رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشارة إلى الشرطة والمطافئ بنشوب حريق فى شركة.. الأمر عادى ويمكن أن يحدث.. ويحدث مثله آلاف المرات.. إما بسبب ماس كهربائى.. أو بفعل فاعل.. كله وارد.. ولأن الشرطة تؤمن بشكل يقينى بالحكمة أو القول القائل.. إياك أن تقف عند ظاهر الأشياء.. فالكثير من الأمور تجدها مخفية فى باطن الظاهر.. والمهم كيف تنتقل من الظاهر إلى الخفى.. تجاه هذا الأمر كان لزاماً على الشرطة أن تصل إلى الجوهر.. عليها أن تدقق فى البلاغ.. إنه حريق فى شركة مملوكة لرجل أعمال شهير بحى المهندسين.. هنا علينا أن نتوقف.. (رجل أعمال) كبير أو شهير.. هنا الأمر مختلف.. لو أن الشركة صغيرة فللأمر تفسير، ولكن عندما تكون الشركة كبيرة، هنا يكون السؤال هل هو تلقائى أم أنه بفعل فاعل ومدبر؟.. والأمر الثانى هو الأقرب إلى الحقيقة.. وعليه فإنها لابد من كشف المستور الخفى وراء الظاهرة.. المعاينة الأولية حملت مفاجأة نطق بها قائد الإطفاء «يا فندم النار ولعت فى الفلوس» الحريق التهم أوراقاً نقدية داخل شركة لحديد التسليح.

ما القصة؟ تلك هى المسألة.. أحد أفراد الأمن اكتشف من خلال عمله أنه يعمل فى مكان لا مثيل له.. ففى هذا المكان توجد (مغارة على بابا) وهو الذى يقوم بحراسة تلك المغارة.. لذلك كان عليه أن يفكر ويفكر ويتدبر الأمر..كيف له وهو يحرص تلك المغارة ولا يأخذ منها ما يريد، وما يحل له مشاكله!! إنه تفكير بديهى وتلقائى يمكن لأى شخص له عقلية مثل عقليته أن يفكر فيه..تجاه الأمر لا يتوانى هذا الشخص عن أن يفكر كيف له أن يحصل على جزء من تلك الأموال.. إنها ملايين وعملات محلية وأجنبية يا للهول مغارة على بابا أمامى.. كان لزاماً أن يفكر ويجتهد ويرسم ويخطط كى يستولى على جزء من مغارة على بابا. 

بفحص الكاميرات وتضييق الخناق، توصلوا إلى حقيقة فرد الأمن، ارتكب خطأ ساذجاً بأن غير موعد عمله والتواجد ليلاً بدلا من الصباح.. وروى المتهم التفاصيل.. بأنه احضر معدات واستخدمها للدخول إلى حجرة الخزينة (مغارة على بابا) واستولى على مبالغ مالية ووضعها فى حقائب كبيرة وأسقطها للدور الأرضى، ووضع جزءاً من الأموال فى حقيقة صغيرة وأعطاها لابنه وطالبه أن يتجه بها إلى شقيقته بحدائق القبة.. ثم سكب البنزين وأشعل النيران لإلهاء الجميع والهروب بالمبالغ.. لكنه فوجئ بأن النيران تصل إلى الدور الأرضى وتشتعل فى الحقائب.. المشكلة هنا.. كيف لهذا الرجل أن يحتفظ بكل تلك الملايين 25 مليون مصرى غير العملات الأجنبية.. كيف يحتفظ بها فى الشركة؟ وهل يعقل برجل أعمال أن يفكر بمثل هذا التفكير الغريب؟ هل هو يتهرب من دخول الأموال إلى البنوك حتى لا يحاسب ويدفع ضرائب؟ أم هو يرى أن إيداع الفلوس فى البنوك حرام.. لذلك يحب أن تكون أمام عينيه أفضل؟ هو موضوع يفتح الكثير من الأسئلة التى تحتاج إلى إجابة..وكم من رجال الأعمال على هذه الشاكلة؟ الموضوع يحتاج للتحقيق.. ويفتح الكثير من الأسئلة التى تحتاج لإجابة.

 أستاذ الفلسفة وعلم الجمال – أكاديمية الفنون