رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

صفحات من تاريخ الوطن (٤٠)

لقد أدرك الرئيس عبد الفتاح السيسى ببصيرته الثاقبة أن الحياة السياسية تحتاج إلى طاقة جديدة مليئة بالحيوية والرغبة فى التغيير والاصلاح، وتستطيع أن تساهم معه فى مشروعه الطموح وهو إيقاظ العملاق المصرى، الذى استغرق فى النوم لمدة ثلاثة عقود، حتى يعود لملء الفراغ الذى خلفه هذا النوم فى محيطه الإقليمى، وأن هذه الطاقة لا تتجلى إلا فى أغلى ثروات المجتمع المصرى ألا وهى شبابه.

ولذلك دعا الرئيس السيسى من منصة مؤتمرات الشباب، الأحزاب المختلفة لإشراك الشباب بشكل جدى وحقيقى فى صناعة المستقبل السياسى المصرى، كما حث مؤسسات دولة على دعم ذلك الأمر، وقد اسفرت هذه الدعوة عن ظهور حركة سياسية ستكون -بإذن الله- نقطة مفصلية فى الحياة السياسية المصرية خلال السنوات القادمة، ألا وهى «تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين» التى ظهرت إلى حيز الوجود فى ابريل عام 2018، على إثر اجتماع أكثر من 25 حزبًا سياسيًا واتفاقهم على تكوين هذه التنسيقية من خيرة شباب أحزابهم.

والحق أن تنسيقية شباب الأحزاب تحتوى فى تكوينها، على سمات التنظيم والانجاز، وفى أهدافها التغيير والفلاح، مما يبشر بكيان سياسى قادر فى المقبل من الأيام على إحداث تغيير حقيقى وجاد وسريع وقوى فى الحياة السياسية، وفى إفراز كوادر تتوفر فيهم صفات كواد الدولة الحديثة القوية.

أما السمات التى يتميز بها هذا الكيان السياسى الواعد، فيمكن إيجازها على النحو التالى:-

1 – التنوع:- من يتأمل تكوين التنسيقية سيجد أنها مكونة من أكثر من 25 حزبًا سياسيًا، متفقين فى الإيمان بالدولة وضرورة الحفاظ على وحدتها وحماية مؤسساتها، وما عاد ذلك فهم يختلفون فى الكثير من الرؤى والتفاصيل، فمنهم الأحزاب الليبرالية المؤمنة بالاقتصاد الحر، ومنهم الأحزاب اليسارية المؤمنة بالاقتصاد الاشتراكى، وهناك حزب النور ذو النزعة الدينية المحافظة، وهذا التنوع سيولد كوادر مؤمنة بضرورة التعايش والاختلاف ونسبية الأفكار، والأهم أنهم سوف يمارسونه بحق، مما سوف يعزز الرؤية السياسية لهؤلاء الشباب، ولدورهم فى نشر فكرة قبول الآخر دخل المجتمع ليس فقط على المستوى السياسى وإنما على سائر المستويات الأخرى.

2 – الحرية:- من يتمعن جيدًا فى تنسيقية شباب الاحزاب سيجد أن الحرية من أهم سماتها، فهى تسعى داخلها إلى إثارة كل القضايا المجتمعية بمنتهى الحرية والانفتاح، على أن يعبر كل عضو من أعضائها عن ما يعتقده، ولكن ذلك فى إطار من المسئولية والتعقل، حتى يخرج إلى المجتمع كوادر قادرين على بث روح الشجاعة المجتمعية القائمة على المطالبة بكافة الحقوق المشروعة، بطريقة سلمية ومنضبطة وفى إطار الالتزام بكامل الواجبات، مما يساهم فى وصول المجتمع المصرى إلى درجة التحضر التى تليق به.

3 – العمل الجاد ذو الرؤية:- ترى التنسيقية ضرورة نزول كوادرها ليحتكوا بمشاكل مجتمعهم وهموم أهلهم، ليروا السلبيات فيسعوا إلى تغييرها، ولطرح البدائل، ولكن كل هذا من خلال رؤية منظمة ومنطقية وجادة بعيدًا عن العشوائية والانفعالية.

4 – التكامل:- تضم التنسيقية مجموعة كبيرة ومميزة من الكوادر السياسية، وهم ينتمون إلى تخصصات مهنية وخلفيات علمية مختلفة، وعندما تجتمع هذه النخبة بخبراتها المهنية المختلفة كفريق عمل واحد، فهناك تجمع نموذج مصغر للطبقة العلمية داخل المجتمع، مما سوف يساهم ذلك بشكل جلى فى تكامل الافكار والأطروحات، مما سوف يفرز مشاريع متكاملة ومتقنة.

أما فيما يخص الأهداف، فقد أعلنت التنسيقية منذ تأسيسها فى أبريل 2018 مجموعة من الأهداف القيمة التى تهدف من خلال تحقيقها، أن تصبح رقمًا صعبًا فى معادلة السياسة المصرية، ويمكن استعراض أبرز هذه الأهداف ومناقشتها فيما يلى:-

1 – تقوية الأحزاب:- تهدف التنسيقية من خلال جمعها لجزء كبير من شباب هذه الاحزاب، ومن خلال تدريبهم وتنشيطهم ككوادر، وذلك بواسطة برامج العمل والرؤى الفكرية والتجربة الواقعية على الأرض، ستكون النتيجة هى إفراز كفاءات سياسية حزبية قادرة على النهوض بأحزابها، وقادرة على تفهم الدور المنوط من هذه الأحزاب داخل المجتمع المصرى، وتملك الأدوات اللازمة لتحقيق هذا الدور.

2– إيجاد قنوات ومساحات اتصال وتقارب مع الدولة:- تسعى التنسيقية لإيجاد قنوات الاتصال بين الدولة وأجهزتها وطبقات المجتمع وذلك سواء من خلال التواصل المباشر مع المسئولين أو تقديم الرؤى والمقترحات وأوراق العمل أو حتى المساعدة فى تقديم مشروعات القوانين.

3 – تعزيز الحوار المجتمعى:- تسعى تنسيقية شباب الأحزاب بشكل كبير من خلال كوادرها على أن يسود المجتمع المصرى دائما روح الحوار المجتمعى المنضبط والهادف، وذلك من خلال طرح مختلف القضايا المجتمعية للحوار والنقاش وتقليب الاراء المختلفة بشأنها للوصول إلى أدق الحلول وأفضلها، مما يؤدى هذا إلى تماسك المجتمع، وتنمية القدرة النقدية والنقاشية له، فلا يسقط أسير سلاح الاشاعات الذى يستخدم فى الكثير من الاحيان لتضليل المجتمع وحرمانه من القدرة على التفكير العاقل الواعى المنضبط، والذى يستخدم أيضا لضرب الروح المعنوية للمجتمع.

وهكذا يمكن القول إننا أمام مؤسسة وليدة، سوف تمثل فى السنوات القليلة القادمة رقمًا صعبًا فى المعادلة السياسية، داخل الدولة المصرية، حتى أنه يمكن القول بلا مبالغة إن جزءًا كبيرًا من التقدم المتوقع أن تحققه مصر فى السنوات القادمة فى هذا المجال ستكون كلمة السر له هى تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين.

 

عضو مجلس الشيوخ