عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

هو السيناريو المعتاد. هو نفس الحوار بنفس الأدوات والأقلام الزائفة والوجوه الكالحة.. هى نفس الأطماع التى لا تنتهى طالما مأزال الطامعون الفاسدون الباحثون عن مصالحهم الشخصية وأهوائهم الخاصة يتصدرون المشهد.. من أناس المفترض أن يكونوا هم أول من يدافعون عن الشركة التى تحمل اسم مصر وعلم مصر تجوب بهما العالم رافعة اسم مصر وعلمها محلقة فى سماء العالم مذكرة الجميع أن مصر ستظل باقية رغم أنف الحاقدين وأطماع الفاسدين ومؤامرات الخونة والإرهابين والمتآمرين.. أقول هذا القول يا سادة بمناسبة الهجوم الأخير على الشركة الوطنية فمنذ إعلان خروج مصر للطيران من تصنيف Skytrax العالمى لأفضل 100 شركة طيران حول العالم، وكذلك من قائمة أفضل 10 شركات طيران عربيا.. فى مقابل استمرار وتحسن تصنيف العديد من شركات الطيران الأفريقية والعربية الأخرى، والغضب من بعض المواطنين وأعضاء البرلمان يتزايد وفتح باب التساؤلات لأداء أقدم شركة طيران فى الشرق الأوسط فى ظل تراكم الديون واستمرار الخسائر والتى قدّرت بـ30 مليار جنيه.. وتقدمت النائبة هناء أنيس رزق الله بطلب إحاطة إلى رئيس المجلس بشأن تراجع الشركة الوطنية فى التصنيف العالمى ومشيرة إلى أن الشركة كانت فى وقت من الأوقات من الشركات الرائدة عالميا، وسابع شركة طيران على مستوى العالم عند تأسيسها من 91 عاما.. حيث أسست عام 1932، وتعد ثانى أكبر ناقل جوى فى القارة السمراء بعد الخطوط الجوية لجنوب أفريقيا.

<< يا سادة.. كلما جاء وزير جديد للطيران المدنى استقبله أصحاب المصالح الخاصة بتصدير مشهد خسائر مصر للطيران وكأنه هو المسئول عن تلك الخسائر وضرورة إعادة الهيكلة وبالطبع بيع أسهم منها فى البورصة ليتلقفها أصحاب الفشل السياحى الذين دائمًا ما يلقون أسباب فشلهم على ارتفاع أسعار التذاكر فى الوقت الذى يكنزون هم فيه المليارات فى بنوك الخارج من وراء ما يتربحونه من فروق الأسعار قبل القرار الحكيم للإدارة المصرية الحالية بتحرير سعر العملة للقضاء على السوق السوداء التى كان يتربح هؤلاء من ورائها. هذا بخلاف المطالب الخاصة التى يطلبها أصحاب المصالح من عينة طلب تعيينات للأقارب والمحاسيب والتذاكر المجانية والرحلات المخفضة على جسد شركة تنزف بسبب الخسائر بسبب أوضاع وظروف عانى منها وطن بأكمله.. وكل هذه ضغوط يتحملها المسئول الأول عن الطيران وحده ويدفع ثمنها منفردا.

<< يا سادة.. الشركة الوطنية مصر للطيران واحدة من تلك الأسماء التى تدفع فى كل وقت فاتورة أصحاب المصالح والمنتفعين حتى من بين بعض أبنائها الذين لا يراعون فيها الخير الذى ينعمون فيه.. فتخلوا عن بذل أقصى ما لديهم لمحاولة وقف نزيف الخسائر.. الكل يبحث عن مصالحه الشخصية ومصالح أهله وعشيرته فما بين الحين والآخر نجد هجمات شرسة تنال من الشركة الوطنية ومن المسئولين عنها.. ليبقى السؤال حائرًا: أليست هناك جهات رقابية تراقب أداء كل المسئولين السابقين والحاليين؟! والإجابة بالتأكيد نعم.. ويبقى سؤال آخر فى ظل تلك الرقابة التى لا ترحم أحدًا وسقط على يدها رموز كثيرة وكبيرة مسئولة نذكر منها على سبيل المثال وزير الزراعة الأسبق: هل كانت سترحم أحدًا أو تتستر على أحد؟! الإجابة أيضاً بالطبع لا.. إذن يبقى وراء تلك الخسائر تراكم لتلك الخسائر منذ ٢٥ يناير ٢٠١١ والتى كانت قبلها الشركة الوطنية من أهم مصادر التمويل للعملة الصعبة للحكومة المصرية، ويبقى أن الكل اجتهد وسط ظروف سوق طاحنة وشركة وطنية تسعى وترجو أن تعيش.. تارة بمحاولة تطوير أسطولها وتارة أخرى بنجاح الشركات التابعة للشركة الأم القابضة وتحقيق أرباح.. وتبقى شركة واحدة وهى الخطوط الجوية المفترض من الجميع أن يقف بجانبها ويسندها ليس من أجل عيون المسئولين عنها، ولكن من أجل أن نحافظ على تاريخ شركة وطنية هى فخر لنا جميعًا.. وليس معنى أنها مرضت أن يكون الحل هو «القتل البارد» لها بيد من لا يرحمون أصحاب المصالح الطامعين فى تاريخ الشركة واسمها وأسهمها فى العالم أجمع وأيضاً من يتفرجون عليها من أبنائها ولا يعطون الفرصة لأى شريف أن يقدم حلول لإنقاذ الشركة ووقف نزيف خسائرها بل أنهم يعرقلون أن ساعى لإنقاذ الشركة لاحراج المسئول الأول عن الطيران أمام القيادة السياسية وأمام الشعب المصرى الذى يعتصر ألماً عما يسمعه عن شركته التى عاش وعاشت معه ٩١ عاما من عمر هذا الوطن. أفراحه وأتراحه.. انتصاراته وانكساراته.

<< يا سادة.. إنها شركتنا الوطنية التى هى جزء من تاريخ مصر، إنها ٩١ عامًا من عمر تحليقها فى سماء العالم، حاملة اسم مصر وعلم مصر فى كل الأنحاء، وعبر 87 وجهة تتوجه إليها.. ٩١ عامًا مرت من عمرها، استطاعت خلالها أن تحقق نجاحات كبيرة تضىء سيرتها حتى وصلت إلى العالمية بعد أن أصبحت عضوًا بارزًا وفى درجة متقدمة بـ«تحالف ستار العالمى» التحالف الأقوى فى سوق الطيران العالمى كما استطاعت أن تخدم أهدافا قومية ووطنية ولم تخذل يومًا قيادتها السياسية فى أى مهمة وطنية كلفت بها مهما كان حجم المخاطر.. وعبر السنوات الـ٩١ استطاعت أن تحقق للدولة أهدافا لا ولم ولن تحققها أى شركة طيران مصرية أخرى تعمل على أرض مصر، فعلى المستوى الاجتماعى استطاعت أن توفر فرص عمل لأكثر من ٣٥ ألف موظف، حجم العمالة بها الآن، ولم تتخل قط عن ابن واحد من أبنائها حتى فى أحلك الظروف وأسوأ الأيام ووسط طوفان من الخسائر ينهش فى جسدها الهزيل الذى تمزقه من أن لآخر أقلام المفترض انها وطنية تطول من سمعة الشركة ولا تراعى أبدًا أن تلك الشركة ليست إلا نموذجًا لنماذج كثيرة فى مؤسسات مصر طالها الإهمال والتردى والاختراق منذ ٢٥ يناير وتولى الإخوان.. ولكن للأسف، رحل هؤلاء وظلت وحدها مصر للطيران، التى تنهش سيرتها وتدفع هى الثمن من سمعتها العالمية والعربية والأفريقية.

<< يا سادة.. «مصر للطيران» انفردت عالميا دون غيرها بعدم تسريح العمالة خلال جائحة كورونا، والمقدرة الآن ٣٥ ألف ويبقى على القائمين على أمر الشركة البدء فورا فى إعادة تقييم أدائها وأداء المتخاذلين من العاملين وبعض المسئولين عن بذل أقصى ما لديهم لمحاولة وقف نزيف الخسائر.. لابد من كشف حساب للجميع كبيرا وصغيرا لكل متخاذل اوصل سمعة شركتنا الوطنية إلى هذا المشهد الذى أبكى اعيوننا ومزق قلوب كل محبى مصر الأم ومصرللطيران الابنه التى تحمل اسم امها.. لقد نهضت الأم مصرنا الحبيبة وتقدمت وأصبحت حديث العالم عن النهضة الشاملة التى تعبشها..ويبقى السؤال لماذا لم تمشى الابنه مصر للطيران فى ركاب أمها وخاصة أن القيادة السياسية تدعمها؟

<< يا سادة.. لا يمكن أن نكون مثل النعام ندفن رؤوسنا فى الرمال لابد أن نبحث عن الأسباب لتخاذل البعض عن تقديم حلول حقيقية لعودة شركتنا الوطنية لتتسيد العالم.. وطيران العالم.. لن نسمح بأن نلقى بكل اللوم على ما تم بعد ٢٥ يناير ٢٠١١. لقد نهضت كل القطاعات.. فلماذا أقف وقلمى الآن عاجزا على أن أجد مبررا أن يتفرج العالم على شركتنا العريقة وهى تخرج خارج التصنيف العالمى. وأنا المحب والمدافع عنها طوال الوقت.. لم أتحمل هذه المرة أن تخرج شركتنا الوطنية خارج التصنيف العالمى.. وأطالب الجميع وعلى رأسهم الفريق محمد عباس وزير الطيران والمهندس يحيى زكريا رئيس القابضة لمصر للطيران بمحاسبة كل من تسبب فى خروج مصر للطيران.. لابد من حساب كل مقصر ولا يمكن أن تلقى باللوم دايما على المسئول الأول وهو رئيس الشركة فنغيره ليأتى غيره ليشرب من نفس كأس التخاذل من القادرين على نهضة الشركة ولكنهم يتفرجون.. وهم فى هذه الحالة أعداء للشركة وللوطن وعلى الوزير محاسبتهم.

<< يا سادة.. يا أبناء مصر المخلصين أبناء مصر للطيران ادعموا شركتكم وأنقذوها ليس بالكلام والهاشتاجات ولكن بالأفعال بالجد والاجتهاد والإخلاص والمثابرة لتعود عروس سماء مصر لتتسيد سموات العالم لأنها إبنه أم الدنيا مصر.

<< همسة طائرة.. 

رسالة إلى «المصلحجية» فى كل مرحلة وعصر الذين يركبون كل موجة من أجل مصالحهم الشخصية.. ارحموا مصر شعبها وجيشها وشرطتها وشبابها.. ارحموا الشركة الوطنية التى تحمل علم مصر شمالًا وجنوبًا.. شرقًا وغربًا.. أزمات كثيرة مرت بها وظلت شامخة وعلم مصر يجوب العالم.. العاملون بها هم سفراء لمصر فى كل بلاد العالم.. وأنتم أيها العاملون علكيم التصدى وبكل قوة لهؤلاء.. فليس الوزير وحده مطلوبًا منه أن يسدد فواتير المبتزين، ولكنكم جميعًا مسئولون ويا قائمين على أمر الشركة الوطنية مصر للطيران بعد خروجها من التصنيف.. حاسبوا المقصرين يرحمكم الله.