رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

هل تنجح جامعة الدول العربية في وقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين؟

العدوان الإسرائيلى
العدوان الإسرائيلى على فلسطينى

وصل الصراع العربي الإسرائيلي إلي حدته مع تأسيس دولة إسرائيل عام 1948؛ حتي امتد الاحتلال الإسرائيلي إلى الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 ،  ويستمر مسلسل الجرائم والانتهاكات بصورة شبة يومية لشعب اعزل، وكل هذا أمام أعين المجتمع الدولي الذي اغمض عينيه عن معاناة الشعب الفلسطيني، ولكنه تحول لمارد بعين حمراء عندما بدأت الحرب الروسية على أوكرانيا، وأخذ يفرض العقوبات على روسيا ويجبر دول العالم على اتخاذ نفس المسار، ليخرج مجلس جامعة الدول العربية أول أمس بقرارات قوية لوقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين. 

و تقييم إمكانية نجاح الجامعة العربية في وقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين، يتوقف على عده أمور تتعلق بعدة عوامل متداخلة، بما في ذلك الأوضاع السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، حيث تسم المشكلة الفلسطينية بتعقيد شديد، لاختلاف الآراء بين الأطراف المختلفة حول كيفية حل هذه الأزمة، وتتضمن بعض الاقتراحات إقامة دولتين مستقلتين في فلسطين وإسرائيل، في حين ترفض بعض الأطراف هذا الاقتراح وتؤكد على ضرورة إقامة دولة واحدة تضم جميع الفلسطينيين والإسرائيليين.

التحديات التي تواجه الجامعة

وتواجه الجامعة العربية العديد من التحديات في التأثير على السياسات الإسرائيلية، من بينها الانقسام العربي وعدم التوافق بين الدول العربية على الموقف الرسمي بشأن القضية الفلسطينية ، يشكل هذا عائقًا كبيرًا أمام الجامعة العربية في تحقيق أهدافها، فبعض الدول العربية ترغب في المصالحة السياسية مع إسرائيل، في حين أن دولاً أخرى ترفض التعامل معها إطلاقاً؛ وذلك وفقا لما نشرته بعض التقارير البحثية الدولية.

جامعة الدول العربية 

كما تعتبر إسرائيل عقبة كبيرة أمام الجامعة العربية في تأدية دورها في دعم فلسطين، حيث تقوم إسرائيل بمنع البعثات الدولية والهيئات الدولية من الدخول إلى الأراضي الفلسطينية، مما يصعب على الجامعة العربية الوصول إلى المناطق المتضررة وتقديم المساعدات الإنسانية والطبية، هذا بالإضافة الي الدعم الدولي المتزايد لإسرائيل مما يشكل عائقًا كبيرًا أمام الجامعة العربية في تحقيق أهدافها، حيث تتمتع إسرائيل بدعم قوي من بعض الدول الغربية ومنظمات دولية.

ولوح العديد من الخبراء والدبلوماسيين أن الحرب الإعلامية تتصاعد في الآونة الأخيرة لصالح الإعلام الإسرائيلي المسيطر على إعلام الغرب، وهذا يصعب من الوضع على الجامعة العربية في التأثير على الرأي العام العالمي وتغيير الصورة النمطية التي يرسمها الإعلام الإسرائيلي عن الصراع في فلسطين.

لذلك نري أن الجامعة منذ فترة ، قررت أن تكثف جهودها في أكثر من محور في وقت واحد، لمواجهة التحديات السابقة لخدمة القضية الفلسطينية ،ويمكن حصرهم في ٤ محاور وهم المحور الدبلوماسي والعلاقات الدولية الثنائية والمتعددة الأطراف ، المحور الإعلامي ، المحور الإنساني ومخاطبة المنظمات الدولية ، واخيرا الجانب القضائي والمحاكم الدولية.

نتائج قوية لمجلس الجامعة

ليخرج مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين ، بقرارات قوية خلال اجتماعه الاستثنائي صباح الثلاثاء بمقر جامعة الدول العربية، تستهدف وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل والمتصاعد على الشعب الفلسطيني، وجاءت القرارت كالاتي :

أولا - القيام بزيارات و اتصالات وتوجيه رسائل مشتركة وثنائية رفيعة المستوى إلى مجلس الأمن وأعضائه ومراكز صنع القرار الدولي، بهدف تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بوقف الاعتداءات الإسرائيلية بأشكالها كافة على الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية الدولية له، بما فيها قرارات مجلس الأمن لعام(2016) و 904 (1994) و 605 (1987)، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 10/20 – ES/RES/A (2018)، وتحميل إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال مسؤولية نتائج عدوانها كافة، وفي حال عجز مجلس الأمن عن القيام بدوره وتولي مسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين.

ثانيا  - التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لعقد دورة مستأنفة عن الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة للجمعية العامة تحت عنوان( الاتحاد من أجل السلام)، لإصدار القرارات اللازمة نحو وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ومنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

ثالثا  - الدعوة إلى تحرك عربي عاجل، بما في ذلك من خلال اللجنة الوزارية العربية مفتوحة العضوية والمكلفة من القمة العربية بمهمة التحرك على المستوى الدولي لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، من بين مهام أخرى، وذلك بهدف إطلاق تحرك دبلوماسي عربي عاجل ومكثف، من خلال مجالس السفراء العرب وبعثات جامعة الدول العربية، ومن خلال التواصل عبر القنوات الرسمية مع الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن ومراكز صنع القرار الدولي، للتعبير عن التوجه العربي لاتخاذ ما يلزم نحو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وجميع سياساته وممارساته وإجراءاته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني.

رابعا - مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بالوفاء بمسؤولياتها بموجب ميثاق روما المؤسس لعملها فيما يخص العمل على إنجاز التحقيق الجنائي في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، بما فيها جرائم الاستيطان والضم، والعدوان على المدن والقرى والمخيمات، وقتل المدنيين والصحفيين والمسعفين والتهجير القسري، ومطالبة المحكمة بدراسة كل الخيارات التي يمكن من خلالها ممارسة ولايتها القضائية في أرض دولة فلسطين المحتلة وإنجاز التحقيق، وتوفير كل الإمكانيات البشرية والمادية لهذا التحقيق وإعطائه الأولوية اللازمة.

خامسا  - حث المجتمع الدولي دولاً ومؤسسات على المشاركة في حماية المدنيين الفلسطينيين وتشكيل آلية عملية وفعالة لتنفيذ ما جاء في قرار الجمعية العامة رقم 10/20-ES/RES/A (2018)، وحث الأمين العام للأمم المتحدة على تطبيق إجراءات عملية وفعالة لحماية المدنيين الفلسطينيين. ودعوة الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة لتحمل مسؤولياتها وكفالة احترام وإنفاذ الاتفاقية في أرض دولة فلسطين المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، من خلال وقف الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

ومن ناحية أخري، قرر المجلس مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، للسماح للجنة تقصي الحقائق المستمرة التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان بتاريخ 2021/5/21 بالدخول إلى أرض دولة فلسطين المحتلة لممارسة ولايتها في تقصي الحقائق حول الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية التي ترتكب في الأرض الفلسطينية المحتلة، ومطالبة اللجنة بمتابعة كافة الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية المناطة بولايتها وتقديم تقاريرها وتوصياتها بهذا الشأن . كما قررت الجامعة ابقاء الجامعة في حالة انعقاد دائم لمتابعة تنفيذ مضامين هذا القرار.

كما أكد المجلس على حماية المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 ألف متر مربع، باعتباره مكان عبادة خالص للمسلمين فقط، ورفض الاقتحامات الإسرائيلية له، والحفريات التهويدية أسفله ومحاولات تقسيمه زمانياً ومكانياً وتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم فيه، ورفض الانتهاكات الإسرائيلية للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، والتأكيد على سيادة دولة فلسطين على مدينة القدس ومقدساتها، ودعم الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ودور لجنة القدس.

لذلك، يمكن القول بأن الجامعة العربية تلعب دورًا هامًا في الجهود الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين، كما تقوم الجامعة العربية برئاسة أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية بعقد عدة لقاءات ومؤتمرات عربية ودولية وأثاره القضية الفلسطينية والظلم الذي يتعرض له الفلسطينيين، بهدف كسب تأييد دولي لحق البيانات، بالإضافة إلى ذلك، تقوم الجامعة العربية بإرسال بعثات رصد إلى فلسطين للإشراف على الأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية وتقديم المساعدات الإنسانية والطبية للفلسطينيين المتضررين من العدوان الإسرائيلي.

ومع ذلك، ينبغي الإشارة إلى أن قدرة الجامعة العربية على وقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين يتوقف على دعم الدول العربية وتعاونها في هذا الصدد.