رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم رصاص

«الرئيس» ومصر القوية ومَن دفع الثمن؟

«لو مت يا أمى ما تبكيش، راح أموت علشان بلدى تعيش، افرحى يامه وزفينى، وفى يوم النصر افتكرينى، وإن طالت يامه السنين، خلى إخواتى الصغيرين، يكونوا زيى فدائيين يا أمه» ما أحلى وأروع هذه الكلمات التى تغنى بها العندليب عبدالحليم حافظ، عندما كانت مصر كلها على قلب رجل واحد، لا يوجد بينهم أى خائن للوطن، وإن وجد فى تلك الأيام كان يختفى تحت الأرض من زلزلة وقوة قلوب المصريين فى حبهم لتراب الوطن، والحفاظ على استقراره، فى أيام كانت النساء يهدين مجوهراتهن، ومصاغهن إلى مصر والمجهود الحربى، فى وقت كان الجميع يضرب حزامًا على بطنه فى سبيل أن تعود كرامة مصر وأرضها، ولم تكن الشائعات ولا الفتن تجد لها طريقاً، لأن الشعب كان له هدف واحد، وحرب واحدة، واليوم نحن فى حرب أشرس يستشهد فيها أبناء جيشنا وشرطتنا كل يوم من أجل أن تبقى مصر، ونحارب على كافة الجبهات سياسياً، واقتصاديًا لأجل أن يبقى هذا الوطن شامخًا مرفوع الرأس وسط خفافيش ظلام وأعداء فى الخارج والداخل يحاولون هدم ما نبنيه، ولكننا وبدماء شهدائنا نقول لهم، مصر الجديدة مستمرة فى البناء، ولن يستطيع، أياً مَن كان، هدم استقرارها أو النيل من شبر واحد من أرضها.

مَن دفع الثمن؟ دفع الثمن كل شهيد ومصاب من أبناء هذا الوطن لكى تبقى مصر، ولا يصبح مصيرها مثل دول أصبح أهلها رعايا فى دول أخرى وفى خيام اللاجئين، الثمن كان الاستقرار والأمان، وعدم اختطاف جزء من دولة أرادوا تقسيمها، ولو كان الرئيس عبدالفتاح السيسى اكتفى بالحرب ضد هؤلاء الأوغاد، لكان كافياً، ولكنه أراد مصر قوية، تحمى سيادتها، وتعود للعالم فى فترة وجيزة لتقول للعالم أنا مصر وهؤلاء أولادى، وهذا شعبى الذى وقف صامداً رغم معاناته وأزمته الاقتصادية، من دفع الثمن؟ قالها الرئيس فى احتفال يوم الشهيد بالندوة التثقيفية الـ 37 للقوات المسلحة: «الشهداء دفعوا ثمناً كبيراً من أجل أمن وسلام مصر، وان الإرهاب لن يتمكن من تهديد بلد على قلب رجل واحد، وان ربنا أراد لمصر ألا تدخل حرباً أهلية رغم كل التخطيط والمكر، وأن المصريين لو شاهدوا فيلمًا واحدًا لما كان يفعله الأشرار فى سيناء لن يناموا، نعم مَن دفع الثمن برضاء وتضحية هو الشهيد النقيب محمد جمال الأكشر الذى ترك ولده الطفل بلال وحيدًا بعد وفاة والدة بلال هى الأخرى بعد ٦ شهور من استشهاد والده وهى بالأراضى المقدسة، وعكفت جدته على تربيته والتى كرمها الرئيس، الطفل بلال الذى وقف صلبًا ليتحدث عن والده الشهيد وأبكى الملايين فى الاحتفالية، واحتضنه الرئيس وسط بكاء الجميع، نعم دفع الثمن شهداء مصر وأسرهم، الذين ضحوا بحياتهم من أجل أن تبقى مصر، ونبقى نحن وأولادنا فى أمان، فهل ننسى الشهيد المنسى، ورفاقه، ورامى عاشور، وأبانوب،؟ لن ننساهم، ولن ننسى شهداء «مثلث القيادة» الذى أبهرتنا به إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، وأبهرت العالم فى احتفالية يوم الشهيد بإظهار بطولات شهداء مصر الأبطال لثلاثة من أوائل الكلية الحربية، جمع بينهم علم تسليم وتسلم الدفعة الـ103 إلى الدفعة 104، فى مشهد عظيم، وهم الرائد مصطفى حجاجى، مساعد الدفعة 103 حربية، والرائد محمد على العزب، مساعد الدفعة 104 حربية، والثالث عماد الدين أبورجيلة حامل العلم. وجمعتهم أيضًا الشهادة فى سبيل الله والوطن، وكانت أمهاتهم فى شرف التكريم من الرئيس ووقف الجميع لتحية من أنقذ أبناؤهن مصر بالدموع، كما أبهرت الشئون المعنوية الجميع بفيلم «سيناء ملحمة التضحية والبناء»، بصوت المقدم مصطفى لبيب، والذى قدم نماذج إعادة التنمية فى سيناء بعد حرب شرسة ضد الإرهاب، وكيف عاد الاستقرار فى مدنها، بفضل تضحيات ابطال مصر، والذى أكد خلالها السيد الرئيس اننا سنحتفل بالقضاء على الإرهاب وسط أسر الشهداء قريبًا على أرض سيناء، كما أبهرتنا الشئون المعنوية بعدة فعاليات عن الشهداء وأسرهم، منها فيلم رموز خالدة، والقطرة، وفقرة بطل الحكاية من تأليف وإخراج المخرج المسرحى المبدع خالد جلال، والتى نالت تصفيق الحضور، بخلاف الفقرة الفنية للأغانى الوطنية بكورال الشباب والرياضة والمطربين المصريين، كما كان العميد ياسر وهبة «صوت مصر» كما نطلق عليه، مبهرًا كعادته فى تقديم الاحتفالية بكلماته التى كانت تخترق جدران القلوب والذى قال: «ما يربطنا بمصر ليس مجرد أرض نعيش فيها، وإنما هى حالة من العشق تجعل هواها يجرى فى دمائنا، وتجعلنا حينما ينطق اسمها تتهاوى دموعنا فخراً بالانتماء إليها»، وألقى أبياتًا شعرية عن مصر، منها: مصر هى شمس الأقمار فى ليل بدرها وقمر الشموس فى دفء حصنها، ذكرى الطفولة إذ قالت معلمتى ارسم بلادك فى فن وتلوين، وجدتنى دون وعى قد رسمت لها بيتاً وأهلاً وحضناً كان يؤوينى، رسمت مصر عروساً ليل فرحتها تزفها الأرض فى أبهى الفساتين، قالت معلمتى مَن أنت قلت لها أنا ابن مصر وهذا الفخر يكفينى.