رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

فى 24 يناير 1924 شكل سعد باشا زغلول أول وزارة يرأسها مصرى من أصول ريفية، بعد حصول مصر على الاستقلال الجزئى عن التاج البريطانى، وحصول حزب الوفد على الأغلبية البرلمانية فى الانتخابات.

عرض سعد باشا برنامج وزارته وكان يهدف إلى التخلص من التحفظات الأربعة فى تصريح  28 فبراير التى كانت تعوق الاستقلال التام لمصر، فطرح سعد زغلول المطالب الوطنية وهى: الاستقلال التام بجلاء القوات الإنجليزية عن البلاد، قيام مصر بمسئولياتها فى حماية قناة السويس، حرية الحكومة المصرية فى وضع سياستها الخارجية، الحكومة المصرية هى التى تتولى شئون الأقليات والأجانب.

وجاءتها الفرصة عندما قام أحد المصريين بدافع الوطنية باغتيال سردار الجيش المصرى فى السودان سيرلى ستاك وهو فى القاهرة، فاستغلت الحكومة البريطانية هذا الحادث ووجه لورد اللينبى إنذارًا لوزارة سعد زغلول يطلب فيه: أن تقدم الحكومة المصرية اعتذارا عن هذه الجريمة، وأن تقدم مرتكبى هذه الجريمة والمحرضين عليها للمحاكمة، أن تقدم تعويضا مقداره نصف مليون جنيه استرلينى للحكومة البريطانية، أن تسحب القوات المصرية من السودان، أن تقوم بزيادة مساحة الأراضى المزروعة قطنًا بالسودان.

كان الانجليز يهدفون من هذا الإنذار الذى وجهوه إلى الحكومة المصرية برئاسة سعد زغلول، لإبعاد مصر عن السودان لينفرد به بريطانيا ووضع السودان ومصر فى تنافس اقتصادى حول محصول القطن وظهور إنجلترا بمظهر المدافع عن مصالح السودان إزاء مصر.

وافق سعد زغلول على النقاط الثلاث الأولى ورفض الرابعة، فقامت القوات الإنجليزية بإجلاء وحدات الجيش المصرى بالقوة من السودان، فتقدم سعد زغلول باستقالته.

بعد استقالة «سعد»، قام الملك فؤاد بتكليف زيور باشا برئاسة الوزارة كما قام بحل البرلمان، ولكن نواب البرلمان اجتمعوا خارج البرلمان وقرروا التمسك بسعد زغلول فى رئاسة الوزراء. فقامت الحكومة البريطانية بإرسال قطع بحرية عسكرية قبالة شواطئ الإسكندرية فى مظاهرة تهديدية، لذلك قرر سعد زغلول التخلى عن فكرة رئاسة الوزراء حتى لا يعرض مصر لنكبة أخرى مثلما حدث عام 1882.

يعد سعد زغلول المؤسس الأول لحزب الوفد الذى تشكل عام 1918، وذلك بعد أن قابل المندوب السامى البريطانى مطالبا باستقلال مصر بعد الحرب العالمية الأولى. واعترض المندوب السامى على مطالبة سعد لأنه لا يحمل تفويضا من الأمة المصرية ليقوم بتلك المهمة. فرأى «سعد» أن خير وسيلة لإقامة الدليل هى جمع توقيعات المواطنين المصريين على نطاق واسع وبذلك يكون قد اتصل بالجماهير المصرية من جهة، ومن جهة أخرى سيفحم المندوب السامى بما لديه من توقيعات وهكذا قام حزب الوفد.

استطاع «الوفد» فى كل الانتخابات النزيهة التى اشترك فيها أن يكتسح الأحزاب التى وقفت ضده، ونجح فى تشكيل عدة وزارات حتى قيام ثورة 1952 بعد أن تولى مصطفى باشا النحاس الذى خلف سعد زغلول فى رئاسة حزب الوفد، الوزارة عدة مرات.

فى وزارات حزب الوفد عرفت مصر مجانية التعليم التى طبقها الدكتور طه حسين والتى رأى فيها أن التعليم أهم من الماء والهواء للإنسان. كثرت مفاوضات الوفد المصرى للإنجليز، واستطاع أن يظفر ببعض الفوائد لمصر منها إلغاء المحاكم المختلطة والامتيازات الأجنبية فى مصر والتى تمت عند إبرام معاهدة 1936، وقد جاءت تلك المعاهدة خطوة أولى بعد تولى هتلر الزعامة فى ألمانيا وتهديده بريطانيا وفرنسا على ما أوقعاه على ألمانيا بعد معاهدة فرساى.