عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هوامش

لا شك أن القمة العربية الـ٣٢ التى انعقدت فى جدة بالمملكة العربية السعودية اختلفت عن غيرها من القمم، من حيث الظروف الاستثنائية التى تحيط بالوطن العربى، اختلفت هذه القمة فى كل شيء من بدايتها إلى نهايتها فى المدخلات والمخرجات وكشفت تفاصيلها وما صدر عنها فى البيان الختامى، عن أن الجميع أدرك ضرورة التضامن ووحدة الصف العربى خاصة فى ظل تلك التحديات الدولية التى تهدد العالم أجمع، وبات حتماً تحقيق الحلم العربى الذى طالما انتظرنا تحقيقه، وهو التكامل والتكاتف والعمل المشترك، ففى الاتحاد قوة وما أحوجنا إلى هذه القوة ندافع بها عن أنفسنا ونحقق الاكتفاء فى كل شىء لنواجه تحديات جثاماً باتت تهدد العالم أجمع.

كلمات الزعماء العرب، ومخرجات القمة عكست هذه الرؤية، وأكدت أن الوطن العربى مقبل على مرحلة جديدة من التقارب وتوحيد الصف والتحرك الجماعى بصورة فاعلة تهدف لتحقيق مصالح الأمة العربية، واستشراف المستقبل دون النظر إلى الخلف أو التقليب فى صفحات الماضى.

طغى على القمة الطابع الإيجابى والتفاؤل، ولم تترك القمة عضواً فى جسد الأمة العربية يعانى ألا ومدت يدها لدعمه، ففى قضية سد النهضة أكد القادة والرؤساء والملوك والأمراء العرب أن الأمن المائى لكل من جمهورية مصر العربية وجمهورية السودان هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومى العربى، مشددين على رفضهم لأى عمل أو إجراء يمس بحقوقهما فى مياه النيل.

وطالب الزعماء العرب بالامتناع عن اتخاذ أى إجراءات أحادية توقع الضرر بالمصالح المائية لمصر والسودان، بما فى ذلك الاستمرار فى ملء وتشغيل السد الإثيوبى دون التوصل إلى اتفاق حول قواعد ملء وتشغيل السد. 

ودعا القادة العرب مجلس الأمن إلى تحمل مسئولياته فى هذا الصدد باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان التوصل لتسوية سلمية لهذه المسألة بما فى ذلك التنفيذ الكامل لبيان مجلس الأمن الصادر فى 15 سبتمبر 2021، بناء على طلب تقدمت به الجمهورية التونسية، العضو العربى فى مجلس الأمن. 

ووافق القادة العرب، على إدراج هذا الموضوع كبند دائم على جدول أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، ولحين التوصل لتسوية سلمية لهذه المسألة على نحو يحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان.

كما اتفق الزعماء العرب على ضرورة التكاتف والتصدى لكافة الأزمات والمشكلات التى تواجه الدول العربية من الخليج إلى المحيط، وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطينى والصراع فى السودان وليبيا، فضلاً عن قضايا اليمن وسوريا ولبنان، والصومال، وتوحيد المواقف فى علاقات الدول العربية بمحيطيها الإقليمى والدولى، وتطرق القادة العرب إلى قضايا البيئة والأمن السيبرانى، والملفات الاقتصادية والاجتماعية.

وقد وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته رسائل قوية صادقة بمثابة تحذيرات كاشفة وخارطة طريق نالت إعجاب الجميع لعل أبرزها «لقد تأكد لكل ذى بصيرة أن الحفاظ على الدولة الوطنية ودعم مؤسساتها فرض عين وضرورة حياة لمستقبل الشعوب ومقدراتها، فلا يستقيم أبداً أن تظل شعوبنا رهينة للفوضى والتدخلات الخارجية». 

نعم أشقاؤنا العرب حان وقت الاتحاد والترابط وتوافق الرؤى، حان وقت التكامل اقتصادياً واجتماعياً، فنحن نتشارك فى كثير ونرتبط مع بعضنا البعض بروابط تاريخية تجعلنا أكثر تماسكاً فى مواجهة كل ما يهدد أمن أوطاننا وشعوبنا، نداء العقل يدعونا لأن نشد من أزر بعضنا البعض، فالتحديات لم يسبق لها مثيل والخطر يحيط بنا من كل الاتجاهات ولا سبيل للمواجهة إلا بالاتحاد، معاً سنعيد أمجاد الأمة العربية.