مسافة السكة:
الكثير لديهم طموح وهدف فى الحياة، أيا كان نوع الهدف فهو سبب بقاء الانسان على قيد الحياة بل سبب وجودك فى الحياة من الأساس، ولكن لن يصبح أحد عظيماً ما بين عشية وضحاها ولن يحقق أحدهم حلمه بسهولة بل يُقاس نجاح الشخص بمقدار العقبات والصعوبات التى واجهها بحياته واستطاع التغلب عليها بالاستمرار نحو تحقيق الهدف، وسوف تتذكر كل الصعاب التى مررت بها وستعلم فى المستقبل لِمَ مررت بها وستعلم أنها كانت تهيئك لمستقبل عظيم فإن تعرضت لمصاعب منذ الصغر، فاعلم أن الله يؤهلك لمستقبل عظيم.
فإن كنت تعتقد أن كل من تتمنى أن تصبح مثلهم أنهم وصلوا لما وصلوا إليه بسهولة فإنك أخطأت، ولا تنظر لنهاية أى شخص ناجح وتحسده بل انظر إلى معاناته حتى وصل للقمة؛ فلكى تنجح فى هذه الحياة وتصل إلى أهدافك يجب تؤهل نفسك نفسياً، وأن يكون لديك ايمان قوى بالله، يجب أن تثق بنفسك وقدراتك وبمهاراتك ومواهبك وافكارك بدون أن تشك فى ذلك أو تدع اى احد يشكك فى ذلك، ستقابل من يشكك فى قدراتك، ستقابل من يُشعرك بالإحباط ويقنعك أن حلمك مستحيل، ستصادف من يعرقلك عن التقدم نحو حلمك، ستصادف من يحاول تشتيتك عن هدفك سواء أكان عن قصد أو بدون قصد، ستصادف الحاقد والحاسد، ولكن تذكر انت سيد قرارك! يجب أن تملك هذه الثقة فهذه الثقة هى وحدها من تعطيك الصبر وهذا بالطبع لن يحدث بسرعة كما تحب أن يحدث! فبكل تأكيد ستحدث أمور تشتتك عن هدفك فيجب التعامل معها وقت حدوثها ليس هذا فقط، هذه الثقة بذاتك والصبر يوجهانك للعمل فيجب أن تواصل الانطلاق وتواصل الإنجاز، ستمر بلحظات يأس لحظات ضعف لحظات اكتئاب يجب ألا تتخطى تلك اللحظات بل عِشْها كما يجب أن تعاش، فعش فترة حزنك وحزنك بمفردك ثم اخرج للعالم بقوتك.
فى الشرق الأقصى لديهم شجرة تسمى «البامبو الصينى» - شجرة الخيزران- تستغرق ٥ سنوات للنمو ويجب عليهم سقيها وتسميد تربتها كل يوم ولا تنبت هذه الشجرة الا بعد السنة الخامسة، ولكن بمجرد ظهورها على سطح الأرض تنمو بطول ٩٠ قدما (٢٧مترا) خلال خمسة اسابيع فقط! ولكن من شاهد تلك الشجرة يتساءل هل تنمو بطول ٩٠ قدما فى خمسة اسابيع فقط ام فى خمس سنوات؟! بالتأكيد فى خمس سنوات! لأنه لو فى اى وقت توقف الشخص عن سقى وتغذية ذلك الحلم فستموت الشجرة قبل أن تنبت! حلمك مثل تلك الشجرة قد يرون جهدك ولكن لا يرون النتيجة فى نفس الوقت فيسخرون منك ويتهمونك انك ثابت مكانك ويقولون لك منذ متى وأنت تسعى لحلمك ولا نرى نتيجة ظاهرة أو تقدما ظاهرا! البعض قد يتأثر بذلك الكلام ويشعر بالإحباط ويحاول أن يبرر لهم بالكلام انه يسير نحو هدفه، ولكن دعك منهم حاول الا تقول غير أفعال، فاعمل فى صمت لتترك فى غيابك ضجة ولا تدعهم يروا الا نتائج تحركاتك، فأعمالك وحدها هى من تتحدث عنك! فتقدمك ونجاحك والوصول لهدفك لا يحدث بسرعة يجب عليك مواصلة سقى حلمك وعندما يبدأ بالتحقق سيتوقف الناس عن السخرية وسيقولون انظروا وسيدعون انهم كانوا يتنبأون لك بذلك وكانوا واثقين من قدراتك ونجاحك وكانوا متوقعين لك ذلك النجاح! ولكن دعنى أقول لك: عندما تتعقد الأمور ولا تسر كما ينبغى لن ترى هؤلاء الناس!
فعندما تعمل على حلمك تذكر مقولة: (قسوة المعركة تشعرك بحلاوة النصر) لذا الكفاح جيد لأن الحياة شاقة، وشرف الكفاح دائمًا من نصيب الأقوياء وتذكر ما يأتى بسهولة سيذهب بسهولة، فإن اردت النجاح وترك بصمة فى هذه الحياة لتصبح قدوة للجميع فاستعد للصدمات والعقبات، وتذكر انت أتيت إلى هذه الحياة من أجل رسالة، فابحث عنها لتؤديها واشغل نفسك بنفسك ودعك من الآخرين، ولا تشتت انتباهك وتتبع الآخرين ولا تقارن نفسك بأحد، فكل شخص لديه حلم يختلف عن الآخر، فأول طريق الفشل تتبع أخبار الناس فهذا حتمًا سيؤثر عليك بالسلب، فمن راقب الناس مات همًا وتوقف عن السير، وعدم النظر للنعم التى انعم الله بها لتركيزه على نعم الآخرين! كن نفسك ودعك من الآخرين.
عضو مجلس النواب