رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

تبقى القضية الفلسطينية هى القضية المحورية لمصر والأمة العربية على مدار حوالى قرن من الزمان، وتدرك مصر أن حل القضية الفلسطينية هو أساس استقرار المنطقة ونموها وتحضرها، وخلق واقع جديد ينهى شتى أشكال التطرف والإرهاب، وتختفى معه الميليشيات والمنظمات المسلحة التى تتستر بالدفاع عن القضية.. وإذا كانت إسرائيل قد استفادت من كل الظروف التاريخية فى نشأتها بدءًا بالحرب العالمية الأولى وصدور وعد بولفر فى 1917 بإنشاء كيان وطنى لليهود فى فلسطين، ومرورا بآثار ونتائج الحرب العالمية الثانية، التى أدت إلى حرب 1948 وحققت واقعًا جديدًا لإسرائيل دفعها لحرب 56، 67، وانتهاءً بالربيع العربى الذى انشغلت فيه معظم الدول العربية بأحداثها وشئونها، وصارعت من أجل البقاء وعدم السقوط في مستنقع التقسيم وهو الظرف الذى استغلته إسرائيل لتحقيق أكبر قدر من المكاسب على الأرض الفلسطينية.. وفى المقابل فإن الواقع الآن على المسرح الدولى يشير وبجلاء إلى أن الظرف التاريخى بعد الحرب الروسية الأوكرانية والصعود الكبير للصين والانقلابات الأفريقية على الغرب. وانشغال الغرب بقضاياه ومشاكله الأساسية، تصب فى صالح القضية الفلسطينية.

< واضح أن مصر تدرك جيدًا الظرف التاريخى الذى يمر به العالم، ولم يكن التحرك المصرى قبل عدة أسابيع فى دعوة جميع الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة لتوحيد الصف الفلسطينى وترتيب البيت الفلسطينى من الداخل، لتوحيد صفوفهم وكلمتهم أمام العالم، وقبل أيام دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى اجتماع قمة ثلاثى حضره الملك عبدالله بن الحسين عاهل الأردن، والرئيس الفلسطينى محمود عباس، وجاء البيان الختامى للقمة قويًا ومواكبًا للتطورات العالمية عندما شدد على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي التزاماته وتعهداته وفقا للقانون الدولى والقانون الإنسانى، كما شددت القمة على أهمية حل قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية وتحقيق حل الدولتين وفق المرجعيات المعتمدة ومبادرة السلام العربية، حيث تمثل الطرح الأكثر شمولية لتحقيق السلام العادل وتلبية تطلعات جميع شعوب المنطقة فى الاستقرار والتعايش السلمى، وأشار القادة الثلاثة إلى المستجدات الراهنة التى تستوجب من المؤسسات الدولية على رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى القيام بدورها وتحمل مسئوليتها فى نفاذ وتحقيق قواعد القانون الدولى وحل الدولتين ووقف الانتهاك الصارخ والأنشطة الاستيطانية والتهجير القصرى لأبناء الشعب الفلسطينى من القدس بهدف تغيير هوية المدينة المقدسة فى انتهاك واضح وصارخ لقرارات مجلس الأمن وقرارات الشرعية الدولية.

< مؤكد أن العالم على أبواب تحولات كبرى والانتقال نحو عالم متعدد الأقطاب، وهناك خلاف دفين فى الدول الأوروبية مع السياسة الأمريكية، وأيضا سقوط أوروبى فى الحرب الروسية الأوكرانية، وفى أفريقيا وغيرها من القضايا التى تشكل ظرفًا تاريخيًّا لحل القضية الفلسطينية، وبات الحل فى يد الفلسطينيين أنفسهم ومدى قدرتهم على تجاوز خلافاتهم الضيقة وتوحيد صفوفهم فى هذا الظرف التاريخى، وإرجاء شتى القضايا الخلافية لتحقيق إعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وبعد قيام الدولة يكون الشعب الفلسطينى صاحب القرار فى اختيار حاكمه وممثليه.. وإذا كانت مصر تقوم بتحرك فعال ومدروس فى هذا التوقيت سواء على المستوى الإقليمى أو الدولى، فيجب على باقى الدول العربية أن تدعم التحرك المصرى وتستغل هذه الفرصة على اعتبار أن حل القضية الفلسطينية يصب فى صالح الجميع ويجعل من المنطقة العربية أهم بقاع العالم استقرارا ونموا وجذبا للاستثمار والسياحة، ويجب أن يتعلم الجميع من دروس الماضى البعيد وأيضا القريب، وأن ما حدث فى العراق وسوريا واليمن وليبيا له تأثير سلبى على جميع الدول العربية سواء أمنيا أو اقتصاديا أو حتى شعبيا، وإذا كانت بعض الدول العربية قد سقطت فى فخ التوجيهات أو الإملاءات الأمريكية سابقا، فعليها أن تعى أن أمريكا اليوم تختلف عن أمريكا بالأمس، والسنوات القليلة القادمة سوف تكشف عن الكثير والتاريخ لا يرحم.

حفظ الله مصر