عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عند الحديث عن نقطة البداية لتقدم أى دولة وتطورها، فإن نظامها التعليمى يأتى على رأس الأولويات والاهتمامات، مما يستدعى منَّا جميعًا وقفة جادة ومسؤولة وإرادة حقيقية لإعادة ترتيب المنظومة التعليمية بالكامل.

مؤخرًا وخلال الأسابيع الماضية، طفحت على السطح مشكلة كبيرة، متمثلة بالكتب الخارجية لطلبة المدارس فى مختلف المراحل، حيث بدأت مبكرًا، منذ بداية أغسطس الماضي، فى فترة الاستعدادات للعام الدراسى الجديد 2023/2024.

منذ ذلك الحين، بدأت رحلة العذاب مع حجز وبدء الدروس الخصوصية لجميع المراحل، ومعها معاناة الأسر وأولياء الأمور والطلبة مع «التنقيب» و»البحث» عن الكتب الخارجية، التى أصبحت «شحيحة» و»نادرة» فى الأسواق.

أزمة الكتاب الخارجي، أضيفت لأزمات التعليم المتكررة كل عام، حيث تدنى نسبة حضور الطلبة، وعجز المعلمين والعمال على حدٍّ سواء، وكثافة الفصول، والمناهج، والدروس الخصوصية.. وغيرها من القضايا الشائكة، التى تزداد تفاقمًا عامًا بعد آخر.

تلك الأزمة المستجدة للعام الثانى على التوالي، أصبحت قضية فى منتهى الخطورة، إذا ما لاحظنا ارتفاع أسعار الكتب الخارجية فى الأسواق، مقارنة بالأعوام الماضية، وباتت مشكلة كبيرة تؤرق ملايين الأسر المصرية، لتلقى بظلاها وأعبائها على كاهلهم، ولم يعد هناك احتمال لأية أعباء أخرى، حيث الغلاء الذى طال كل شيء.

وتبقى القضية ارتفاع أسعار الكتب الخارجية، متعلقة بزيادات بلغت أكثر من 40% عن العام الماضي، لكافة المراحل التعليمية، نظرًا للتضخم وارتفاع أسعار الطباعة والورق والحبر وشحّ الدولار للاستيراد.

للأسف الشديد، وصلت أسعار الكتب الخارجية إلى أرقام فلكية، خصوصًا إذا علمنا أن سعر الكتاب الواحد أو الملزمة الواحدة وصل إلى مئات الجنيهات للمرحلة الابتدائية، ناهيك عن المرحلتين الإعدادية والثانوية!

الأمر فاق كل تصور، وأصبح يحتاج إلى تدخل عاجل من كافة الجهات الرسمية، لوقف هذا العبث، الذى يدمر أجيالًا بأكملها، وإن كان لنا رأى وتحفظ على مبدأ الكتب الخارجية، تمامًا كما الدروس الخصوصية، إلا أن تلك الكتب أصبحت ضرورة لا غنى عنها، فى ظل ضعف كتب الوزارة.

إن قضية عزوف الطلبة عن الكتب المدرسية «كتب الوزارة»، واعتمادهم بشكل كلى على الكتب الخارجية، فى تحصيل دروسهم، رغم تطوير المناهج والكتب من الابتدائى وحتى الثانوي، باتت تحتاج إلى تدخل فورى وحاسم وبحث الأمر على أعلى المستويات، ووضع حلول عاجلة.

تلك القضية لا يمكن إغفالها أو السكوت عليها لأن إعداد وطباعة الكتب المدرسية يتكلف سنويًا مئات الملايين من الجنيهات، ثم تكون النهاية إلقاءها جانبًا، وهذا ما يستدعى بالضرورة وقفة ضد الإهدار للمال وتصحيح المسار، وكذلك لتحديد الأسباب وراء عزوف الطلبة عنها!

ويبقى التساؤل المطروح: لماذا لا تفكر الوزارة بنفس فكر الكتب الخارجية فى إعدادها للكتب المدرسية، ولماذا لا يُنافس الكتاب المدرسى «نظيره» الخارجى فى المرحلة المقبلة؟

[email protected]