رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نار الأعلاف تحرق مربى الماشية

اعلاف
اعلاف

رغم انخفاض حجم البضائع العالقة فى الموانئ بعد الافراجات الجمركية الواسعة عن شحنات أعلاف الذرة الصفراء وكسب فول الصويا، فإن أسعارها هذه الخامات مازالت مرتفعة ولا تشجع مربى عجول التسمين على المغامرة واللحاق بدورة عيد الأضحى التى غالبا ما تبدأ قبلها بأربعة أشهر.

الأسعار كانت أغلى عن الوقت الحالى بمعدل ٤٠٠٠ جنيه فى الطن الواحد الذى كانت أسعاره فى يناير الماضى فى بداية الاستعداد للتربية تقترب من ٢٠ ألف جنيه للعلف الحيوانى التسمين، وحوالى ٣٠ ألف جنيه لأعلاف الدواجن التسمين، وتلك الأسعار جعلت الكثير من المربين يحجمون عن التربية، مؤكدين لكل من يتساءل عن تراجعهم، أن أسعار الأعلاف الحالية سيتم ترجمتها لأسعار اللحوم خلال الشهور القليلة المقبلة ولن يستطيع أصحاب الدخول المتوسطة شراءها.

وصدقت توقعات المربين وارتفعت أسعار العجول إلى ١٦٠ جنيها للكيلو الحى، والذى يصل بعد الذبح والتصفية إلى ٣٢٠ الكيلو فى القرى و٣٥٠ جنيها فى المدن ويزيد فى الأماكن الراقية إلى ٤٠٠ جنيه للكيلو وربما يزيد أكثر. 

ورغم احجام المواطن صاحب الدخل المتوسط عن شراء اللحوم بهذه الأسعار، واللجوء إلى الدواجن التى انخفض سعرها ليس بسبب الانخفاض الملحوظ فى أسعار الأعلاف، ولكن بسبب ضعف القوة الشرائية التى انعكست بدورها فى صورة كثرة المعروض وقلة الطلب.

وستبدو آثار هذا الانخفاض فى أسعار الدواجن التى ستهبط إلى ٦٥ جنيها للكيلو فى الأسابيع التى تسبق عيد الأضحى والتى سترتفع مرة أخرى بعد أن خرج الذين تكبدوا خسائر باهظة فى نشاط التربية.

والسؤال الذى يشغل بال الجميع هذه الأيام وهو: «ماذا يفعل الراغبون فى شراء أضحية هذا العام فى ظل الارتفاع غير المسبوق فى أسعارها، وماذا يفعل من كان يساهم فى ربع اضحية بخمسة آلاف جنيه منذ عامين عندما يطلب منه سداد من ١٨- ٢٠ ألف جنيه فى الربع الواحد.

سعد الصفتى مربى عجول التسمين يؤكد أن خروج أعداد كبيرة من المربين خلال الشهور الماضية أدى إلى قلة معروض اللحوم وبالتالى ارتفعت أسعارها، ولا يجب أن يردد الاعلام أقوالا مرسلة عن انخفاض أسعار الأعلاف ويجب أن يتبعها انخفاض أسعار اللحوم، وهذا خطأ لأن العجول التى تمت تغذيتها على اعلاف مرتفعة الثمن منذ 6 أشهر هى التى تباع الآن، وبالتالى لو لم تباع بهذه الأسعار الحالية، سيتوقف باقى من غامروا واستمروا فى السوق ويخرجون بخسائر فادحة.

والانخفاض الحالى للأسعار لن تظهر آثاره إلا بعد عيد الأضحى المبارك، لأن التغذية على أعلاف منخفضة الأسعار لن يشعر بها المواطن أو المستهلك الا بعد عدة أشهر.. لذلك يجب على الحكومة أن تتابع هذا الأمر وتعد خطة الاستيراد للحوم بناء على الأسعار المتوقعة وليس العكس، حتى لا تجد الحكومة أنها تنافس الصناعة الوطنية وتؤدى إلى مضاعفة خسائر المربين الذين يمثلون عصب الأمن القومى والغذائى فى آنٍ واحد.

 

طارق يوسف