رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

وضعت القيادة السياسية تنمية شبه جزيرة سيناء على رأس أولوياتها خلال السنوات الثمانى الماضية باعتبارها قضية أمن قومى لا مجال للتهاون فيها، حيث تسارعت وتواصلت الجهود لإعادة صياغة شكل وملامح وأوجه الحياة على أرض الفيروز من خلال الاستفادة من كافة المقومات التى تتمتع بها واستغلالها بالشكل الأمثل، وتحسين البنية التحتية وتنفيذ العديد من المشروعات التنموية والعمرانية والخدمية والاستثمارية غير المسبوقة والعملاقة فى المجالات كافة، فضلًا عن الحرص على جعل سيناء امتدادًا طبيعياً لوادى النيل عبر ربطها بمدن القناة والدلتا، بما يحقق هدف تعميرها بعد تأمينها والقضاء على بؤر الإرهاب، وتوفير كل سبل العيش الكريم لأهلها وسكانها، وجعلها أرضًا جاذبة للسكان والمستثمرين فى الوقت ذاته، لتنجح الدولة فى المزج بين معادلة الأمن والتنمية وترجمتها بشكل علمى على أرض الواقع.

الجهود الكبيرة التى بذلتها الدولة لتعمير سيناء نالت إشادة واستحسانًا كبيرًا من المؤسسات الدولية التى أكدت رغبة مصر فى أن تصبح سيناء مكانًا أكثر جاذبية للعيش والعمل، حيث شملت الجهود خلال السنوات الأخيرة محطات التحلية والمعالجة بما فى ذلك محطة المحسمة التى حصلت على جائزة أفضل المشروعات العالمية فى عام 2020، وتسجيل موسوعة جينيس للأرقام القياسية محطة بحر البقر فى شبه جزيرة سيناء كأكبر محطة معالجة فى العالم، حيث تعد مصدرًا مهمًا لمياه الرى وحلًا فعالًا لدعم الزراعة بمنطقة سيناء، ومشروع جبل الزيت وهو أكبر مجمع للرياح فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو مثال لضمان الوصول إلى طاقة حديثة وموثوقة وبأسعار مناسبة للجميع.. كما أشادت التقارير الدولية بالأنفاق الجديدة التى ساعدت على تسهيل الربط بين سيناء والعديد من المحافظات المصرية، فضلًا عن توسيع شبكة الطرق القومية الخاصة بها مما حسن بصورة كبيرة تقييم مصر العالمى بجودة الطرق، كما أعرب البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية عن سعادته بالشراكة المثمرة مع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ودعم جهود المنطقة لتطوير بيئة أعمال فعالة وتنافسية وصديقة للبيئة تكون مصدر جذب للمستثمرين، ما يضع المنطقة الاقتصادية بموقع الريادة للتجارة العالمية والصناعات والخدمات ومصادره لتوفير فرص العمل. كما أكدت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية دعمها لجهود مصر من أجل تعزيز الاندماج الاقتصادى والاجتماعى للمجتمعات اليدوية بسيناء، عن طريق رفع مستوى المعيشة وزيادة فرص التعليم تحسين الخدمات الصحية واستدامة الثروة الزراعية والسمكية، لتمكين شباب سيناء من قيادة جهود التنمية.

سيناء جزء عزيز من الوطن وعلى قلب كل مصرى، تمتاز بأنها كانت شاهدة على أهم الأحداث الدينية فى الديانات السماوية الثلاث اليهودية، والمسيحية، والإسلام مثل خروج بنى إسرائيل من مصر ورحلة العائلة المقدسة إلى مصر، الفتح الإسلامى لمصر، مما جعل لسيناء أهمية فى الديانات حتى أنها ذكرت فى الكتب السماوية الثلاثة «التوراة، الإنجيل، والقرآن الكريم»، وتعد شبه جزيرة سيناء المورد الأول للثروة المعدنية فى مصر، حيث يتدفق من أطرافها الغربية البترول ومن شرقها النحاس والفوسفات والحديد والفحم، وتشتهر بوجود أنواع الفيروز فى العالم الذى اكتشفه قدماء المصريين على أرضها واستخدموه فى تزيين المعابد والتماثيل.

كما تعتبر جنوب سيناء منذ العصور المسيحية الأولى إحدى أهم مناطق الجذب للرهبان المسيحية، وقد أقام هؤلاء الرهبان العديد من الأديرة منها دير طور سيناء المعروف باسم دير سانت كاترين.

ظلت سيناء مهددة بالأطماع الإسرائيلية فى إطار الصراع العربى - الإسرائيلى بدءًا بحرب فلسطين عام 1948، ثم حرب العدوان الثلاثى عام 1956 فحرب يونيو 1967، كذلك دارت على أرض سيناء معارك حرب الاستنزاف منذ يونيو 1967 وحتى السادس من أكتوبر 1973 عندما نجحت قواتنا المسلحة فى اقتحام قناة السويس والهجوم شرقًا وهزيمة القوات الإسرائيلية التى كانت تحتل أرضًا فى سيناء.

ربحت مصر من خلال رحلة العبور فى السادس من أكتوبر - العاشر من رمضان العديد من المكاسب أبرزها استعادة جزء من أرض سيناء، وعودة الملاحة البحرية لقناة السويس، وطرح الرئيس الراحل أنور السادات اتفاقية كامب ديفيد فى نوفمبر 1977، وتم توقيعها بين مصر وإسرائيل فى سبتمبر 1987، وكانت مقدمة لعودة سيناء بالكامل إلى حضن الوطن كجزء عزيز عند المصريين الذين أعادوها بالحرب والسلام، وقرروا تعميرها وزراعتها بالمشروعات والبشر.