رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

أحد أخطر الموروثات التى تواجهنا هى تمسك الأسر بمنطق كليات القمة، والشهادات العالية، وكأن التعليم الفنى ليس له قيمة أو سلة يهرب منها الأسر والشباب، رغم أن سوق العمل مكتظ بالمؤهلات العليا وفى أشد الاحتياج لخريجى التعليم الفنى بتخصصاته المختلفة، مع بداية عام دراسى جديد أعتقد أنه مطلوب من الأسر المصرية النظر بعين الاعتبار لمستقبل أبنائهم بعيدا عن القمة والقاع، فالمستقبل هو أن يضمن الشاب فرصة عمل تليق به، أما الحصول على شهادات نهايتها الانضمام إلى طابور البطالة فهذا أسوأ تفكير.

وكل الدراسات تؤكد أن المستقبل الآن للتعليم الفنى والكليات التكنولوجية الجديدة التى أصبحت متاحة فى معظم محافظات مصر وتوفر فرص العمل لخريجيها وتدربهم وتؤهلهم بمستوى عالٍ من الفكر والعمل وتدريبهم على سوق العمل الصناعى فى مصر، الذى يحتاج إلى شباب مؤهل ومدرب يستطيع أن يقدم الكثير من خلال تأهيله على أعلى مستوى وبأحدث الأساليب التدريبية الحديثة، وشاهدت ذلك بنفسى فى عدد من الجامعات التكنولوجية المتخصصة، وتابعت كيف يبدأون مبكرا فى الالتحاق عملياً بسوق العمل من خلال تدريبهم فى كبرى الشركات.

وهو ما يجعلنا نطمئن على مستقبل البلد من خلال توجه القيادة السياسية بتوفير كل سبل الدعم لأبناء مصر فى التعليم الفنى.

لا شك أن التعليم الفنى له مزايا متعددة منها إكساب الطلاب المهارات العملية والعلمية لمواكبة متطلبات سوق العمل المحلى والدولى، من خلال برامج متقدمة تمكنهم من تلبية احتياجات المشروعات القومية وسوق العمل الصناعى من خلال استخدام التكنولوجيا المتطورة فى كل المناهج التى يدرسها طالب التعليم الفنى الذى يكون مؤهلا لتلبية احتياجات سوق العمل من الموارد البشرية والتكنولوجية اللازمة لمتطلبات خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدولة، وبما يساعد على تحسين الصورة المجتمعية لهذا النوع من التعليم.

أعتقد أننا نحتاج بشدة إلى حملة يشارك فيها الجميع، إعلاماً ومفكرين وأسراً، من أجل تشجيع أبنائنا على الالتحاق بالتعليم الفنى بهدف توفير تعليم تكنولوجى يقدم خدمات تعليمية وتدريبية متكاملة ذات جودة مناظرة لنظم الجودة العالمية وبما يسمح بتكوين خريج قادر على المنافسة فى أسواق العمل المحلية والعالمية.

الإحصائيات تقول إن عدد خريجى التعليم الفنى فى مصر آخر 3 سنوات، وصل لأكثر من 2.5 مليون طالب، حيث يوجد 750 ألف خريج كل عام من التعليم الفنى فى المدارس، وهذا الأمر استوجب العمل بالتوازى فى التعليم العالى، وخاصة فى البرامج التى يحتاجها سوق العمل، عبر الجامعات التكنولوجية. و55% من خريجى الإعدادية فى مصر يلتحقون بالتعليم الفنى فى الثانوية.

ويبلغ عدد الطلاب المتخرجين فى المرحلة الإعدادية ويختارون الالتحاق بمدارس التعليم الفنى 55% من الطلاب، بينما يختار الـ 45% الباقون الالتحاق بمدارس التعليم الثانوى العام.

هذه الأرقام مبشرة ولكن الأهم هو الدور الأسرى لأبنائنا الطلاب حتى يختاروا التعليم الفنى وتكون مصر فى مصاف الدول المتقدمة مثل اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا والصين وغيرها من الدول؛ لأن مصر لديها شباب مبدع ولكن يحتاج من يضعه على الطريق السليم.