغمية، هى تقتضى من الأديب الساخر يقظة ذهن، وحضور بديهة، فكأنه لاعب ماهر يلعب بالكلمات، دائراً حول المعنى الخفى المقصود، والظاهر غير المقصود، أو المعنى العميق والمعنى السطحى، فى إطار العلاقة بين المرسل والمستقبل، أو المتلقى فيما يشبه الشفرات السرية بينهما خلف ستار شفاف تتبدى من ورائه أهداف السخرية والتهكم، وبذلك فإن فيها من ملامح الشعر الهجائى، وفيها من ملامح شعر النقائض، وفن «الجروتسيك» الذى يعتمد على الإغراب والإضحاك، وإظهار التناقض والتعارض، ويتظاهر المرسل كالضحية، أو المضار، البرىء، أو الشاكى المتبرم حسن النية. بل قد يبدو كأنه الضحية، إن لم يكن هناك ضحايا غيره.

وتبدو السخرية والتهكم منذ العنوان، كما يبدو فى عناوينه: الشاعر طبيب تجميل، وكارت شحن عاطفى، ومخلوع مخلوع ياقلبى، وزوبة الأروبة، وزوجتى البسطرمة، وحبوب منع الشعر، وعلى رأسها ما عنونه بـ(خــروفيـات)، ومنها: خروف الأحلام، وخروف للإيجار، والخروف المروشن، والخروف المثقف، وحقيبة قلبى، وفيها ذكريات حب الطفولة، والمرحوم قلبى، والبحث عن الحب، وحالة حب، وسنة أولى حب، وامتحان عاطفى، وكارت شحن عاطفى، وإنى أتكلم فى المحمول، أو مع التليفزيون: فى عنوان: موجز الأخبار، وفى مقهى الفيديو كليب، وسيرك الشيطان.

وكان ذلك تنمية واستمراراً لما قدمه، من قبـل فى دواوينه من شعر سياسى، يضاف إلى شعره الاجتماعى، ومنه: نقد موقف قيام أمريكا بضرب قندهار ومدن أفغانستان بحجة البحث عن الإرهاب، ورسالته إلى المستر بوش الابن حين تحرش بالعراق، واحتله بمزاعم واهية، وقصيدته صباح الخير يا بغداد، وإنى أحبك يا عراق، وقصائده عن فلسطين، وشارون.

وفى ساعة لقلبك مع عبدالناصر2013، أعرب فى مقدمته عن رغبته القديمة فى توثيق تاريخ مصر بأسلوب عصرى يتناسب، كما قال: (مع عصر جوجل والفيس بوك ويوتيوب وتويتر)، فى أسلوب مرح، موجز، تنمية لكتبه السابقة (حكاوى الولد الغلباوي)، و(مصر صور لها تاريخ) الذى أعاد فيه رؤية تاريخ مصر خلال مائتى عام (1805ـ2005) بطريقة غير تقليدية، و(فنجان قهوة مع أفندينا)، من الخديو إسماعيل وخلفائه، وكتابه الرابع (عشرة طاولة مع الملك فاروق).

 

عضو المجمع العلمى وأستاذ الأدب والنقد بجامعة عين شمس