عاصفة تقضي على شجرة تاريخية عمرها قرون.. فيديو
تسببت عاصفة وأمطار غزيرة في العاصمة السيراليونية في سقوط شجرة القطن المعمرة، التي يعود تاريخها لقرون، وهي كنز وطني، لدرجة أن الرئيس السيراليوني جوليوس معاد بيو، وصف فقدانها بأنه خلّف "فجوة" في قلوب الناس.
وقال بيو: "لا يوجد رمز أقوى لقصتنا الوطنية من شجرة القطن، وهي تجسيد مادي لمن أين نأتي كبلد، ولا شيء في الطبيعة يدوم إلى الأبد، لذلك تتحدانا الصعوبة في إنعاش وتنمية الروح الأفريقية القوية التي تمثلها منذ فترة طويلة".
تبلغ ارتفاع الشجرة العمرانية نحو 70 مترًا وعرضها 15 مترًا، وهي تعد رمزًا وطنيًا للسيراليون منذ عقود. وقد ظهرت على الأوراق النقدية ومنسوجات الأغاني الشعبية وزارها أفراد العائلة الملكية، مثل الملكة إليزابيث الثانية، للاحتفال بانعقاد البلاد في عام 1961، وفقًا لبيان صادر عن وكالة زيبيك الدولية، وهي وكالة صحافة تعمل مع حكومة السيراليون.
على الرغم من أن الشجرة تعرضت لأضرار على مر السنين، بما في ذلك ضربة صاعقة أدت إلى حرقها جزئيًا، إلا أن العاصفة التي وقعت يوم الأربعاء لم تترك من الشجرة سوى الجذع، ويعد فقدان الشجرة مقارنةً للسيراليون بالحريق الذي دمر كاتدرائية نوتردام في باريس عام 2019، وفقًا لوكالة زيبيك الحكومية.
تعتبر السيراليون من بين الدول الأكثر تأثرًا بتغير المناخ، حيث قتل أكثر من 1000 شخص في عام 2017 جراء انهيار أرضي نتيجة الأمطار الغزيرة.
وأعرب الرئيس بيو عن تطلعه لبحث أفضل الطرق لاستخدام المساحة التي تركها الشجرة. وقال: "سيظل ما تمثله شجرة القطن حيًا: كيف يمكن لشيء كبير وقوي النمو من شيء صغير مثل بذرة، وكيف يمكن للكثير من الناس أن يجتمعوا تحت حماية شيء أكبر من مجموع أجزائهم، وكيف أنها على مدى قرون كانت تجسد تاريخنا ووحدتنا وصمودنا".
تاريخ سيراليون:
سيراليون هي دولة تقع في غرب أفريقيا، تحدها غينيا من الشمال والشرق، وليبيريا من الجنوب الشرقي، والمحيط الأطلسي من الجنوب الغربي، يبلغ عدد سكانها نحو 7.9 مليون نسمة، وتعتبر مدينة فريتاون عاصمتها، وأكبر مدينة ومركزها الاقتصادي والثقافي.
تتميز سيراليون بتاريخ غني، حيث عاشت مجموعات عرقية عدة في المنطقة لآلاف السنين. تم استعمار البلاد من البريطانيين في أواخر القرن الثامن عشر، وحصلت على الاستقلال عام 1961. شهدت البلاد أيضًا عدة حركات اضطرابية وعنف، بما في ذلك حرب أهلية وحشية استمرت من عام 1991 إلى عام 2002.