رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زادت فى الفترة الأخيرة ظاهرة خيانة المجالس، ولخيانة المجالس أنواع عديدة وأشكال عدة منها: تسجيل المكالمات التليفونية؛ فقد ترى شخصًا يتحدث لآخر ويكتشف بعد فترة أن الآخر يسجل له المكالمة فهذه خيانة أمانة، فمن يتحدث إليك يتحدث بأمان وتلقائية لا يفترض الغدر من الجانب الآخر، وايضًا من يجلس مع أحدهم ويتحدث بأمان ويقوم الآخر بتسجيل الكلام بدون إذنه فهذه أيضًا خيانة أمانة، بخلاف اتخاذ خيانة المجالس أشكالًا عدة مع تطور التكنولوجيا، فهذا يقوم بتصوير محادثة كتابية بدون علم الآخر، وهناك من تتحدث إليه ويفتح الاسبيكر أى مكبر الصوت ليُسمع الآخرين المكالمة بدون إذن صاحبها! فمهما كانت الأسباب التى دعت الآخر لخيانة المجالس فهو أمر غير مبرر، فهناك من يحاول كسب ثقة مديره فى العمل فيقوم بخيانة مجالس زملائه طمعًا فى كسب ثقة مديره ولا يعلم بأن أول من يحتقر ذلك الفعل هو مديره، بل أول من يتخذ الحذر هو المدير، وهناك من يفعل ذلك لمرضه النفسى محاولة فى إحداث الوقيعة مستغلا ثقة الآخر به والتحدث بأمان معه، وهناك من يستغل ثقة الآخرين ويقوم بالتسجيل لهم بدون علمهم فهذا نوع من أنواع المرض النفسى يجب أخذ الحيطة والحذر منه، فهو يتلذذ بإحداث وقيعة بين الناس وإلحاق الضرر بالآخرين وإحداث الوقيعة بين الناس وبعضها، فسبب الشحن والغل والكره بين الناس هو نقل الكلام سواء عن طريق التسجيل أو التصوير أو عن طريق نقل ما ائتمنك الآخرون عليه، أو عن طريق الاسبيكر وسماع الآخرين للمكالمة بدون إذن صاحبها واستغلال اتخاذ الآخر الأمان، ولقد أدى انتشار هذا النوع من الخيانة إلى فقد الثقة بالآخرين، فالكل أصبح يشعر أن الآخر يسجل له! فانعدمت الثقة بين الناس وأصبح الكل يتخذ الحيطة والحذر! وقال رسول الله، وهو يَصِف أيام الهرج والفتن بقوله: «حين لا يأمَن الجليسُ جليسَه»، وهذا هو حالنا الآن بكل أسف! إنما المجالس بالأمانة، فإذا انعدمت الأمانة فلن يصبح هناك مجالس! وقال الحسن البصرى -رحمه الله -: «إنما تُجالسوننا بالأمانة، كأنَّكم تظنُّون أنَّ الخِيانة ليست إلاَّ فى الدِّينار والدِّرهم، إنَّ الخيانة أشدَّ الخيانة أنْ يُجالسنا الرجل، فنطمئن إلى جانبه، ثم ينطلق فيشى بنا «؛ وهذا هو الحال الآن، الكل يظن أن الخيانة نوع واحد، بل الخيانة أنواع وأشكال عدة، وأخطرها خيانة المجالس، كما قال الإمام الشَّافعى رحمه الله: «آلات الرِّياسة خمس: صِدق اللَّهجة، وكتمان السِّرِّ، والوفاء بالعهد، وابتداء النَّصيحة، وأداء الأمَانَة»، فخائن المجالس لا يؤتمن بل وجب الحذر منه وأخذ الحيطة منه بتجنبه، وتذكر أن الله لا يحب الخائنين، فيكفى عقابًا لهؤلاء أن الله لا يحبهم كما حثنا الله سبحانه وتعالى على الوفاء بالعهود، وما يقال ويحدث بالمجالس عهد وثقة لابد أن يكون الجليس أمينًا على كل ما يقال ويحدث، ويجب ألا يصدق من خان المجالس، وتدخل خيانة الأمانة فى باب لا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضًا، فخيانة المجالس تفتح بابًا لا نهاية له من الشر وانتشار ظواهر سلبية، وتمتلئ القلوب بالكره نتيجة نقل الكلام بين الناس وبعضها البعض بطريقة خاطئة، فصونوا أمانة وأسرار المجالس قبل أن تنفض المجالس!