لتعزيز الابتكار ومواكبة متطلبات العصر
الجامعة العربية تؤكد أهمية إطلاق الاستراتيجيات الوطنية للملكية الفكرية
أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن الكثير من الدول الأعضاء بالجامعة تعمل على المضي قدمًا في إطلاق الاستراتيجيات الوطنية للملكية الفكرية من أجل تعزيز الابتكار بما يتماشى مع متطلبات العصر الحالي، داعية الدول العربية التي لم توقع على اتفاقية مستوى الخدمة لدى المنظمة العالمية للملكية الفكرية" الويبو" بشأن إنشاء مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار بالقيام بذلك لكي تنضم الى الشبكة العربية لمراكز دعم التكنولوجيا والابتكار.
جاء ذلك في كلمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في الاجتماع الـ11 للجنة الفنية للملكية الفكرية اليوم الأربعاء، والتي ألقتها وزير مفوض الدكتورة مها بخيت مدير إدارة الشئون القانونية ووحدة الملكية الفكرية والتنافسية بالجامعة وذلك بحضور ممثلي ومديري مكاتب الملكية الفكرية بالدول العربية.
قالت الدكتورة مها بخيت، أمام الاجتماع الذي يستمر على مدى يومين بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية: "إنه فيما يخص شبكات دعم التكنولوجيا والابتكار بالمنطقة العربية، فإن الدول العربية لديها الكثير من هذه المراكز ويجري اتخاذ الإجراءات لدى عدد من الدول العربية لإنشاء شبكات وطنية للابتكار بها"، مشيرة إلى أن هناك 12 دولة عربية وقعت على اتفاقية الويبو بشأن إنشاء شبكات دعم التكنولوجيا والابتكار.
أضافت: "أن قسم البلدان العربية بالمنظمة العالمية للملكية الفكرية يدعو الدول العربية التي لم تقم بالتوقيع على اتفاقية مستوى الخدمة لدى "الويبو"، بشأن إنشاء مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار بالقيام بذلك لكى تنضم إلى الشبكة العربية لمراكز دعم التكنولوجيا والابتكار، والتي أطلقتها المنظمة العالمية للملكية الفكرية تحت رعاية جامعة الدول العربية، ويجري حاليًّا التنسيق بين الجانبين في هذا الشأن".
أوضحت أنه في إطار الانضمام إلى المعاهدات والاتفاقيات التي تديرها المنظمة، هناك تقدم ملحوظ في انضمام عدد كبير من الدول العربية في معظم هذه الاتفاقيات.
دعت الدكتورة مها بخيت إلى تنسيق الجهود والمشاركة الفعالة في المؤتمرين الدبلوماسيين المقرر عقدهما في عام 2024 وفقًا للقرار الذي تم اتخاذه العام الماضي في الجمعية العامة للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، بشأن إبرام واعتماد "معاهدة قانون التصاميم" وكذلك إبرام صك قانون دولي بشأن حماية الموارد الوراثية والمعارف التقليدية.
أشارت إلى أن الدول الأعضاء بالمنظمة العالمية للملكية الفكرية، احتفلت هذا العام بالذكرى السنوية العاشرة لمعاهدة مراكش لتيسير النفاذ إلى المصنفات لفائدة معاقي البصر، والتي تعد من أكثر معاهدات "الويبو" الأسرع تقدمًا، وفى طريقها لأن تصبح معاهدة عالمية، وذلك وفقًا لتصريحات دارين تانج المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية في اجتماعات الجمعية العامة التي عقدت في يوليو الماضي.
هنأت "بخيت" المملكة العربية السعودية بمناسبة إعلان المنظمة العالمية للملكية الفكرية اعتماد تعيين الهيئة السعودية للملكية الفكرية كهيئة للبحث والفحص التمهيدي الدولي في إطار معاهدة التعاون بشأن براءات الاختراع (PCT/ISA/IPEA) بإجماع جميع أعضاء المنظمة (193 عضوًا) كثاني مكتب بحث وفحص دولي يدعم اللغة العربية؛ ما يتيح لمقدمي طلبات براءات الاختراع الدولية في الدول الأعضاء اختيار الهيئة السعودية للملكية الفكرية كأحد هيئات البحث الدولية المعتمدة لدى المنظمة العالمية للملكية الفكرية لإصدار تقرير البحث لطلبات براءات الاختراع الدولية.
قالت: "إن جدول أعمال الاجتماع الـ11 للجنة وجدول أعمال اللجان الفرعية يتضمن عقد اجتماع للجنة الفرعية للملكية الصناعية واللجنة الفرعية لحق المؤلف والحقوق المجاورة، كل على حدة، إذْ يعقد الاجتماع الرابع للجنة الفرعية للملكية الصناعية والاجتماع الرابع للجنة الفرعية لحق المؤلف والحقوق المجاورة لمناقشة التقدم المحرز في عمل تلك اللجان.
أضافت أن جدول أعمال اللجنة الفرعية للملكية الصناعية يتضمن مناقشة آليات إعداد وثيقة عن واقع الملكية الصناعية، وكذلك بند الشبكة العربية لمراكز دعم التكنولوجيا والابتكار في المنطقة العربية، أما بالنسبة للجنة الفرعية لحق المؤلف والحقوق المجاورة فسيتم مناقشة استكمال إعداد مسودة دراسة عن واقع حق المؤلف والحقوق المجاورة، والتي بدأها فريق العمل المشترك المكون من ( تونس - العراق - المملكة المغربية) بالإضافة إلى مناقشة التحديات التي تواجه واقع حق المؤلف والحقوق المجاورة بالدول العربية.
تابعت: "نحن مجتمعون اليوم، مواصلة للجهود التي بدأناها منذ بدء أعمال اللجنة الفنية للملكية الفكرية بموجب القرار الوزاري الصادر عن الدورة 57 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي عام 2016"،مشيرة إلى أن الدورة 112 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري التي عقدت خلال الفترة 27 – 31 أغسطس الماضي بحضور وزراء الاقتصاد والتجارة العرب وافقت على تقرير وتوصيات الاجتماع العاشر للجنة الفنية للملكية الفكرية.
وقالت: "إننا نتابع عن كثب التقدم الملموس في منظومة الملكية الفكرية بالكثير من الدول العربية وتطوير البنية التحتية لمكاتب الملكية الفكرية بها والنهوض بفروع ومجالات الملكية الفكرية كافة"، مشيرة في هذا الإطار إلى أن مجال تطوير النظم القانونية وتشريعات الملكية الفكرية في الكثير من الدول العربية مثل تونس، ودول مجلس التعاون الخليجي، والعراق، وفلسطين، وليبيا، والمملكة المغربية.
أضافت أن الأمانة العامة للجامعة العربية ترحب بأية اقتراحات أو موضوعات خلال اجتماعنا اليوم من أجل إثراء عمل اللجنة وتعزيز دورها.
يتضمن جدول أعمال الاجتماع متابعة تنفيذ توصيات اللجان الفرعية (اللجنة الفرعية للملكية الصناعية، واللجنة الفرعية لحق المؤلف والحقوق المجاورة)، ومناقشة آليات إعداد وثيقة عن واقع الملكية الصناعية بالدول العربية، ومناقشة موضوع الشبكة الإقليمية لمراكز دعم التكنولوجيا والابتكار في المنطقة العربية، والتباحث حول التحديات التى تواجه واقع حق المؤلف والحقوق المجاورة بالدول العربية وسُبل مواجهتها، واستكمال إعداد مسودة دراسة عن حق المؤلف والحقوق المجاورة.
يهدف الاجتماع إلى مواصلة الجهود وتنسيق العمل العربي المشترك في مجال الملكية الفكرية منذ بدء أعمال اللجنة الفنية للملكية الفكرية بموجب القرار الوزاري الصادر عن الدورة 57 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي عام 2016.
تتكون اللجنة الفنية للملكية الفكرية من المسئولين الحكوميين عن مكاتب الملكية الفكرية بالدول العربية (مكاتب الملكية الصناعية ومكاتب حق المؤلف والحقوق المجاورة) وهي اللجنة المسئولة عن وضع قواعد للتعاون بين الدول العربية في مجال حماية حقوق الملكية الفكرية وتعزيز الوعي العربي فيما يتعلق بموضوعات الملكية الفكرية وتشجيع الابتكار.